اخبار الامارات

أوتاوا تطرد دبلوماسيا صينيا وبكين تدعو كندا إلى وقف الاستفزازات “غير المبررة”

ماريون تيبو اندلعت أزمة دبلوماسية جديدة بين كندا والصين التي أعلنت الثلاثاء طرد القنصل العامة الكندية في شنغهاي كرد انتقامي على قرار مماثل اتخذته أوتاوا في حق دبلوماسي صيني اتهم بالسعي لتخويف نائب كندي.

وأعلنت أوتاوا الإثنين طرد دبلوماسي صيني تتّهمه بالسعي لترهيب نائب كندي وعائلته على خلفية انتقادات وجّهها إلى بكين، ما أثار بين البلدين أزمة دبلوماسية حادة جديدة تتهم بكين أوتاوا بالمسؤولية عنها.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي “لن نتسامح مع أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية”، معلنة طرد الدبلوماسي الذي أعلنته “شخصا غير مرغوب فيه” في البلاد.

ولم تتأخر الصين، ثاني أكبر شريك تجاري لكندا، بالرد.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء أن “الصين قررت إعلان جينيفر لين لالوند القنصل العامة لكندا في شنغهاي شخصا غير مرغوب فيه”مضيفة أنها “تحتفظ بالحق في اتخاذ مزيد من اجراءات الرد”.

وأضافت أن حكومة جاستن ترودو “تنتهك بشكل خطير ليس القانون الدولي فحسب بل أيضا القواعد الأساسية للعلاقات الدولية”.

ودعت الصين كندا إلى وقف “الاستفزازات غير المبررة” بعد طرد متبادل لدبلوماسيَين من البلدين.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ ونبين في إفادة صحافية “ننصح الجانب الكندي بالتوقف الفوري عن استفزازاته غير المبررة، إذا لم ينصت الجانب الكندي لهذه النصيحة وتصرف بتهوّر، ستتخذ (الصين) إجراءات انتقامية حازمة وقوية وسيتحمل الجانب الكندي كل العواقب”.

من جهتها، بررت الوزيرة الكندية أن “هذا القرار اتّخذ مع مراعاة كل العوامل ذات الصلة” مشيرة في بيان مقتضب إلى أهمية “الدفاع عن الديموقراطية الكندية”.

ترهيب 

ففي هذه القضية، كان لدى الصين رد قوي بعد استدعاء سفيرها الأسبوع الماضي ودانت ما وصفته بـ”افتراء وتشهير لا أساس لهما” من قبل كندا.

وأفاد مصدر مطّلع أن تشاو وي، الدبلوماسي في القنصلية الصينية في تورنتو، سيرحّل في غضون خمسة أيام.

وتتّهم أوتاوا الدبلوماسي الصيني بأنه مسؤول عن محاولات ترهيب النائب الكندي المحافظ مايكل تشونغ الذي واجه وعائلته ضغوطا صينية بسبب انتقادات وجهها إلى بكين خصوصا بشأن مسألة الأويغور.

ومنذ أسابيع، تتعرّض حكومة جاستن ترودو لضغوط متزايدة لرفع النبرة تجاه بكين المتهمة بالتدخل المتكرر في الشؤون الكندية.

وقالت المحلّلة جنفييف تيلييه، أستاذة الدراسات السياسية في جامعة أوتاوا “كانت هناك مخاطرة سياسية حقيقية لحكومة ترودو. لذلك قررت المجازفة بعرض عضلاتها”.

 “انتقام اقتصادي؟” 

وتدهورت العلاقات بين بكين وأوتاوا بشكل حاد في السنوات الأخيرة خصوصا بعد توقيف كندا في العام 2018 الرئيسة التنفيذية لشركة “هواوي” الصينية مينغ وانتشو وسجن مواطنَين كنديَين كرد انتقامي من الصين.

ورغم إطلاق سراح الثلاثة، استمرت التوترات فيما ألقت بكين باللوم على أوتاوا في توافقها مع سياسة واشنطن تجاه الصين، فيما اتهمت السلطات الكندية الصين بالتدخل في شؤونها.

ويُشتبه خصوصا في أن الصين حاولت التدخل في الانتخابات الكندية في عامَي 2019 و2021. وفي سلسلة من التقارير التي نشرتها وسائل إعلام كندية، يتعلق الأمر بتمويل سري للحملات الانتخابية لبعض المرشحين أو المشاركة فيها. وهي اتهامات نفتها “بشدة” السلطات الصينية.

في الأشهر الأخيرة، شدّدت كندا موقفها تدريجا عبر استبعاد شركات صينية من صناعة المعادن النادرة متذرّعة بأسباب متعلّقة ب”الأمن القومي”، والتنديد علنا بمعاملة بكين لأقلية الأويغور المسلمة، والكشف عن استراتيجيتها في آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة نفوذ الصين المتنامي في المنطقة.

وقال روموم شانتال، الأستاذ في معهد الدراسات العليا للعلوم السياسية في مونكتون (شرق كندا) والمتخصص في الشؤون الصينية “قد تتخذ بكين أيضا إجراءات انتقامية اقتصادية”.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى