الإمارات وجهة استراتيجية لصادرات إستونيا من المنتجات الزراعية والغذائية
قالت كيرلي نوجس رئيسة فريق ترويج الغذاء في وزارة الشؤون الإقليمية والزراعة الإستونية، دائرة السياسات الزراعية: “تتّسم العلاقة التجارية بين إستونيا والإمارات العربية المتحدة في قطاع الزراعة والأغذية بالديناميكية والنمو المستمر، حيث أصبحت الإمارات وجهةً استراتيجية رئيسية لصادرات إستونيا من المنتجات الزراعية والغذائية. يرتكز هذا التعاون على قيم مشتركة تتمثل في الابتكار والاستدامة والأمن الغذائي، إذ يتماشى تركيز إستونيا على إنتاج أغذية نظيفة وعالية الجودة مع أهداف الإمارات الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي ودعم الزراعة المستدامة”.
وأضافت: “شهدت هذه الشراكة دعماً قوياً من خلال مشاركة إستونيا الدائمة في معرض جلفود “Gulfood” الذي يُعَدُّ أكبر معرض للأغذية والمشروبات في العالم، فضلاً عن حضورها في معرض إكسبو 2020 دبي. ولعبت شركات الأغذية والمشروبات الإستونية دوراً محورياً في تعزيز العلاقات التجارية عبر عرض المنتجات الإستونية، والمشاركة الفاعلة ضمن وفود تجارية رفيعة المستوى إلى الإمارات. كما تم توقيع مذكرة تفاهم في فبراير من عام 2024 بين وزارة الشؤون الإقليمية والزراعة في إستونيا ووزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات؛ لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن الغذائي، والابتكار الزراعي، وإدارة الموارد المائية”.
وأشارت نوجس إلى أنه مع تزايد الطلب في الإمارات ومنطقة الخليج على منتجات غذائية مستدامة وعالية الجودة وقابلة للتتبع، تبدو الفرص واعدة لتوسيع صادرات الأغذية الزراعية وتعزيز التعاون الثنائي. الأداء المتميّز لإستونيا في مجالات الابتكار والإنتاج الغذائي المستدام، والذي يتجلّى في نجاح شركاتها في معرض جلفود Gulfood””، يعزّز من مكانتها كشريك موثوق لتلبية هذا الاحتياجات. كما تعكس الزيادة المطّردة في حجم التجارة، والتوسع المتزايد للعلامات التجارية الإستونية في الإمارات إمكانيات كبيرة لمزيد من النمو والتعاون في المستقبل.
وشهدت التجارة بين إستونيا والإمارات العربية المتحدة في قطاع الأغذية الزراعية نمواً ملموساً خلال السنوات الأخيرة. ففي الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بلغت قيمة صادرات إستونيا من المنتجات الزراعية إلى الإمارات 1.2 مليون يورو. وتضمنت أبرز المنتجات المصدرة: الجبن (42% من إجمالي الصادرات)، المشروبات (38%)، والأعلاف الحيوانية (8%). وخلال عام 2023، بلغت صادرات إستونيا إلى الإمارات حوالي 3.1 مليون يورو، ما جعل الإمارات تحتل المرتبة الأربعين بين أكبر الأسواق التي تستورد المنتجات الزراعية والغذائية الإستونية. وكانت الأعلاف الحيوانية المكوّن الأبرز للصادرات بنسبة 77%، يليها الجبن (7%) والمشروبات (5%)”.
أما على صعيد الواردات من الإمارات، فبالرغم من كونها متواضعة نسبياً، إلا أنها لا تزال مهمة. فقد سجلت إستونيا واردات بقيمة 267 ألف يورو خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، أبرزها الشاي (54% من إجمالي الواردات)، والفواكه المجففة؛ مثل التمور والتين (19%)، ومنتجات التبغ (19%).
وتابعت نوجس: “يعكس النمو المطّرد في صادرات الأغذية الزراعية الإستونية إلى الإمارات الاهتمام المتزايد من الشركات الإستونية بسوق الإمارات، إلى جانب الانفتاح الإماراتي على المنتجات الغذائية الإستونية المستدامة وعالية الجودة. ومع استمرار التركيز على الابتكار والاستدامة، تبدو آفاق نمو العلاقات التجارية بين البلدين واعدة للغاية. وتشمل صادرات الأغذية والزراعة الإستونية إلى الإمارات: منتجات الألبان، المشروبات، الأعلاف الحيوانية، الوجبات الخفيفة”.
وتشتهر إستونيا ببيئتها النظيفة وأراضيها الخصبة واعتمادها على ممارسات زراعية مستدامة. لذا، فإنها تتميز بإنتاج حليب طبيعي وعالي الجودة يُستخدم في صنع الجبن الذي يُعَدُّ أبرز المنتجات التي تصدّرها إستونيا إلى الإمارات، حيث شكّل 42% من إجمالي الصادرات في 2024. والعلامة التجارية الإستونية الشهيرة “فاليو”، المعروفة بجودتها العالية ونكهاتها المميزة، تحظى برواج كبير في السوق الإماراتية.
وإلى جانب الجُبن، تُصدر إستونيا مجموعة متنوعة من المشروبات، مثل: عصير التفاح، المشروبات، والمياه المعدنية، حيث تحظى علامات تجارية؛ مثل ليفيكو “Liviko” وساكو “Saku” بإقبال واسع في الإمارات. كما تشمل الصادرات الأعلاف الحيوانية، مثل القش والبرسيم، التي تُعد ضرورية لدعم قطاع الثروة الحيوانية في الإمارات.
