اخبار الامارات

الأوكرانيون يترقبون بخوف حلول الشتاء القاسي دون كهرباء

عندما هاجمت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية أوكرانيا الأسبوع الماضي، انقطع التيار الكهربائي عن فيكتوريا نوفورزيتسكا أولاً ثم انقطعت إمدادات المياه، وأدركت على الفور أن اليوم سيتحول إلى صراع مرير مع متطلبات الحياة. وتعمل هذه المرأة من منزلها في جيتومير، غرب كييف، ويعني انقطاع الكهرباء انقطاعها عن العمل، إلا أن العيش في ظل الحرب يمنحها منظوراً مختلفاً، فقد ذكرت لشبكة «سي إن إن» في مقابلة: «لا نمانع حقيقة من عدم وجود كهرباء أو مياه، لكننا أكثر قلقاً على حياتنا».

البنى التحتية

وشنت روسيا أكبر هجوم جوي لها على الإطلاق ضد أوكرانيا الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تدمير معظم البنى التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد. لم تكشف الحكومة الأوكرانية وشركات الطاقة الكبرى في البلاد عن حجم الاضطراب الناجم عن الهجوم، لكن من الواضح أنه أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص. وأعلنت أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، دي تيك، عن انقطاعات متواصلة للكهرباء في عدد من المناطق يوم الاثنين، بما في ذلك كييف وأوديسا ودنيبروبيتروفسك ودونيتسك. وبالنسبة لسكان الضواحي الغربية للعاصمة، فإن هذا يعني ست ساعات من الظلام تليها ساعتان من الكهرباء بين الساعة الثانية صباحاً والرابعة صباحاً.

هذه الانقطاعات المجدولة تزيد من معاناة الناس، لكنها على الأقل تسمح لهم بالتخطيط لانقطاعات الكهرباء، بحيث لا يعلق سكان المباني السكنية الشاهقة في الخارج عندما لا تعمل المصاعد، وأن يقوم الناس بشحن الأجهزة الإلكترونية الحيوية أثناء وجود الكهرباء.

هذه الانقطاعات التي تحدث في الصيف أمر مقلق بشكل خاص، لكن قد يكون هذا الوضع أسوأ بكثير في غضون بضعة أشهر، عندما يزيد الطلب على الكهرباء في الشتاء البارد المظلم. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال للصحافيين يوم الثلاثاء: «المهمة الرئيسة هي تجاوز الشتاء، وتوفير إمدادات الطاقة للبنية التحتية الحيوية والناس والاقتصاد». ويضيف شميهال أن التركيز الآن منصب على الإصلاح وإعادة البناء. وأضاف: «نفعل هذا طوال الوقت، وبعد كل قصف روسي يتم تخصيص مليارات الدولارات ونقل المعدات إلى أوكرانيا».

اعتاد الأوكرانيون العيش تحت التهديد المستمر لانقطاع التيار الكهربائي، وقد برز هجوم يوم الاثنين بسبب نطاقه الهائل، لكنه لم يكن غير عادي من حيث الوسائل التي استخدمتها موسكو والأهداف التي اختارتها، فقد عانت البنية التحتية للطاقة فترة طويلة من الضربات الروسية. وفي كييف أنشأت السلطات نقاطاً على شكل خيام ومناطق أخرى حيث يمكن للناس شحن أجهزتهم الإلكترونية واستخدام الإنترنت أثناء انقطاع التيار الكهربائي، ويحمل العديد من الأشخاص بنوك طاقة، ويحملون إمدادات الطاقة الاحتياطية هذه جنباً إلى جنب مع الضروريات الأخرى: المفاتيح والهاتف والمحفظة وبنك الطاقة.

الطاقة الشمسية

كما دفعت الهجمات المتكررة على البنية التحتية للطاقة العديد من المدن الأوكرانية إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية. ويقول عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، إن المدينة تدعم شراء المولدات والألواح الشمسية من قبل التعاونيات السكنية والشقق السكنية حتى تتمكن من الاستقلال عن شبكة الطاقة، كما وضعت الحكومة تخفيضات ضريبية ومنحاً لمساعدة الناس في الحصول على المعدات اللازمة لتوليد الطاقة، والآن تمتلك الغالبية العظمى من الشركات من أكشاك الطعام الصغيرة إلى مراكز التسوق الضخمة مولداتها الخاصة، ويرتفع هديرها العميق مع انقطاع التيار الكهربائي.

ويقول المواطن ماكسيم هولوبشينكو، الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، في كييف، إن مولد المقهى الخاص به ينقذه من الاضطرار إلى الإغلاق في كل مرة يحدث فيها انقطاع للتيار الكهربائي بعد الضربات الروسية. وقال إن هذا يحدث مرة واحدة تقريباً في الشهر في الوقت الحالي.

ويبدو أن كييف كانت حارة يوم الاثنين حيث أظهر ميزان الحرارة على الحائط في مقهى هولوبشينكو 34 درجة مئوية (93 درجة فهرنهايت). ويبدو أن المولد ليس قوياً بما يكفي لتغطية احتياجات الخدمة العادية في المقهى، ويقول: «في الشتاء لدينا ما يكفي من الطاقة من المولد أما في الصيف فيتعين علينا إيقاف تشغيل مكيف الهواء وأجزاء من آلة القهوة». المقهى لديه مقابس جاهزة للعملاء الذين يحتاجون إلى شحن هواتفهم وغيرها من الأدوات، وكذلك استخدام الإنترنت أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

وبالنسبة لإينا البالغة من العمر 87 عاماً، من أوديسا، فإن انقطاع التيار الكهربائي الحالي يعيد إليها ذكريات طفولتها، حيث تقول: «لقد نجوت بالفعل من الحرب العالمية الثانية، لذلك لدي بعض الخبرة في مثل هذه الحالات، فقد اشتريت بعض الشموع وأتمنى أن نفوز بهذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وبأقل عدد من الضحايا، يجب أن ينتهي هذا الأمر».

استنزاف الموارد

وتستهدف روسيا شبكة الطاقة في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، لكن هذا العام بدأت موسكو في استهداف مرافق توليد الطاقة على وجه التحديد: محطات الطاقة الحرارية ومحطات الطاقة الكهرومائية وحتى مرافق تخزين الطاقة. وتقول الخبيرة القانونية بمنظمة غلوبال رايتس كومبليانس، أولها ماتسكيف، وهي منظمة غير حكومية دولية تقدم المشورة لأوكرانيا بشأن التحقيق في جرائم الحرب وملاحقتها قضائياً، إن الهجمات «تخلق ظروفاً داخل أوكرانيا غير متوافقة مع الحياة». وتضيف: «هذا تكتيك يستخدمه الجيش الروسي لاستنزاف الاحتياطيات الداخلية لأوكرانيا، سواء البشرية أو المالية، ما يؤدي إلى إبطاء اقتصاد البلاد الذي لا يمكن أن يتطور عندما تغلق الشركات بسبب نقص الكهرباء».

وتحاول الحكومة تحصين شبكة الطاقة في أوكرانيا حتى تتمكن من تحمل الضربات، أولاً بتغليفها لحمايتها من الشظايا ثم استخدام دفاعات من الخرسانة المسلحة التي يمكنها تحمل بعض الضربات المباشرة. 

ويعتقد سميهال أن التدابير تعمل، ويقول للصحافيين: «هاجمت عشرات الصواريخ محطات فرعية يوم الاثنين وفقدنا كمية صغيرة جداً من معداتنا من عشرات الضربات أمس بفضل الحماية». ويضيف أن أوكرانيا تجرب هياكل حماية ضخمة بحجم ثلاثة ملاعب كرة قدم لتغطية محطات طاقة أكبر، إنها باهظة الثمن للغاية، ولاتزال جدواها الاقتصادية غير واضحة، وتبلغ كلفة مثل هذه الحماية لست محطات فرعية 188 مليار هريفنيا (4.5 مليارات دولار)، وهذا مبلغ كبير من المال لا يرغب الشركاء في تقديمه وهو ليس ضمن ميزانية الدولة».  عن «سي إن إن»

• رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أكد أن مهمتهم الرئيسة هي تجاوز الشتاء، وتوفير إمدادات الطاقة للبنية التحتية الحيوية والناس والاقتصاد.

• الحكومة تحاول تحصين شبكة الطاقة في أوكرانيا حتى تتمكن من تحمُّل الضربات، أولاً بتغليفها لحمايتها من الشظايا ثم استخدام دفاعات من الخرسانة المسلحة التي يمكنها تحمل بعض الضربات المباشرة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى