أستاذ جامعي: الصين تتفوق على أميركا في المنافسة على المعادن الحيوية

ناقش الأستاذ في جامعة «غنت» للطاقة الزميل في معهد بروكسل للجغرافيا السياسية، البروفيسور تيس فان دو غراف، الصراع العالمي المتصاعد حول المعادن الحيوية وأثره في الجغرافيا السياسية العالمية.
وأكد غراف، في مقابلة مع صحيفة «دبلومات»، أن هناك تنافساً شديداً بين الصين والولايات المتحدة على هذه المعادن، مع تفوق الصين بفضل بنيتها التحتية المتطورة.
وفي ما يلي تفاصيل المقابلة:
. ما دور المعادن الحيوية في التحول العالمي في مجال الطاقة؟
.. يعدّ التحول في مجال الطاقة انتقالاً أساسياً نحو المعادن، حيث تعتمد التقنيات الحديثة – مثل البطاريات، و«توربينات» الرياح، والألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية – على معادن مثل «الليثيوم»، و«الكوبالت»، و«النيكل»، والعديد من العناصر النادرة.
وتعدّ هذه التقنيات أكثر كثافة في استخدام المعادن مقارنة بأنظمة الوقود الأحفوري، بخلاف الوقود الأحفوري الذي يحتاج إلى استخراج مستمر، فإن المعادن تُستخدم مرة واحدة ويعاد تدويرها. المشكلة الكبرى تكمن في ضعف سلاسل التوريد، حيث يتزايد الطلب بسرعة تفوق الإنتاج.
. كيف تؤثر التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين في سلاسل توريد المعادن؟
.. إن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين أعادت تشكيل سلاسل توريد المعادن الحيوية، حيث تهيمن الصين على جوانب عدة من هذه السلاسل، خصوصاً في عمليات التكرير والمعالجة، على الرغم من أن الصين تستخرج 13% فقط من «الليثيوم» العالمي، إلا أنها تقوم بمعالجة نحو 60% من هذا المعدن، كذلك، تستحوذ على 85% من معالجة المعادن النادرة، في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل سلاسل التوريد المحلية وتعزيز الشراكات مع دول غنية بالموارد مثل أستراليا وكندا.
. ما المخاطر الجيوسياسية الأخرى التي تؤثر في صناعة المعادن الحيوية؟
.. بعيداً عن التوترات بين الصين وأميركا، أصبحت سلاسل التوريد ساحة جديدة للصراع الجيوسياسي، فقد تصاعدت النزعة القومية، حيث فرضت إندونيسيا حظراً على تصدير «النيكل» غير المعالج لتطوير صناعة المعالجة المحلية، كما قامت تشيلي والمكسيك بتأميم احتياطات «الليثيوم»، بهدف تعزيز صناعة البطاريات محلياً، وتشير هذه الإجراءات إلى أن الدول الغنية بالمعادن لم تعد ترغب في أن تكون مجرد مورد، بل تسعى للحصول على حصة أكبر من الأرباح الناتجة عن هذه الموارد.
. كيف ترى العلاقة بين أمن الطاقة والأمن الوطني بالنسبة لأميركا والصين والدول الأخرى؟
.. أمن الطاقة لم يعد مقتصراً على النفط والغاز فقط، بل أصبح يشمل السيطرة على المواد الأساسية التي تشغل الاقتصاد العالمي للطاقة النظيفة، بالنسبة للولايات المتحدة، يعتبر الاعتماد على تكرير المعادن في الصين نقطة ضعف استراتيجية، أما الصين، فإن هيمنتها على المعادن الحيوية تُعد رافعة جيوسياسية، حيث استثمرت بكثافة في المناجم الإفريقية واللاتينية لضمان إمداداتها، لكن الصين أيضاً تعتمد بشكل كبير على واردات «النيكل» و«النحاس» و«الليثيوم».
. كيف ترى تأثير المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في هيمنة بكين في قطاع المعادن الحيوية؟
.. تعمل المنافسة بين الصين والولايات المتحدة على إعادة تشكيل الأسواق العالمية للمعادن الحيوية، الصين تهيمن في مجال التكرير والمعالجة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، بينما يسعى الغرب إلى اللحاق بها، إلا أن استخراج المعادن والتكرير يتطلب وقتاً طويلاً، ما يسهم في تقلب الأسعار والتأثيرات الجيوسياسية. عن «دبلومات»