أما الواردات من الإمارات، فتشمل الشاي بنسبة 54% من إجمالي الواردات، إلى جانب الفواكه المجففة كالتين والتمور (19٪). يعكس ذلك الدور المحوري للإمارات كمركز إقليمي لتجارة هذه المنتجات.
وتحافظ العديد من شركات الأغذية الزراعية الإستونية على علاقات قوية مع الشركات في دبي، إذ نجحت علامات إستونية مثل (بالسناك Balsnack) و(فاليو Valio) و(ليفيكو Liviko) و(ساكو Saku) في ترسيخ وجودها في السوق الإماراتية.
وتُعرض منتجات هذه الشركات بانتظام في المعارض الكبرى، مثل “جلفود”، إضافة إلى استفادتها من الأحداث التجارية وبرامج دعم التصدير المختلفة لتعزيز شراكاتها. وأسهمت هذه المبادرات في إقامة شراكات مع موزّعين وتجار تجزئة وشركات ضيافة في الإمارات، ما عزّز الحضور الإستوني في السوق بشكل ملحوظ.
وقالت نوجس : “يمثّل جلفود “Gulfood” منصة رئيسية للشركات الإستونية لعرض ابتكاراتها وجودة منتجاتها، وقد حصدت خلاله العديد من جوائز الابتكار في السنوات الأخيرة، ما يُظهر قدرتها على المنافسة عالمياً. كما يعكس هذا النجاح المكانة القوية للمنتجات الإستونية في السوق الإماراتية، ويسلط الضوء على الإمكانات الواعدة لتوسيع التعاون التجاري مع إستونيا. وبناء على ذلك، تعتبر الإمارات سوقاً استراتيجية لقطاع الأغذية الزراعية في إستونيا، حيث تعمل الشركات الإستونية على تعزيز حضورها في الإمارات وتطوير علاقات تجارية مستدامة”.
وأسست إستونيا والإمارات العربية المتحدة إطاراً متيناً للتعاون في قطاع الأغذية الزراعية، من أبرز معالمه مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في فبراير من عام 2024 بشأن الأمن الغذائي والموارد المائية والاستثمار الأجنبي في الزراعة. وتهدف هذه المذكرة إلى توطيد التعاون بين حكومة دولة الإمارات ووزارتيّ “الشؤون الإقليمية والزراعة” و”المناخ” في إستونيا، لتأسيس شراكات وثيقة ودعم المشاريع المشتركة في الزراعة وإدارة الموارد المائية، وتشجيع استخدام الحلول التكنولوجية المبتكرة لتحسين إدارة الموارد الغذائية.
علاوة على ذلك، يسهم مجلس الأعمال الإماراتي – الإستوني في تعزيز هذا التعاون من خلال توفير منصة استراتيجية للشركات الإستونية، بما في ذلك شركات الأغذية الزراعية، للتواصل وبناء علاقات تجارية مع مجتمع الأعمال في الإمارات. ويتيح هذا المجلس للشركات الإستونية رؤى قيّمة حول السوق الإماراتية، وفرصاً للمشاركة في فعاليات التواصل بين الشركات، واستكشاف الشراكات المستقبلية. يعكس هذا الحضور النشط في الإمارات العربية المتحدة التزام إستونيا بتطوير علاقات تجارية طويلة الأمد، وتعزيز وجودها الاستراتيجي في المنطقة. وتنظر الشركات الإستونية إلى دبي على أنها مركز استراتيجي للوصول إلى أسواق الإمارات العربية المتحدة ومنطقة مجلس التعاون الخليجي الأوسع، وذلك بفضل موقعها كمركز لوجستي رئيسي لإعادة التصدير، ما يجعلها بوابة مثالية لشركات الأغذية الزراعية الإستونية للتوسع نحو الأسواق في المملكة العربية السعودية وقطر وغيرها.
وعلى مدار أكثر من خمس سنوات، ساهمت مشاركة “إستونيا للتجارة” في معرض جلفود في الترويج لقطاع الأغذية الزراعية الإستوني، حيث شهدت المشاركة في كل عام نمواً في حجم الوفود وطموحات الشركات. يشكّل هذا المعرض منصة حيوية للتواصل، وتثقيف رواد الأعمال حول الفرص المتاحة في الإمارات العربية المتحدة، وتطوير استراتيجيات للتوسع في أسواقها، بما يشمل استكشاف التصنيع المشترك. ويسعدنا قيام إحدى شركات تصنيع الوجبات الخفيفة الإستونية بدراسة إمكانية إنشاء مرافق إنتاج محلية في الإمارات.
إلى جانب ذلك، يسعى قطاع التكنولوجيا الحيوية في إستونيا، ممثَّلاً بشركات مثل تفتاك “TFTAK” (مركز تقنيات الأغذية والتخمير)، إلى إقامة شراكات مع الإمارات العربية المتحدة لتطوير الأغذية النباتية والوظيفية. تهدف مثل هذه المبادرات إلى دعم القدرات الإنتاجية المحلية، وخفض تكاليف سلسلة التوريد، وتلبية الطلب المتزايد في الإمارات على المنتجات المستدامة والصحية.
وفي ظل التركيز المتزايد على الاستدامة، يتمتع قطاع الأغذية في إستونيا بإمكانات جيدة لدعم أجندة الأمن الغذائي الوطني في الإمارات العربية المتحدة. ومع استمرار الشركات الإستونية في تطوير حلول الأغذية الزراعية المبتكرة والمستدامة، يُعَدُّ التوسع في قطاع تصنيع الأغذية في دبي خطوة طبيعية لتوطيد العلاقات الثنائية.