اخبار الامارات

أوكرانيا الدولة الأكثر كثافة بالألغام في العالم

يعتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في حربها مع روسيا كانت خجولة للغاية. وأن هناك فرصة للخروج من هذه الحرب عن طريق التفاوض، وأن أوكرانيا فشلت في كسر الجبهة الروسية خلال الهجوم المضاد، وأن أوروبا والولايات المتحدة لا تمليان على أوكرانيا شروطها في أي تفاوض على السلام، وفي ما يلي مقتطفات من تلك المقابلة:

■ بعد مرور عام ونصف العام على بداية الحرب، لا يبدو أن الهجوم المضاد الأوكراني حقق نجاحاً كبيراً. هل يعني هذا أن الصراع سيصبح مزمناً؟

■■ بالطبع، لم يستطع الهجوم المضاد كسر الجبهة كما حدث في الخريف الماضي. لقد قامت روسيا ببناء دفاعات هائلة. أوكرانيا أصبحت الآن هي الدولة الأكثر كثافة بالألغام في العالم. وفي مثل هذه الظروف، تخضع الحرب للتجربة والخطأ. الهجوم المتقدم سيكون بمثابة انتحار، خصوصاً من دون دعم جوي.

■ من الناحية الأخرى، يتمثل الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا في عزل شبه جزيرة القرم، لكن من دون طائرات سيكون مثل هذا الهدف مستحيلاً.

■■ وافقت دول عدة بالفعل على إرسال طائرات مقاتلة، ولكن من سيطير بهذه الطائرات. من الضروري تدريب الطيارين.. وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً.

■ هل تعتقد أن أوروبا فعلت ما فيه الكفاية لتقديم المساعدة لأوكرانيا؟

■■ لقد فعلنا ما كان يتعين علينا القيام به: مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من دون توسيع الصراع. لكنني أعتقد أيضاً أن مساعدتنا كانت تدريجية وخجولة للغاية. في حالات مختلفة – الدبابات، صواريخ باتريوت، الطائرات – بدأنا بالقول «ليس هذا، لن نفعل هذا»، لينتهي بنا الأمر بفعل ما تحاشيناه.

■ الولايات المتحدة تتبنى استراتيجية تدريجية لتجنب الصراع مع روسيا، وفي بعض الأحيان يبدو الأمر وكأن أوروبا تسير على خطى أميركا أكثر مما ينبغي، ما تعليقكم على ذلك؟

■■ علينا أن نفهم أن هذه حرب تقليدية عالية الكثافة تمزج أحدث التقنيات بأكثر المشاهد كلاسيكية في حرب الخنادق. وكأننا نشاهد أمامنا الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب المستقبل تجري جميعها في مكان واحد، وفي الوقت نفسه يجب أن نصحح فهم أولئك الذين يقولون إن هذه معركة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يتعرض السكان المدنيون لمثل هذا القصف؟ ولماذا يفر آلاف المدنيين الأوكرانيين، بمن في ذلك الأطفال؟

■ هل هناك أي فرصة للخروج من هذه الحرب عن طريق التفاوض؟ فقد وصفت أوكرانيا مشاركة الصين في محادثات السلام السعودية الأخيرة بأنها خطوة للأمام.

■■ نعم، يبدو أن الأمر كذلك، فعلى الرغم من أن الصين لم تفصح أبداً عن نيتها التخفيف من دعمها لروسيا، فإن بكين ليست مرتاحة للوضع الحالي. وتضم الصين صوتها إلى أولئك الذين يريدون إنهاء الحرب، لكن المشكلة لا تكمن فقط في متى تنتهي الحرب، بل كيفية إنهائها.

■ شتاء آخر يقترب، وأسعار الغاز ترتفع، وتتصاعد مشكلات إمدادات الحبوب، مع أزمة لاجئين أخرى تلوح في الأفق، فضلاً عن الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة التي قد تغير ساكن البيت الأبيض. فهل يعني هذا أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيضطران إلى إرغام أوكرانيا على خفض أهدافها؟

■■ لسنا من يملي على الأوكرانيين شروط سلامهم. ولا أعتقد أن التوقف عن مساعدة أوكرانيا عسكرياً من شأنه أن يؤدي إلى أي سلام سوى سلام المهزومين. نفعل ما في وسعنا للدفع باتجاه مفاوضات السلام، ولكن من أجل سلام يعترف بأن هناك معتدياً وضحية، وأن على الضحية أن تستعيد سلامة أراضيها، بينما يتعين على المعتدي دفع عواقب ما ارتكبه من عدوان.

■ البعض يعتقد أن الاتحاد الأوروبي أصبح مطية للناتو، ما تعليقكم؟

■■ الاتحاد الأوروبي ليس تحالفاً عسكرياً. ولكن يمثل «الناتو» أفضل تأمين ممكن للاتحاد الأوروبي، وقد تجلى ذلك عندما طلبت السويد وفنلندا – المحايدتان تقليدياً – الانضمام إلى هذا التكتل.

• بالطبع لم يستطع الهجوم المضاد كسر الجبهة كما حدث في الخريف الماضي. لقد قامت روسيا ببناء بعض الدفاعات الهائلة، وفي مثل هذه الظروف تخضع الحرب للتجربة والخطأ. الهجوم المتقدم سيكون بمثابة انتحار، خصوصاً من دون دعم جوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى