الإحباط الإيراني سبب إبرام الاتفاق مع السعودية
في مسعى لإنهاء عزلتها السياسية والاقتصادية، كانت إيران تحاول منذ عامين استعادة العلاقات مع الدولة العربية ذات الثقل، والقوة النفطية الكبيرة، السعودية.
وقال مسؤولان إيرانيان لـ«رويترز» إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر الماضي حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية، واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين.
والدور السري للصين في النجاح الكبير الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، أحدث هزة في موازين القوى بالشرق الأوسط، حيث ظلت الولايات المتحدة لعقود هي الوسيط الرئيس، وكانت تستعرض عضلاتها الأمنية والدبلوماسية.
وقال دبلوماسي إيراني مشارك في المحادثات «أبدى الصينيون استعدادهم لمساعدة طهران والرياض على تضييق الفجوات، والتغلب على القضايا العالقة خلال المحادثات في عمان والعراق».
وأُبرم الاتفاق بعد قطيعة دبلوماسية دامت سبع سنوات. وقال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن الاستثمارات السعودية في إيران قد تحدث «سريعاً جداً».
وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016، بعد اقتحام سفارتها في طهران. وعرض الخصام بين القوتين الاستقرار في الشرق الأوسط للخطر، وساعد في تأجيج صراعات بالمنطقة، ومن بينها تلك الدائرة في اليمن وسورية ولبنان.
وكتب يانغ ليو ،مراسل وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، على «تويتر»: «الشيء المهم هو أن يتحلى الجانبان بالجدية لتحسين العلاقات». وذكر مسؤول سعودي أن بلاده، أهم حليف عربي لواشنطن، بدأت في استكشاف سبل لفتح حوار مع إيران قبل عامين في العراق وعمان.
وأدى هذا إلى لحظة فارقة في ديسمبر، عندما زار الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الرياض. وفي لقاء ثنائي مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعرب الرئيس الصيني عن رغبته في التوسط لإجراء حوار بين السعودية وإيران.
وقال المسؤول السعودي «رحّب ولي العهد بذلك، ووعد بإرسال ملخص عن جولات الحوار السابقة إلى الجانب الصيني، وكذلك خطة عن الطريقة التي نعتقد أنه يمكننا بها استئناف هذه المحادثات».
وأضاف أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، زار بكين في فبراير، وقدم الصينيون له مقترحات الرياض التي قبلها الجانب الإيراني.
وقال مسؤول إيراني إن الاتفاق غطى مجموعة من القضايا، شملت المخاوف الأمنية والقضايا الاقتصادية والسياسية.
وأضاف «لن أخوض في التفاصيل، لكننا اتفقنا على أن أياً من البلدين لن يكون مصدراً لزعزعة استقرار البلد الآخر. وستستخدم إيران نفوذها في المنطقة، خصوصاً في اليمن، لمساعدة الرياض على تحقيق الأمن».
وذكر مصدر إقليمي ينتمي إلى الدائرة المقربة من خامنئي أن إيران اختارت مسؤولها الكبير للأمن القومي علي شمخاني لقيادة المفاوضات، لأنه ينتمي إلى أقلية العرب.
وقال مسؤول إيراني مطلع على الاجتماعات «الصين كانت الخيار الأفضل بالنظر إلى فقدان إيران الثقة في واشنطن، وعلاقات بكين الودية مع السعودية وإيران. كما ستستفيد الصين من شرق أوسط هادئ، بالنظر إلى احتياجاتها من الطاقة».
وبعد عقود من عدم الثقة، لن يكون استمرار الاحتكاكات مفاجأة. وقال مصدر إيراني مقرب من نخبة صنع القرار في إيران «هذا الاتفاق لا يعني أنه لن تكون هناك مشكلات أو صراعات بين طهران والرياض. إنه يعني أنه مهما حدث في المستقبل سيكون (تحت السيطرة)».
• المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي نفد صبره في سبتمبر الماضي حيال بطء وتيرة المحادثات الثنائية، واستدعى فريقه لمناقشة سبل تسريع العملية، وهو ما أفضى إلى تدخل الصين.