اخبار الامارات

الأزمة الاقتصادية تدفع ضباط الشرطة في فنزويلا للهجرة

تشهد مراكز الشرطة في فنزويلا حركة غير عادية، وتضاعفت الاستقالات وطلبات الإجازات وحالات الفرار في الأشهر الأخيرة. وبعد انتعاش قصير في عام 2022 تفاقمت الأزمة الاقتصادية الآن؛ ما دفع ضباط الشرطة إلى مغادرة البلاد، وبسبب تدريبهم ربما يكونون في حالة بدنية أفضل من المهاجرين الآخرين الذين يحاولون عبور «دارين» الخطيرة، وهي الغابة الواقعة بين كولومبيا وبنما.

وفي عام 2023 وحده حاول مئات الآلاف من المهاجرين الفنزويليين عبور هذه الغابة، وكان أحد هؤلاء الذين نجحوا هو أومر رينكون الذي كان يعمل في شرطة كاراكاس، وكان قد بدأ الرحلة في منتصف يوليو، وفي الأسبوع الماضي فقط وصل إلى الولايات المتحدة عبر أريزونا، وفي ذلك يقول رينكون: «انتظرت أكثر من شهر حتى يوافق رؤسائي على إجازتي، وقد بعت دراجتي النارية وسحبت مدخراتي وأتيت».

أحضر رينكون السلع المعلبة والكعك وبعض الملابس، وركب القوارب والزوارق والحافلات، وكان يسير في الدروب الوعرة ليلاً، ويتهرب من سلطات الهجرة في البلدان الأكثر تعقيداً على الطريق شمالاً، وبعد وصوله إلى عاصمة المكسيك حدد موعداً لتقديم طلب القبول من خلال تطبيق الهاتف المحمول «سي بي بي وان» والذي أطلقته الحكومة الأميركية في وقت سابق من هذا العام، في محاولة للسيطرة على التدفق الهائل للمهاجرين الذين تراكموا على الحدود الجنوبية.

تم إنفاق معظم الأموال التي أخذها رينكون معه على تكاليف النقل وأجرة المهربين والمرشدين لإرشاده شمالاً، وبعد سلسلة طويلة من المحطات بما في ذلك كاراكاس وميديلين وأدغال غابة «دارين»، وبنما وكوستاريكا ونيكاراغوا وهندوراس وغواتيمالا ومكسيكو سيتي وأريزونا، وأخيراً نيويورك؛ سيسافر قريباً إلى أتلانتا، حيث توجد وظيفة في انتظاره.

ويقول الضابط الفنزويلي السابق: «على طول الطريق وجدت ستة من زملاء الشرطة ينتظرون مواعيدهم (الهجرة)، وركب بعضهم قطار الوحش (قطار الشحن الذي يمر عبر المكسيك، والذي يُقل المهاجرين بشكل غير منتظم للوصول إلى الحدود)، وحتى الآن أنا الوحيد الذي دخل بالفعل إلى الولايات المتحدة، وأعتقد أنني كنت محظوظاً».

ولا تشترك هذه المجموعة من المهاجرين الفنزويليين في ماضٍ رسمي فحسب، بل تشترك أيضاً في دوافع المغادرة، وبعد 15 عاماً من الخدمة يقول رينكون: «كان كل شيء يتجه نحو الانحدار، لقد غادرت لنفسي ومن أجل ابنتي»، متابعاً: «لقد أدى التدخل السياسي في عمل الشرطة إلى تعقيد الأمور، إضافة إلى الراتب المتدني والظروف الصعبة، ولا يوجد هناك الخدمات اللوجستية اللازمة لممارسة المهنة كموظف محترم». وفي كثير من الأحيان يضطر ضباط الشرطة في فنزويلا إلى شراء الضروريات من الأسواق غير الرسمية، مثل الزي الرسمي والأحذية وحتى الذخيرة، وذلك عندما تكون رواتبهم تعادل فقط نحو 20 دولاراً شهرياً في المتوسط.

خلال إحدى العمليات العديدة التي نفذتها الشرطة ضد عصابة «كوكي» الخطيرة في أحد أحياء غرب كاراكاس، أصابت شظية من قنبلة يدوية ضابطاً مهاجراً آخر، فضل عدم التعريف بنفسه خلال مكالمة مع صحيفة «إلبايس»، ولم تكن المؤسسة التي كان يعمل بها توفر تأميناً طبياً، لذلك كان عليه أن يدفع من جيبه لرعاية جروحه.

وبراتب أقل من 15 دولاراً في الشهر غادر البلاد في النهاية، وهو موجود في الولايات المتحدة منذ 14 شهراً بعد 11 عاماً من الخدمة في أقسام الشرطة المختلفة في جميع أنحاء فنزويلا، ومن أجل الهجرة عبر نهر دارين خلال أحد أصعب المواسم، حيث استغرق الأمر أكثر من أسبوع سيراً على الأقدام للوصول إلى المخيمات التي أقامتها الوكالات الإنسانية.

• في كثير من الأحيان يضطر ضباط الشرطة إلى شراء الضروريات من الأسواق غير الرسمية، مثل الزي الرسمي والأحذية وحتى الذخيرة.

• لم تكن المؤسسة التي كان يعمل بها ضابط الشرطة توفر تأميناً طبياً، لذلك كان عليه أن يدفع من جيبه.

• 20 دولاراً شهرياً متوسط راتب ضابط الشرطة في فنزويلا.


تغطية العجز

من خلال المجتمع الرقمي علم الضابط الذي لم يذكر اسمه، أنه في ولاية إنديانا يقال إن السلطات المحلية تقبل المهاجرين ذوي الخبرة في مجال إنفاذ القانون، لتغطية العجز في قوات الأمن المحلية، وهذا خيار متاح للعديد من ضباط الشرطة الفنزويليين السابقين لمواصلة مهنتهم في أميركا. ويقول الضابط: «الآن بينما أتحدث معك أتحدث إلى أربعة زملاء آخرين في طريقهم إلى هنا، وسأستقبلهم في الولايات المتحدة».  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى