اخبار الامارات

الصين والقوى الكبرى ملزمون بالعمل على كبح جماح أزمة الجوع المتفاقمة

دعت المديرة الجديدة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الصين والدول القوية الأخرى إلى ضرورة تقديم المساعدة في توجيه العالم بعيداً عن أزمة الجوع «الكارثية» المحتملة هذا العام.

وقالت سيندي ماكين، وهي دبلوماسية أميركية وأرملة السناتور الراحل، جون ماكين، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يجب أن يعتبرا الجوع في العالم قضية أمن قومي، بسبب تأثيره على الهجرة. وعلاوة على ذلك، اتهمت ماكين روسيا باستخدام الجوع «كسلاح حرب» من خلال إعاقة صادرات الحبوب الأوكرانية. وتولت ماكين، السفيرة الأميركية السابقة لدى وكالات الغذاء التابعة للأمم المتحدة، رئاسة برنامج الأغذية العالمي في الخامس من أبريل، وبدأت فترة ولايتها التي تبلغ خمس سنوات في وقت يتزايد فيه الجوع في العالم. وارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم إلى مستوى قياسي، بلغ 345 مليوناً في نهاية العام الماضي، بارتفاع من 282 مليوناً في عام 2021، وفقاً لأرقام برنامج الأغذية العالمي، حيث أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الغذاء، بسبب تغير المناخ والجائحة والنزاعات أخرى.

وحذرت ماكين من أن هذا العام قد يكون أسوأ من ذلك، حيث يشهد القرن الإفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً، وتواجه هايتي انعداماً خطراً للأمن الغذائي، من بين عوامل أخرى. وقالت «سيكون عام 2023 كارثياً إذا لم نتمكن من التعامل وجمع الأموال التي نحتاجها. ونحن أمام كارثة أكثر بكثير مما اعتدنا عليه».

وقالت ماكين إن الدول غير الغربية، التي كانت تسهم تقليدياً في برنامج الأغذية العالمي، تحتاج إلى تكثيف الجهود لسد النقص. وساهمت الصين بمبلغ 11 مليون دولار فقط في أموال برنامج الأغذية العالمي العام الماضي، مقارنة بـ7.2 مليارات دولار تبرعت بها الولايات المتحدة.

وقالت «هناك بعض الدول التي لم تشارك أو تشارك بطريقة متدنية للغاية. وأود أن أشجع أصدقاءنا في الشرق الأوسط على فعل المزيد»؛ متابعة «أود أن أشجع الصين على فعل أكثر».

ومع ذلك، قد لا تلقى دعواتها آذاناً صاغية، بالنظر إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين. وكان آخر ستة مديرين تنفيذيين لبرنامج الأغذية العالمي من الولايات المتحدة. وقد تفضّل بكين توزيع المساعدات من خلال قنواتها الخاصة. وفي الصيف الماضي، على سبيل المثال، شحنت الصين مساعدات غذائية مباشرة إلى القرن الإفريقي بعد الجفاف هناك. قالت ماكين إن الدول المترددة في تخصيص المزيد من الأموال للمساعدات الغذائية يجب أن تفكر في البديل، خصوصاً تلك الموجودة في أوروبا التي من المحتمل أن تتحمل وطأة أي موجة جديدة من الهجرة من إفريقيا والشرق الأوسط. وأردفت «الأمن الغذائي هو قضية أمن قومي، ولا يوجد شخص يريد مغادرة وطنه، لكنهم مجبرون على ذلك، لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام، ولا يمكنهم إطعام عائلاتهم. وإذا كنا نريد عالماً مستقراً، فالطعام لاعب رئيس في هذا».

يضطر برنامج الأغذية العالمي، بالفعل، إلى اتخاذ قرارات قاسية، على الرغم من تحقيقه رقماً قياسياً بلغ 14.2 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر من ضعف ما جمعه في عام 2017. وفي فبراير، على سبيل المثال، أجبر نقص التمويل البرنامج على قطع الحصص الغذائية للاجئين الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات بنغلاديش.

تفاقمت المشكلة بسبب ارتفاع التكاليف في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتفعة بالفعل، حيث انخفضت صادرات الحبوب والبذور الزيتية عبر موانئ أوكرانيا، على البحر الأسود، من أكثر من خمسة ملايين طن متري شهرياً إلى الصفر.

وأدى اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للسماح لصادرات الحبوب الأوكرانية بالمرور عبر الحصار الروسي في البحر الأسود إلى بعض التأجيل، لكن تهديدات موسكو المتكررة بالانسحاب من الاتفاقية أبقت الأسعار متقلبة.

والاتفاق، الذي تم التوصل إليه في البداية، في يوليو من العام الماضي، تم تمديده لمدة 120 يوماً في الشهر الماضي. ومع ذلك، وافقت روسيا على تمديد جانبها من مبادرة الحبوب في البحر الأسود لمدة 60 يوماً، فقط. والأسبوع الماضي، هدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مرة أخرى، بوقف مشاركة موسكو في المبادرة، ما لم تتم معالجة العقبات التي تعترض صادراتها من الأسمدة والمواد الغذائية.

من جهتها، تقول موسكو إن العقوبات الغربية «الخفية» تعيق صادراتها من الأسمدة والأغذية، وتسبب الجوع في جنوب الكرة الأرضية. وردت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بأن روسيا تتعمد تأجيل عمليات التفتيش على السفن المتجهة من وإلى موانئها على البحر الأسود، ما تسبب في تراكم السفن المتجهة إلى أوكرانيا قبالة الساحل التركي، وتضخم الأسعار.

وقالت ماكين إن تأخر الشحنات الغذائية يعيق قدرة برنامج الأغذية العالمي على الاستجابة للأزمات الإنسانية. وأوضحت «لنكن واضحين للغاية، لا توجد عقوبات على الأسمدة [الروسية] ولم تسلط عقوبات عليها قط». وأردفت «إن روسيا تستخدم الجوع سلاحاً في الحرب. ومن غير المعقول أن تفعل أي دولة ذلك».

• سيندي ماكين تحذر من أن هذا العام قد يكون أسوأ من ذلك، حيث يشهد القرن الإفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى