اخبار الامارات

أدوية تقود إلى الإدمان والوفاة بسبب الاستخدام المفرط دون وصفة طبية

حرصت إدارات مدارس بالدولة على تنظيم دورات لذوي طلبة من أجل الاطلاع على دليل الوالدين للوقاية من المخدرات، المعد من قبل مجلس مكافحة المخدرات، والبرنامج الوطني للوقاية من المخدرات تحت مظلة وزارة الداخلية، لمساعدة الآباء على الكشف المبكر عن التعاطي وسبل حماية أبنائهم.

وتضمن الدليل معلومات أساسية عن المواد المخدرة الأكثر شيوعاً، ومسببات ومؤشرات التعاطي، وعوامل الحماية والخطورة، ودور الوالدين في وقاية أبنائهم من تلك السموم، إضافة إلى التوعية القانونية وآليات الحصول على خدمات العلاج وإعادة التأهيل بالدولة.

وكشف الدليل عن سبعة عوامل تحمي الأبناء من التعاطي، كما حذر من مخدرات مخلقة تباع على هيئة أوراق جافة ولها تبعات مدمرة، إضافة إلى أدوية يؤدي سوء استعمالها دون وصفة طبية إلى الإدمان، وتسبب مضاعفات صحية تصل إلى الوفاة.

وتفصيلاً، تناول الفصل الأول من دليل الوالدين للوقاية من المخدرات معلومات حول المواد المخدرة التي يمكن أن يتورط الأبناء في تعاطيها، مبيناً أن هناك آثاراً صحية للتعاطي تتضمن اضطرابات في القلب وضغط الدم، والجهاز الهضمي، والهزال، وفيروسات الكبد، ونقص المناعة، والصرع، والموت المفاجئ.

كما تتضمن آثاراً نفسية مثل اضطرابات النوم والأوهام والهلاوس والفصام والقلق والاكتئاب والتوتر، والانطوائية والعزلة، وعدم استقرار العواطف، والميول الانتحارية، وآثاراً اجتماعية تتضمن تفكك الأسرة، وانتشار الجرائم والسرقات، والقدوة السيئة للأبناء، إضافة إلى تبعات اقتصادية تتضمن ضعف إنتاجية الفرد والأعباء المالية المترتبة على التعاطي أو علاجه.

وتطرق الدليل إلى أنواع المخدرات، ومنها ما يصنف بالمستنشقات، ويشمل غاز الولاعات والأصباغ والغراء التي تعد من المواد التي يسهل الوصول إليها، لكن تسبب مضاعفات خطيرة، تشمل تضرر الدماغ والكبد، وتنميل الأطراف والصداع والغثيان والهلوسة، وتضرر الكليتين، وفشل الجهاز التنفسي، وحساسية حول الأنف والفم.

كما حذر من مخدرات مصنعة عبارة عن مزيج من الماريغوانا ومواد كيميائية يتم ترويجها على هيئة أوراق جافة في أكياس بلاستيكية، وهي تسبب التسمم وضرر الكلى، والهلوسة، والنوبات القلبية، والقلق والاكتئاب، والوفاة.

وأوضح الدليل أن هناك مؤشرات يمكن التعرف من خلالها على المادة المخدرة التي يتعاطاها الشخص، مثل كثرة الكلام والحركة دون سبب، وضعف الذاكرة والتفكير غير الواقعي، وتحريك الفكين بشكل عكسي أو دائري، وارتفاع ضغط الدم، والشعور بالاضطهاد، والشك في الآخرين، والميول للعدوانية، والهلوسة والأرق وعدم النوم، لافتاً إلى أن ما سبق من أعراض تعاطي مخدر الكبتاغون.

وحذر الدليل من التورط في إدمان أدوية بعينها عبر استخدامها دون وصفة طبية، مثل بعض أنواع المسكنات التي تؤدي إلى بطء التنفس والتلف الدماغي والوفاة، والمثبطات التي تسبب عدم وضوح الرؤية والغثيان، وصعوبة التركيز، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة حال تعاطيها مع الكحول، وكذلك أدوية منبهة ينجم عن تعاطيها دون وصفة طبية ارتفاع درجات الحرارة، والشعور بالشك.

وكشف الدليل أن هناك معتقدات خاطئة متعلقة بتعاطي المخدرات، منها أنها تساعد في التخلص من مشاعر القلق والتوتر، وتمنح شعوراً بالسعادة، لافتاً إلى أن هذا زعم لا أساس له من الصحة، ويردده المتعاطي نتيجة أوهام نفسية.

وأشار إلى أن من أبرز المعتقدات الخاطئة أن المخدرات تزيد من القدرة على التركيز والإبداع وتساعد على المذاكرة، لكن الحقيقة أنها تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، وقدرة الشخص على استرجاع المعلومات والتركيز، وتؤدي إلى نتائج عكسية وخيمة على المدى المتوسط والبعيد.

وتابع أن من القناعات الخاطئة كذلك أنها تضاعف القدرة البدنية، وتساعد على العمل فترات طويلة، فيما أن الدراسات برهنت على أن بين 15 و30% من حوادث العمل ناجمة عن تعاطي المخدرات، وعدداً كبيراً من حوادث السير كان السائقون المتسببون تحت تأثير التعاطي.

ولفت إلى أن من الأفكار الخاطئة أن الأدوية المهدئة أقل خطورة من المواد المخدرة التقليدية، مشيراً إلى أن أبحاثاً عدة كشفت أن إساءة استخدام أدوية المهدئات تؤدي إلى الإدمان مثل بقية المخدرات.

وكشف الدليل عن سبعة عوامل تساعد الآباء في الكشف والتدخل المبكر لحماية الأبناء، أولها الوعي والتثقيف من خلال تعلم المؤشرات المختلفة لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، مثل المؤشرات الجسدية أو السلوكية. والعامل الثاني الحوار والمناقشة الهادئة مع الأبناء، ومشاركتهم شكوك الأب أو الأم في سلوكهم دون توجيه اتهامات إليهم، فيما يتمثل العامل الثالث في الاحتواء والتفاهم من خلال الاستعداد لكل الاحتمالات وردود الأفعال، إذ قد يعبر الابن بطريقة عدائية تفيد بكراهيته لوالديه أو للمنزل، ويهدد بالمغادرة، ومن ثم يجب أن يقابل ذلك بهدوء، والتأكيد على حرص والديه على الاهتمام به.

أما العامل الرابع فهو التصرف بحزم مع التعبير عن الحب، فإذا اكتشف الأب أن الابن يتعاطى فإن عليه فرض الضوابط المنزلية المتفق عليها مع التعبير عن حبه للابن وحرصه عليه.

والعامل الخامس هو المثابرة، فإذا خرج الحديث عن السيطرة يتحتم على الوالدين التعبير عن حبهما في هذه الحالة، وإنهاء المحادثة مع استئنافها في وقت آخر، فيما يتمثل العامل السادس في طلب النصح والإرشاد، فإذا رفض الابن الحديث أو العلاج فعلى الوالدين زيارة مراكز العلاج المتوافرة في الدولة، للحصول على النصح والإرشاد، وأخيراً المشورة وترتيب الأفكار، إذ يجب على الوالدين مشاركة شكوكهما مع أخصائي يثقان في خبراته، ويستطيع تقديم المساعدة في ترتيب الأفكار والإجابة عن الأسئلة.

. 7 عوامل تساعد على حماية الأبناء مبكراً: الوعي والتثقيف، الحوار والمناقشة، الاحتواء والتفاهم، التصرف بحزم، المثابرة، طلب النصح، المشورة وترتيب الأفكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى