الرائد الأميركي برنارد هاريس: استكشاف الفضاء يجب أن يذكرنا بأن البشرية «شعب واحد»
كان برنارد هاريس من بين مجموعة اختارتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» للمهمات الخارجية في 1990، وأصبح رائد فضاء في عام 1991 وسافر للمرة الأولى بعد ذلك بعامين، حيث قضى 10 أيام في رحلة مكوك الفضاء «كولومبيا». وهاريس طبيب وعمل جراحاً وعالماً إكلينيكياً في مركز جونسون للفضاء في هيوستن قبل أن يصبح رائد فضاء. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجراه معه موقع «سبايس دوت كوم»، يتحدث خلاله عن دور «ناسا» في تعزيز مشاركة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومدى حماسته بشأن مستقبل رحلات الفضاء والاستكشاف.
■ إلى أي مدى تعتقد أن أداء «ناسا» جيد من حيث إرسال أطياف مختلفة من الأشخاص إلى الفضاء؟ هل أحرزت الوكالة الكثير من التقدم في تنوع رواد الفضاء منذ الأيام التي كنت تطير فيها؟
■■ الإجابة المختصرة هي «نعم». أعتقد أننا أحرزنا الكثير من التقدم، ولكنني أعتقد أيضاً أن لدينا الكثير لنفعله في هذا الصدد. تتذكر كيف كانت البداية؟ كلهم رجال بيض، ويعكس جيلي نوعاً ما المكان الذي قطعت فيه «ناسا» خطوات كبيرة حقاً، وفي تلك المجموعة كانت أول امرأة، وهي إيلين كولينز. وإلين أوتشوا أول امرأة من أصل إسباني، وكان لدينا مزيج جيد من النساء بشكل عام في مجموعتنا.
■ قال جميع رواد الفضاء الذين تحدثنا إليهم إن النظر إلى الأرض هو تجربة تحويلية، لا ترى الحدود، ترى فقط كوكباً واحداً هشاً.. هل هذا يلخص ما مررت به أيضاً؟ هل «تأثير النظرة العامة» شيء حقيقي؟
■■ نعم، إنه أمر حقيقي بالتأكيد. أثناء سيري في الفضاء كان لدي هذا الانطباع بشكل خاص، لأننا أنهينا جميع المهام التي كان من المفترض أن نقوم بها، وكنا هناك ما يزيد قليلاً على خمس ساعات، وكان لدينا نحو 40 دقيقة أو نحو ذلك في النهاية، حيث كان بإمكاني التسكع في الفضاء، كما هو الحال، ونظرت من فوق ونحن نتجول حول الأرض بسرعة 17500 ميل في الساعة.
أتذكر أنني نظرت إلى الطاقم والمركبة أدناه ثم نظرت إلى الأرض، ثم خلف ذلك بحر النجوم، والكون من حولنا في كل مكان. وأود أن أضيف إلى كل ذلك أنه انتابني شعور بأن هناك ترتيباً للأشياء الموجودة فينا ومن حولنا.
لا أعتبر نفسي متديناً، وأنا من عائلة مسيحية، وهذه النظرة الكاملة بالنسبة لي أكدت إيماني بقوة أعلى، وأن هناك بالفعل شيئاً أكبر منا بكثير. وعندما أتحدث إلى أصدقائي العلماء فإن البعض يؤمن بالشيء نفسه أننا نصف ما هو موجود بالفعل.
■ما مدى مشاركة الصناعة الخاصة في استكشاف الفضاء؟
■■ هناك اختلافان كبيران عما كان عليه الحال عندما التحقت في عام 1990، وكانت هذه المجموعة في الأساس رواد فضاء مولودين في الولايات المتحدة، وعندما بدأنا التفكير في الطبيعة الدولية للحياة في الفضاء حصلنا على محطة الفضاء الدولية وجميع الشراكات، لذلك لدينا الآن نواة دولية حقاً.
■ هل تشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل؟
■■ أعتقد أن الولايات المتحدة كانت تقود كل هذا الجهد، ولذا فأنا متحمس، وأنا متحمس لما سيحدث خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 المقبلة في الفضاء، وأعتقد أن هناك فرصة للتعامل مع بعض القضايا عندما نفكر في الحياة في الفضاء، وفي رأيي أنه مُوحد رائع.
وإذا استمررنا في تذكير أنفسنا بأننا شعب واحد، وأننا أبناء الأرض؛ فإن هذا البلد وهذا العالم سيكونان مكاناً أفضل بكثير، وهذا ما يجعلني أعتقد أن إرث برنامج الفضاء يمكن أن يكون للبشرية، إنها فكرة أننا شعب واحد.
«إذا استمررنا في تذكير أنفسنا بأننا شعب واحد، وأننا أبناء الأرض؛ فإن هذا العالم سيكون مكاناً أفضل بكثير».