اخبار الامارات

الأعمال التجارية والخيرية مصدرٌ أساسيٌ لتوفير 6 تريليونات دولار سنوياً لتمويل المبادرات المناخية

تتواصل فعاليات دورة 2025 لأسبوع أبوظبي للاستدامة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والتي بدأت بتاريخ 12 يناير وستستمر ليوم 18 الجاري، وعُقِد الحدثُ الرئيسي لهذا الأسبوع، قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، بعنوان “تكامل القطاعات لمستقبل مستدام”. واستعرضت القمة بنقاشاتها وخطاباتها الرئيسية كيف تستطيع الاقتصادات الحيوية والمترابطة تحقيق أعلى مستويات التقدم المستدام، وأتاحت القمة منصةً عالميةً لتسريع مسارات التغيير وتوحيد أفراد المجتمع الدولي لبناء مستقبل مرن وشامل ومستدام.
وشهدت القمة خطابات من متحدثين رفيعي المستوى منهم جورجا ميلوني رئيسة وزراء جمهورية إيطاليا، وبولا تينوبو رئيس جمهورية نيجيريا، والدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، والدكتور عبد الله حميد الجروان رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وقاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان، وبول كاغامه رئيس جمهورية رواندا، وأنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، وبدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والمبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات.

وفي الكلمة الرئيسية التي ألقاها بدر جعفر بعنوان “تمويل المستقبل: من يقود التغيير”، تحدث عن الحاجة إلى زيادة التمويل المخصص لقضايا المناخ أربعةَ أضعافٍ للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، مؤكداً الدور الحاسم للقطاع الخاص في ذلك. وقال: “ليس المطلوب هنا منحٌ وتبرعاتٍ مؤسسية، بل استثمارات واضحة ومخصصة بقيمة 6 تريليونات. ولمّا كانت الأصول الخاضعة للإدارة على مستوى العالم تتجاوز 120 تريليون عبر صناديق تأمين وتقاعد ومكاتب عائلية وصناديق ثروات سيادية، ما لا شك فيه أن في متناولنا مبالغ طائلة ما علينا إلا أن نحسن توجيهها. في الحقيقة، يفوق صافي الثروات الخاصة 450 تريليون دولار والمتوقع أن يزيد بأكثر من 6% سنوياً”.

وأشار بدر جعفر إلى أن توفير هذا الكم الهائل من الموارد سيتطلب إشراك الجنوب العالمي وتفعيل دوره. وأضاف: “الجنوب العالمي محطةُ قوةٍ عظيمة بمعنى الكلمة، فيها 85% من سكان العالم وتشكل أكثر من نصف الناتج الإجمالي المحلي العالمي. وبحلول 2030، من المتوقع أن يشكل الجنوب العالمي أكثر من 80% من الطبقة الوسطى على مستوى العالمي، ما يفتح الباب على مصراعيه إلى فرص منقطعة النظير للتنمية والتقدم المستدام”.

وتشديداً على ضرورة اتباع نهج يشمل جميع فئات المجتمع في إدارة التحديات المناخية، تابع بدر جعفر وقال: “لطالما آمَنَت قيادة دولة الإمارات أن المحرك الأقوى للمجتمع هو وحدته وتضامنه في العمل، وتعاون جميع أصحاب المصلحة والقطاعات لتحقيق أقصى النتائج وأبلغها تأثيراً واستدامة. وتشارك قطاعي الأعمال والعمل الخيري مع الحكومات عاملٌ حاسم وأساسي للتمكن من تحقيق الأهداف المناخية والطبيعية على أوسع نطاق ممكن. لذا، علينا العمل بجسارة، يداً بيد مع جميع القطاعات ومناطق العالم، لنغتنم بقبضة قوية محكمة هذه الفرصة التاريخية العظيمة”.

وتخللت القمة سلسلة من الكلمات الرئيسية واللجان والحوارات الحصرية التي أتاحت منبراً استثنائياً لإعلاء أصوات مختلفة ودفعها إلى دائرة الضوء، شجعت على توثيق أواصر التعاون بين قادة الاستدامة وأبرزت الحلول الفعالة. وسلطت النقاشات الضوء على إلحاح التحديات المناخية وضرورة الاستفادة من التطورات التكنولوجية وخلاصة الذكاء الجماعي لتحريك الجهود على المسار الصحيح. وأكدت قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في نسختها لهذا العام الدورَ الرئيسي الذي تؤديه كل عام كمنصة عالمية للابتكار والتعاون والعمل، تتوحد عليها صفوف القادة من جميع أنحاء العالم لتسريع خطى التقدم نحو مستقبل مستدام ومزدهر للجميع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى