اخبار الامارات

إهانة ترامب لرئيس وزراء كندا تثير تساؤلات حول مستقبل ترودو السياسي

حتى قبل توليه الرئاسة، تسبب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في إصابة الحكومة الكندية بنوبات من الهلع بسبب التهديدات التجارية.

وفي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، قلل ترامب من شأن رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، باعتباره مجرد «مسؤول عن مقاطعة»، واقترح مراراً وتكراراً أن تفكر كندا في أن تصبح ولاية أميركية، فيما يراه محللون سياسيون بداية لما ينتظر البلاد عام 2025 في ولاية ترامب الثانية.

وعلى إثر ذلك استقالت نائب رئيس الوزراء الكندي، كريستيا فريلاند، هذا الأسبوع، بعد أن اشتبكت مع ترودو بشأن الرد المناسب على الرسوم الجمركية الأميركية التي هدد بها ترامب، كندا.

وأثارت هذه الأزمة، مرة أخرى، تساؤلات عن مستقبل ترودو السياسي، لكنها أيضاً طرحت تساؤلات حول الاستجابة الدبلوماسية المناسبة لكندا ودول أخرى تستعد لعهد ترامب الجديد الذي سيبدأ رسمياً في 20 يناير المقبل.

وجاء تهديد ترامب بفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على جميع السلع والخدمات من كندا والمكسيك، لإجبار البلدين على فرض قيود صارمة على تهريب المخدرات والبشر عبر الحدود.

لقد مثّل ذلك عملاً غير مسبوق من «العدوان الدبلوماسي» ضد دولتين حليفتين تعدان أيضاً أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، وجعل ترودو والرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم في حالة من الغضب.

سخرية

وفي اليوم التالي سارع ترودو إلى فلوريدا لمقابلة ترامب في منتجعه (مار إيه لاغو)، حيث وعد رئيس الوزراء بأنه سينظر في تعزيز أمن الحدود.

وتم تصوير الاثنين وهما يتناولان العشاء معاً ويبتسمان، وربما كان ترودو يأمل حل المشكلة. لكن بدلاً من ذلك، أصبح ترودو موضوع سخرية ترامب، فعندما أعلن فريق ترودو عن خطة بقيمة 1.3 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود والمراقبة، اعتبر الرئيس المنتخب هذه الخطوة انتصاراً شخصياً.

وجاء في بيان صحافي صادر عن فريق ترامب الانتقالي: «يعمل الرئيس ترامب على تأمين الحدود ولم يتوّل منصبه بعد».

وقال البيان: «في مواجهة احتجاج بين مواطنيه، أعلن رئيس الوزراء المحاصر جاستن ترودو للتوّ عن خطة بمليار دولار لتحسينات أمنية كبرى على الحدود، وزيادة دوريات الحدود».

ولم تقتصر إهانات ترامب على ترودو فقط، فقد اعتبرت فريلاند أيضاً أن تلك الإهانات «سامة تماماً» وزعمت أن الولايات المتحدة «دعمت كندا بما يزيد على 100 مليون دولار سنوياً».

وأضافت فريلاند: «محاولة إعطاء ترامب ما يريده لا تنجح أبداً تقريباً مع أي شخص، فكلما حصل على المزيد، كلما أراد المزيد».

بدوره، قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة «يورك» في تورنتو، دينيس بيلون، إن «ترامب لا يحترم الأشخاص الذين يستسلمون له.. إنه يحترم فقط المخلصين لبلادهم».

تهديد

وعلى النقيض من محاولات ترودو لاسترضاء ترامب، انتقد رئيس وزراء ولاية أونتاريو، المحافظ دوغ فورد، خطة ترامب بشأن أمن الحدود، حيث شارك في حملة إعلامية أميركية لتصوير التعرفات الجمركية على أنها خطأ فادح لبلدين تتشابك اقتصادياتهما، وسلاسل التوريد بينهما بشكل وثيق.

وقال فورد لشبكة «سي إن إن»: «كما تعلمون، سيشعر كلا جانبي الحدود بالألم، نحن نعتمد على بعضنا بعضاً».

كما هدد فورد بقطع صادرات الطاقة إلى الولايات المتحدة، إذا تم تنفيذ التعرفات الجمركية، لكن بعد تحذيرات من رؤساء وزراء إقليميين آخرين، اتخذ أخيراً نبرة أكثر ليونة.

ويوم الإثنين الماضي، اجتمع رؤساء وزراء المقاطعات والأقاليم في كندا لمناقشة تهديد التعرفات الجمركية، وتوقعوا جبهة موحدة لمعالجة القضية.

ومع عطلة البرلمان حتى العام الجديد، فإن معارضة رؤساء وزراء الولايات الكندية الصريحة، هي أفضل طريقة لكندا للحفاظ على تركيزها على قضية التعرفات الجمركية، كما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة «أوتاوا»، جان رودريج باريه، الذي أكد أن إظهار رئيس الوزراء للقوة مهم، خصوصاً أن ترودو «الآن في موقف ضعيف للغاية» بعد استقالة نائبته كريستيا فريلاند. عن «الغارديان»


ضربة قوية

واجه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو دعوات عدة للتنحي عن منصبه، منذ استقالة نائبته، كريستيا فريلاند، وقد جاءت تلك الدعوات من داخل حزبه ومن خارجه على حد سواء، لاسيما من مجموعة من نواب البرلمان.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوتاوا، جان رودريج باريه، إن خسارة مثل هذه الحليفة الرئيسة (فريلاند)، كانت بمثابة ضربة قوية لرئيس الوزراء الذي وصلت شعبيته بالفعل إلى أدنى مستوياتها، مشيراً إلى أنه سواء كان ترودو لايزال في السلطة في الأشهر المقبلة أم لا، فإن التعرفات الجمركية التي خطط لها ترامب لن تختفي في أي وقت قريب.

. نائبة رئيس الوزراء الكندي استقالت بسبب عدم رد ترودو المناسب على الرسوم الجمركية التي هدّد بها ترامب.

. ترودو أصبح موضوع سخرية لترامب، عندما أعلن عن خطة بـ1.3 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود، ما اعتبره الرئيس المنتخب انتصاراً شخصياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى