اخبار الامارات

الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية على غزة ويعلن انتهاء العملية العسكرية في جنين

أغار الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح أمس، بعد إطلاق خمس قذائف من القطاع باتجاه منطقة سديروت في جنوب إسرائيل، وجاء ذلك بعد ساعات فقط من سحب الجيش الإسرائيلي قواته من مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد عملية عسكرية واسعة استمرت يومين قُتل فيها 12 فلسطينياً وجندي إسرائيلي. وفيما أعلن محافظ جنين أكرم الرجوب بدء لجنة رسمية حصر أضرار العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين، كشف مسؤول فلسطيني عن موافقة مصر على استضافة اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بعد دعوة أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتفصيلاً، شنت إسرائيل فجر أمس غارات جوية على قطاع غزة بعدما اعترضت القبة الحديدية خمسة صواريخ أطلقت باتجاه أراضيها من القطاع. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن الغارة استهدفت موقعاً عسكرياً لحركة حماس في شمال غزة. وأصيب منزل في سديروت بشظايا أحدها، وفقاً لبلدية سديروت. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وجاء هذا التطور بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيم جنين بعد العملية العسكرية. وأفادت ناطقة باسم الجيش أمس لوكالة «فرانس برس» بأن «العملية انتهت رسمياً، وغادر الجنود منطقة جنين».

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، بينهم خمسة فتيان، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة.

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال العملية. وشوهدت أمس أرتال مدرعات الجيش الإسرائيلي تنسحب من جنين ومخيمها اللذين اتشحا بالسواد. وأغلقت المحال التجارية في جنين وسط إضراب عام، وتجمع آلاف الفلسطينيين في شوارع جنين رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، خلال تشييع جثامين القتلى.

وفي المخيم، تفقد السكان الدمار واسع النطاق الذي خلفه الجيش الإسرائيلي، حيث دمرت جدران مبانٍ، أو أحدثت فيها فجوات، وتُركت السيارات كتلاً محطمة، وتناثرت أغطية الرصاص الفارغ والزجاج المكسور في الشوارع.

وتسببت العملية العسكرية في نزوح ما لا يقل عن 3000 من سكان المخيم، وفتحت المدارس والكنائس في محيط جنين أبوابها لإيوائهم.

وقال رئيس بلدية جنين نضال أبوصالح، إن «الأخطر هو ما حدث داخل المخيم، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طرق لمن يحتاجون للذهاب إلى المستشفى». ودانت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة «تصعيد قوات الاحتلال واستهدافها المرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في مدينة جنين»، كما نددت جمعية أطباء بلا حدود الخيرية الطبية بإطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى خليل سليمان في جنين، ووصفته بأنه «غير مقبول».

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين».

وكان وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس هدد عبر القناة 12 مع انطلاق العملية في جنين باغتيال قادة «حماس» و«الجهاد» في حال إطلاق قذائف صاروخية من القطاع باتجاه إسرائيل. وخلال زيارة إلى قاعدة عسكرية قرب جنين، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«القضاء على العنف»، قائلاً: «لن نسمح لجنين بأن تعود لتكون حاضنة للعنف». وتوعد بتنفيذ عمليات مماثلة إذا لزم الأمر. وأضاف: «أستطيع القول إن عمليتنا الموسعة في جنين ليست لمرة واحدة».

وفي الأثناء قال محافظ جنين أكرم الرجوب، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، إن لجنة متخصصة بدأت أعمالها في حصر كل الأضرار الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي برعاية كاملة من الحكومة الفلسطينية.

وأوضح الرجوب أنه بموازاة ذلك تم إطلاق خطة شاملة للاستجابة الإنسانية في مخيم جنين تتضمن إصلاح أضرار البني التحتية وخطوط المياه والكهرباء وإغاثة السكان بدعم حكومي وشعبي.

وذكر أن العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي خلفت أضراراً مادية ضخمة في المنازل والمنشآت والبني التحتية، فيما تم اعتقال أكثر من 300 مواطن تم إخلاء سبيل 50 منهم فقط.

وفي رام الله أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نائب رئيس الوزراء زياد أبوعمرو، أمس، موافقة مصر على استضافة اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بعد دعوة أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأفاد أبوعمرو، في بيان عقب اجتماعه في رام الله مع سفير مصر لدى فلسطين إيهاب سليمان، بـ«الإعلان عن استعداد القاهرة لاستضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل». وذكر أبوعمرو أن الاجتماع الذي لم يحدد موعده يستهدف «الاتفاق على رؤية وطنية شاملة وتوحيد الصف الفلسطيني».

وأكد المسؤول الفلسطيني على «أهمية الدور الذي تقوم به مصر دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني». ونقل البيان عن السفير المصري استعداد بلاده لـ«تقديم كل أشكال الدعم والمساندة على الأصعدة كافة لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني، لنيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى