اخبار الامارات

استخدام الهاتف خلال الجلوس مع كبار السن يؤذي مشاعرهم

حذرت هيئة تنمية المجتمع في دبي من الانشغال باستخدام الهاتف أثناء الجلوس مع كبار المواطنين ومحادثتهم لأنه يسيء الى مشاعرهم، ما قد يؤثر على المدى البعيد على صحتهم النفسية، وذلك ضمن عدد من النصائح التي توجهت بها الى أفراد الأسرة والمجتمع بهدف ضمان التعامل مع كبار السن بالطريقة الأمثل والأكثر فعاليّة.

واستندت الهيئة في التنبيه من الضرر من استخدام الهاتف خلال محادثة كبار المواطنين الى حقائق وردّت في عدد من التقارير العلمية التي أثبتت أنه على الرغم من الفوائد العديدة والهامة للهاتف المحمول وانظمته المتطورة التي ساهمت في زيادة نسبة التواصل بين الأحبة والأصدقاء، الا ان استخدامه في أوقات معينة قد يلحق ضررا بالعلاقات، ويتسبب بإيذاء للمشاعر لأشخاص مهمين في حياتنا. وتشير تلك التقارير الى أن الانشغال بالهاتف أثناء التحدث مع الآخرين وخلال شرحهم عن مشاعرهم أو مشكلاتهم او ببساطة وهم يقصون طرفة أو قصة، يتسبب في إيذاء مشاعرهم لأنه يشعرهم بأنهم لا يحظون بالتقدير وأن حديثهم لا يلقى اهتماما. ووفقا لتلك التقارير فان استخدام الهاتف وتصفحه باستمرار خلال لقاء الأصدقاء أو محادثة الوالدين يمثل سلوك يفسر على انه نوع من التجاهل لهم، حتى وإن كان ذلك غير مقصود. ويشعر كبار السن بالاستياء عندما يتم تجاهلهم وهم يتحدثون، ويجدوا في الانشغال في الهاتف خلال الجلوس معهم نوع من ابداء الملل وعدم الرغبة في الاستماع إليهم وقضاء الوقت معهم، الأمر الذي يصيبهم بالحزن ويكون أحد أسباب تردي صحتهم النفسية.

وتتضمن النصائح التي قدمتها الهيئة عبر قنواتها الالكترونية لكيفية الاهتمام بكبار المواطنين والحرص على عدم إيذاء مشاعرهم، الالتزام بمنحهم الوقت الكافي المطلوب لرعايتهم بشكل منتظم، وكذلك ضرورة التعبير لهم عن الحب وإظهار المشاعر الإنسانية نحوهم والحنو عليهم، بالإضافة الى الحرص على زيارتهم باستمرار وعدم الانقطاع عنهم والتردد على منازلهم بانتظام مع مراعاة اظهار الاهتمام والانجذاب لحديثهم وآرائهم خلال زيارتهم من خلال الانصات لهم والتركيز معهم وعدم الانشغال باستخدام الهاتف أثناء محادثتهم.

ووفقا لمحاضرة علم النفس في جامعة نورثمبريا البريطانية جينافي براون انه أنه كلما ازداد استخدام الهواتف خلال اللقاءات والتجمع مع الأصدقاء، كلما قل الوقت الذي نقضيه معهم في الحديث والتواصل. وقالت في بحث علمي نشرته في مجلة (the journal Emerging Adulthood)، كشفت فيه عن نتائج دراسة أجرتها أن كافة المشاركين ذكروا أن تواصلهم وحديثهم مع الأصدقاء يتضرر عندما يستخدمون هواتفهم بغض النظر عن مدى قوة هذه الصداقة.

  ويحظى كبار السن في دولة الإمارات الذين تم تكريمهم بتسميتهم “كبار المواطنين والمواطنات”، بتقدير واحترام كبيرين واهتمام بالغ من قبل الجهات المختصة بتقديم الرعاية للفئات الأكثر عرضة للضرر، الأمر الذي ينعكس في عدد من النتائج الإيجابية من بينها الارتفاع في عدد المعمرين عاما بعد عام نتيجة حصول كبار السن على الرعاية الطبية وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال طب الشيخوخة.

وتتولى هيئة تنمية المجتمع في دبي تقديم خدمة الرعاية المنزلية الصحية والنفسية لكبار المواطنين الذين لا يستطيعون التوجه الى العيادات والمستسقيات للمتابعة الدورية وتلقي العلاجات. وعملت الهيئة على تطوير كفاءة القائمين برعاية كبار المواطنين في المنازل وتأهيلهم لإتباع الأسلوب الأمثل في التعامل مع كبار المواطنين، من خلال تدريبهم وتوعيتهم وإرشادهم إلى كيفية قضاء أوقات فراغ كبار المواطنين ونوع الأنشطة التي يمكن تطبيقها بما يتناسب مع وضعهم وكيفية جعل البيئة المحيطة بهم سليمة وآمنة بالإضافة إلى الإرشادات الخاصة بالتمارين الرياضية التي تتناسب مع وضعية المسن الصحية.

وكانت البيانات الإحصائية التي كشفت عنها الهيئة في نهاية العام الماضي وانفردت “الامارات اليوم” بنشرها، قد أظهرت أن نسبة الزيادة في عدد المعمرين بلغت 119% بين العامين 2020 و2022. وأفادت الأرقام أن نحو 57 مسن من المسجلين في نظام هيئة تنمية المجتمع في دبي هم من المعمرين أي الذين تتجاوز أعمارهم ال 100 عام، وذلك مقارنة ب 26 معمر أظهرت احصائيات العام 2020 أنهم ولدوا في العام 1920.وأفادت البيانات أن من بين هؤلاء المعمرين 48 مواطن، وان حوالي 43 % من هؤلاء المواطنين المعمرين يعيشون أوضاع صحية مستقرة ولا يحتاجون الى رعاية منزلية مكثفة او مختصة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى