اخبار الامارات

الصين وحدها قادرة على إسكات قعقعة السيوف النووية لبيونغ يانغ

أسفر اختبار الصاروخ الباليستي العابر للقارات الأخير، المطور حديثاً، والذي يعمل بالوقود الصلب، والقادر على حمل رؤوس نووية، عن إحداث حالة من الرعب في جزيرة هوكايدو الواقعة في شمال اليابان، الأسبوع الماضي. وأضاف ملاحظة عاجلة إلى اجتماع وزراء خارجية الدول السبع الغنية، الذي انعقد أخيراً في منتجع كاروزاوا ذي الينابيع الساخنة في اليابان، حيث سيكون تصعيد بيونغ يانغ وتهديدها وارداً على جدول الأعمال. ومع ذلك، فإن مفتاح لغز كوريا الشمالية ربما يكمن على بعد مئات الأميال.

وقد هيمن على مداولات قمة السبع سؤالان رئيسان: لماذا يقوم رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بتصعيد التوتر متعمداً مع كوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة الحامي النهائي لهما؟ ما الذي يمكن أن يفعله الحلفاء رداً على ذلك؟ قال كيم مرحباً بهذا الإطلاق، الذي يعتبر الاختبار النووي الـ100 منذ العام الماضي تقريباً، إن هذا الصاروخ الجديد «سيعمل على تعزيز هجومنا النووي المضاد. ويحث العدو كي يتخلى عن استراتيجيته»، وحتى ذلك الوقت وعد كيم بـ«خوف لا نهاية له».

استعداد للهجوم

ولطالما قامت كوريا الشمالية بإدانة التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي يتم تصويرها باعتبارها استعداداً للهجوم على بيونغ يانغ. وانهار الحوار بين الكوريتين منذ انتخاب رئيس كوريا الجنوبية المحافظ، يون سوك يول، العام الماضي. ولم تسفر مبادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن أي شيء. وكشف يول أخيراً عن أن واشنطن وسيؤول عملتا على تعزيز خططهما النووية.

استغلال الخوف

وسواء كان كيم يشعر بأنه تحت التهديد فعلاً أم لا، فإن الكوريتين لاتزالان من الناحية الفعلية في حالة حرب، وربما يقوم باستغلال الخوف من أي هجوم على كوريا الشمالية للسيطرة الكاملة على شعبه. ومع ذلك، فإن لدى كيم العديد من الأسباب التي تجعله تحت الخطر، فنظام كوريا الشمالية المستبد، الذي تم تأسيسه عام 1948 على يد الجد المؤسس كيم إيل سونغ، يفتقر إلى الشرعية في داخل البلد، كما يعاني العزلة في الخارج. وأدت عقوبات الأمم المتحدة إلى انعدام التنمية. وربما شعور كيم باليأس من رفع هذه العقوبات يدفعه إلى ارتكاب هذه الأعمال العدوانية. وعلى الرغم من أن هذه القضايا تكتنفها السرية، إلا أنها تشير إلى أن كيم يعاني أزمة في الخلافة الداخلية على السلطة.

خطر المجاعة

وتشير التقارير التي تتوقع أن تواجه كوريا الشمالية ظروف المجاعة مرة أخرى، إلى أن ثمة ضعفاً خفياً في هذه الدولة. وفي يناير الماضي، قال مشروع «نورث38»، ومقره الولايات المتحدة، إن انعدام الأمن الغذائي أصبح في أسوأ حالاته منذ المجاعات السابقة التي حدثت في تسعينات القرن الماضي، والتي أسفرت عن موت نحو مليون شخص. ومن غير الواضح مدى الأضرار التي أصابت الدولة نتيجة جائحة كورونا، على الرغم من أن أرقام الإصابات أكبر من المعلن عنها.

وعلى الرغم من أن هذه القضايا تتسم بالسرية، التي تشير إلى أن كيم الذي أشيعت الكثير من التكهنات بشأن صحته، يواجه أزمة خلافة داخلية. وتدور التكهنات حول ابنته، كيم يو إيه، التي لم تتم مشاهدتها من قبل، والتي يعتقد أنها في عامها العاشر، وكيف برزت مكانتها مع عمتها القاسية، كيم يو جونغ، وهي شقيقة كيم الصغرى.

نظام عالمي جديد

ولكن ما الذي يمكن أن تفعله الدول السبع الصناعية لكبح عداء كوريا الشمالية؟ يبدو أنهم لا يستطيعون فعل الكثير. وربما تكون العقوبات الإضافية التي تفرضها الدول الأخرى بصورة منفردة الخيار الوحيد، لأن الصين، وبدعم من روسيا، أعاقت فرض أي إجراءات جماعية أكثر قسوة من قبل مجلس الأمن الدولي، ولهذا ينبغي على العالم أن ينظر إلى الصين كي يطبق ضغوطاً فعالة. وكيم ليس دمية، ولكنه مدين لبكين على نحو فريد. وبالطبع فإن الانتشار النووي دون أي قيود، وكذلك الحرب النووية، ليس من مصلحة الصين.

ويرغب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في أن يضع الصين على رأس نظام عالمي جديد. وقام أخيراً بالتوسط في اتفاق سلام بين إيران والمملكة العربية السعودية، ومع ذلك فإن ثمة مشكلة كبيرة هنا، قريبة من الدولة الصينية، فإذا كان شي جدياً بشأن قيادة العالم، عليه أن يظهر ذلك عن طريق إنهاء حالة الانسداد في شبه الجزيرة الكورية.

لطالما قامت كوريا الشمالية بإدانة التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي يتم تصويرها باعتبارها استعداداً للهجوم على بيونغ يانغ.

الانتشار النووي دون أي قيود وكذلك الحرب النووية ليس من مصلحة الصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى