اخبار مصر

من التوابل لجهاز العرائس.. سوق القنطرة وجهة شعبية تلبي احتيا



08:01 م


السبت 09 نوفمبر 2024

الفيوم ـ حسين فتحى:

في قلب مدينة الفيوم يقع سوق القنطرة، الذي يشتهر بتنوع بضائعه وأسعاره المعقولة، مما يجعله وجهة مفضلة للسكان المحليين والسياح على حد سواء.

يغوص الزائر في دهاليز سوق القنطرة، الذي يضج بالحياة والنشاط، كأنه يغوص في بحر من الألوان والأصوات، يشعر كأنه يعود بالزمن إلى الوراء، حيث يتجول بين الحرفيين الماهرين، ويستمتع بمشاهدة الباعة وهم يتفاوضون مع الزبائن، تتراقص عينه بين أكوام البضائع الملونة، وتأسر أنفه بعبير التوابل والأعشاب، وتدغدغ أذنيه أصوات الباعة المنادية بضائعهم.

بُني سوق القنطرة في عهد المماليك، وكان يهدف في الأساس إلى استقبال التجار القادمين من مختلف المناطق، وقد تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى القنطرة الخشبية التي كانت تربط بين جانبي السوق.

يضم السوق كل ما يحتاجه المواطن، من الملابس والأحذية والأجهزة المنزلية إلى المواد الغذائية والحرف اليدوية والتذكارات، وتتميز أسعار السلع فيه بانخفاضها مقارنة بالأسواق الأخرى، مما يجذب إليه الزوار من مختلف المناطق، كما يتميز بطابعه الشعبي الأصيل، حيث تجد فيه الحرفيين يعرضون منتجاتهم اليدوية، مما يضفي على السوق رونقًا خاصًا.

داخل سوق القنطرة التقى “مصراوي” الحاج “مصطفى طرفاية” أحد أقدم تجار سوق القنطرة، ليحدثنا عن تاريخ هذا المكان، وذكر أنه من الجيل الرابع الذي يعمل في سوق القنطرة أو المغاربة نسبة إلى التجار الأوائل لهذا المكان.

وتابع: “أسست هذا السوق أيدي المغاربة منذ أكثر من ثلاثمائة عام في عهد أمير مملوكي يدعى اختيار”.

وأضاف: شاهدت هذا المكان يتغير ويتطور على مر السنين.. زمان، كان سوق القنطرة هو القلب النابض لحياتنا، فيه نجد كل ما نحتاجه، من نحاس ومفروشات إلى أدوات المطبخ.. اليوم، تغيرت الأمور قليلاً، لكن روح السوق ما زالت حية”.

وأوضح أنه رغم أن سوق القنطرة يزخر بكل ما لذ وطاب، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في ظل المنافسة الشرسة من الأسواق الحديثة والمراكز التجارية، مضيفا:” منذ أربعين عاماً، كان هذا السوق هو قبلة الجميع، من الفلاح إلى السيد، ليجدوا كل ما يحتاجونه من مواد غذائية وملابس وأدوات منزلية، واليوم، ومع تزايد عدد المراكز التجارية فى المدن الأخرى، تراجعت القوة الشرائية قليلاً.

وشدد على أن سوق القنطرة ما زال يتميز بأسعاره المعقولة وجودة بضائعه المتنوعة، بدءًا من العطارة التي تقدم أشهى أنواع التوابل، ووصولاً إلى اللحوم الطازجة مثل لحمة الرأس التي تباع بأسعار في متناول الجميع،.

وأضاف: أنه “رغم الشبه الكبير بين سوق القنطرة وأسواق أخرى مثل العتبة والحسين ووكالة البلح فى القاهرة، إلا أننا نؤكد دائماً على جودة منتجاتنا التي لا تضاهى”.. أنا أرى في كل زاوية من زواياه قصصًا وحكايات لأجدادنا، وأتمنى أن يستمر هذا الإرث للأجيال القادمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى