الصادرات الصناعية الإماراتية ترتفع 60% إلى 187 مليار درهم نهاية 2023
رسخت دولة الإمارات مكانتها مركزاً دولياً موثوقاً به للفرص الاستثمارية الصناعية، ونجحت في استقطاب أكبر الشركات والمواهب في العالم، بفضل مبادراتها وبرامجها النوعية التي أسهمت في تحقيق الازدهار في قطاع الصناعة الوطنية، مثل برنامجي «التحول الوطني»، و«التحول التكنولوجي»، ومبادرة «اصنع في الإمارات».
وبحسب الإحصاءات والبيانات الرسمية، شهد القطاع الصناعي الإماراتي نمواً ملحوظاً خلال العام الماضي، ووصلت قيمة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي نهاية عام 2023 إلى 197 مليار درهم، بزيادة قدرها 49%، مقارنة مع عام 2020، فيما ارتفعت قيمة الصادرات الصناعية الإماراتية إلى 187 مليار درهم، بزيادة تصل إلى 60% في الفترة ذاتها.
وكانت الإمارات أطلقت في مارس 2021، الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتحفيز القطاع الصناعي الذي بات رافداً أساسياً في منظومة التنويع الاقتصادي في الدولة، ورفع إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم بحلول عام 2031.
صنع في الإمارات
واستطاع القطاع الصناعي في الدولة تحقيق إنجازات ضخمة ليترك بصمة «صنع بفخر في دولة الإمارات»، على العديد من الصناعات الوطنية وعلى رأسها أجزاء هياكل الطائرات التي أصبحت الدولة بفضلها مركزاً رئيساً لتصنيع أجزاء الطائرات.
وقال رئيس وحدة المجمعات الاستراتيجية التابعة لقطاع الاستثمار في الإمارات بشركة «مبادلة»، إسماعيل علي عبدالله: «يستمد الاستثمار في مجال التصنيع المتقدم وقطاع صناعة الطيران قوته من رؤية القيادة الرشيدة والتطلعات المستقبلية نحو جعل أبوظبي ودولة الإمارات مركزاً عالمياً مؤثراً وفاعلاً في الصناعة».
وأكد أن ذلك ما تعكسه الإنجازات الاستثنائية لشركة «ستراتا» للتصنيع، المتميزة بتصنيع أجزاء من هياكل الطائرات، ونظيرتها «سند» المختصة في صيانة وتصليح وعُمرة محركات الطائرات.
ولفت إلى أن مجمعات «مبادلة» الاستراتيجية تمكنت من ترك بصمة إماراتية في مجال صناعة الطيران، وجسّدت إضافات نوعية ومؤثرة إقليمياً وعالمياً على مستوى هذه الصناعة، من خلال علامتها التجارية «صنع بفخر في دولة الإمارات»، إضافة إلى شراكاتها المتنامية مع شبكة واسعة من كبريات شركات صناعة الطيران في جميع أنحاء العالم.
وبحسب البيانات الصادرة عن «ستراتا»، فقد بلغ عدد القطع التي صنعتها منذ عام 2010 حتى 2024، أكثر من 90 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات، ما يعني أن طائرة واحدة من أصل 10 طائرات تحلق بأجزاء تحمل شعار «صنعت بفخر في ستراتا»، فيما قامت الشركة منذ تأسيسها حتى اليوم بتسليم أكثر من 6000 شحنة من أجزاء هياكل الطائرات.
حديد الإمارات
وعلى مدى الأعوام الماضية، شهد القطاع الصناعي في الدولة تحولات كبيرة في مجالات عدة، منها صناعة الحديد والصلب الذي يعد حجر الزاوية في تطوير البنى التحتية الاقتصادية، إذ أصبحت الإمارات واحدة من أكبر المنتجين الإقليميين والعالميين.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة حديد الإمارات أركان»، المهندس سعيد غمران الرميثي، إن المجموعة تسهم بنحو 11% من الناتج الصناعي لإمارة أبوظبي، وفقاً لإحصاءات 2023، مضيفاً أن أهداف المجموعة تتوافق مع استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المعروفة بـ«مشروع 300 مليار»، الخطة الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي في الدولة.
وأشار الرميثي إلى تحقيق المجموعة قفزة نوعية في إمكانات التصدير ومضاعفة الانتشار الجغرافي لمنتجاتها التي باتت تصل إلى أكثر من 70 سوقاً حول العالم، بعد أن كانت صادراتها تغطي 38 دولة قبل ثلاثة أعوام، مؤكداً أن المجموعة تواصل نهجها في إبرام مزيد من الشراكات مع المؤسسات العالمية.
خطط طموحة
من جانبه، قال المدير العام لـ«شركة دايكن الإمارات»، سامر علوية، إن القطاع الصناعي نجح في تطوير مشروعات ضخمة وجذب استثمارات كبيرة أدت إلى زيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، فيما تتواصل الخطط الطموحة لرفع هذا الإسهام إلى مستويات أكبر في السنوات المقبلة.
وأوضح أن مجموعة من العوامل كرست ريادة الإمارات في جذب الاستثمارات الصناعية مثل الخطط والاستراتيجيات المستقبلية الطموحة، والبنى التحتية المتقدمة، والموقع الجغرافي المتميز للدولة كنقطة اتصال رئيسة بين الشرق والغرب، إلى جانب الموانئ عالمية المستوى مثل «ميناء جبل علي»، و«ميناء خليفة»، والتي توفر قدرات لوجستية متطورة.
وأشار إلى أن الإمارات استثمرت بشكل كبير في الابتكار والتكنولوجيا، ما ساعد على توفير بيئة مناسبة لدعم الصناعات المتقدمة والمستدامة، فضلاً عن الاستقرار الاقتصادي الذي تتمتع به، وتميزها في بناء الشراكات الدولية والشراكات بين القطاعين العام والخاص، الأمر الذي عزز موقعها على الخارطة العالمية للأعمال والاستثمارات الصناعية.