اخبار الامارات

الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي

أصبحت قضية المناخ ومواجهة التغير المناخي، مجالاً أساسياً للخبر والتحليل في الصحافة والإعلام، وأصبح جديدها متابعة العلاقة التي يمكن أن تقوم بين المناخ والذكاء الاصطناعي، حيث يفرض الأخير نفسه بسرعة فائقة على مختلف المحاور.

وطبقاً لتقرير «المنتدى الاقتصادي العالمي»، فإن الأنظمة المعلوماتية «يمكنها أن تشعر ببيئتها، وتفكر، وتتعلم، وتتصرف، وفقاً لأهدافها المبرمجة، ولما تشعر به»، وأن «الذكاء الاصطناعي سيكشف كثيراً من الأشياء التي لا نعرفها عن الكوكب، وأسرار الغلاف الجوي، والطبقة الجليدية، والمحيطات، والتنبؤ بالطقس، والاحتباس الحراري، ومصدر تلوث الهواء».

وفي هذا الاتجاه، كشف تقرير نشره موقع «سي إن إن»، نهاية نوفمبر الماضي، عن تجربة هندية متعلقة بزراعة الطماطم في ولابة ماهراشاير، تعرضت فيها منطقة الزراعة لتقلبات مناخية حادة وقاسية، قضت على المحصول لسنوات متتالية، فالتجأ فيها الخبراء مؤخراً إلى الذكاء الاصطناعي الذي مثل عصا سحرية لإنقاذ المحصول من الدمار. وحسب التقرير، أقامت شركة في وادي السيليكون هي (كلايمت أي إيه) في المناطق التي شهدت الدمار منصة ذكاء اصطناعي تتولى تقييم مدى تأثير محصول الطماطم في هذه المناطق بدرجات الحرارة المرتفعة راهناً ومستقبلاً، عبر تغذية المنصة بمعلومات مختلفة حول المناخ والتربة والمياه وما شابه، لتقدم المخرجات للمزارعين ولتحدد البذور المقترحة والأماكن والظروف التي يمكن للمزارعين رعاية المحصول فيها بنجاح. وقد جاءت التجربة، طبقاً لشهادة روادها في التقرير، مثيرة للتفاؤل، «حيث عدل المزارعون خططهم، وتحولوا إلى أصناف أكثر صموداً في مواجهة المناخ، وتجولوا بين أوقات الزراعة بمرونة، وأصبح التحول إلى مواقع جديدة للزراعة يتم في دقائق، بعد أن كان يستغرق في الماضي أوقاتاً طويلة».

على صعيد مقابل، تشوب العلاقة بين الذكاء الاصطناعي ومواجهة التغير المناخي بعض المحاذير، ومثلاً أطلق «فيس بوك»، الأسبوع الماضي، «أداة خاصة» للتصدي للمعلومات الكاذبة بشأن التغير المناخي، والتي يكون مصدر بعضها الذكاء الاصطناعي، واستند «فيس بوك» في هذه الأداة إلى خبراء بيئيين من جامعات «كامبريدج» و«بال» و«جورج ماسون».

كذلك، حذر مستشار المركز الدولي للصحافيين، أحمد شوقي العطار، في مقال له بموقع «أوزون» بعنوان «تحذير: الذكاء الاصطناعي ينشر معلومات مضللة عن المناخ»، من مخاطر في هذا الاتجاه.

ويشير العطار إلى دراسة لشركة «نيوزغارد»، كشفت فيها «أن مطوراً رائداً للذكاء الاصطناعي على الأقل فشل في تنفيذ حواجز لمنع المستخدمين من إنشاء محتوى يحتمل أن يكون ضاراً». وتظل الثنائية التقليدية قائمة لدى كل اختراع جديد: السكين تستخدم للمطبخ وللجريمة والقتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى