اخبار الامارات

«الإعلام الأخضر»

يتم الاعتراف الآن بلا مواربة بتعبير «الإعلام الأخضر» بوصفه مكوناً أساسياً في الخطاب الإعلامي المعاصر، بعد أن ظل هذا التعبير يتم استخدامه بشكل خجول وأحياناً «ديكوري» منذ إطلاقه أول مرة في المؤتمر الدولي في استوكهولم عام 1972.

وكان على العالم، حسب خبراء الإعلام، أن يتلقّى صدمات بيئية كبرى لكي يعترف بأن «الإعلام الأخضر» لا يقل أهمية عن صفحات السياسة المباشرة والاقتصاد والحوادث، وأن الاهتمام به ليس ترفاً أو ثقافة فائضة، وتعزز هذا الفهم بعد أن تلقّى العالم صدمات بيئية فارقة، بعضها زراعية مثل كارثة «قصعة الغراب» في الثلاثينات في كاليفورنيا التي أدت إلى نزوح قرابة نصف مليون من أراضيهم الزراعية والبحث عن وظائف، أو بيولوجية مثل فقدان التنوّع البيولوجي في نيوزيلندا، أو متعلقة بالمناجم مثل حريق بنسلفانيا عام 1962، أو نفطية مثل حوادث تسرب النفط في كاليفورنيا والمسيسبي، أو نووية وهي الأكثر خطورة ومباشرة في كل الكوارث مثل كارثة تشرنوبل عام 1986 التي أدت إلى إعادة توطين 350 ألف شخص، أو كارثة فوكوشيما التي أدت إلى نزوح 140 ألف شخص بحسب توثيقات صحافية.

ويشير خبراء إعلاميون إلى عدم رضاهم على مستوى الاهتمام بـ«الإعلام الأخضر» في المنطقة العربية رغم المبادرات الناشئة في هذا الاتجاه، وتشير الباحثة في دورية «السياسة الدولية» ياسمين مجدي إلى أن من أهم أسباب ذلك هو «عدم اقتناع الإعلاميين بضرورة مناقشة البيئة في برامجهم ومقالاتهم، واحتياج الكتابة في قضايا البيئة لمراجعة بعض الأمور الفنية والعلمية والإحصائية»، ويرى خبراء آخرون أن الحل هو «التجديد في طرح محتوى بيئي تفاعلي، وتفكيك عقدة المواد البيئية التي تتسم بالتعقيد والجمود وحفز استخدام قوالب بسيطة، والاهتمام بنتائج التحقيقات الاستقصائية، واستخدام الوسائل الإعلامية الحديثة مثل البودكاست والفيديو، والتركيز على التفاعلية»، بحسب فادي الحسن بشبكة الصحافيين الدوليين.

ويلفت خبراء إلى زاوية نوعية أخرى مهمة في التوعية البيئية، وهي الاهتمام بالأطفال، من زاوية تنشئة جيل جديد يدرك خطورة هذه القضية من بدايات حياته، وكما أشارت الخبيرة مادونا خواجة في مؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام، الذي انعقد بأبوظبي في 14 نوفمبر الماضي، إذ تقول: إننا بحاجة إلى نشر الوعي بممارسات الاستدامة في المحتوى الخاص بالأطفال حتى ينشأوا على الممارسات الصديقة للبيئة مثل ترشيد استهلاك الكهرباء وإيجاد بدائل للبلاستيك وتدوير النفايات، ليتحول الحفاظ على الموارد البيئية إلى ثقافة مجتمعية.


. نشر الوعي بممارسات الاستدامة في المحتوى الخاص بالأطفال حتى ينشأوا على الممارسات الصديقة للبيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى