مصحف ودموع مرتين .. تفاصيل ظهور”عصام صاصا” بوجهين أمام الق
09:06 م
السبت 31 أغسطس 2024
كتب – رمضان يونس:
داخل غرفة ضيقة تحتضن جدرانها الظلام، قضى مؤدي المهرجانات “عصام صاصا”، فيها نحو ثلثي شهر بين 4 حيطان؛ بعدما أدُين بالحبس عام ونصف مع الشغل، في قضيتين، الأولي واقعة دهس مواطن أعلى الدائري تحت قيادة وتأثير مخدر، أما الثانية واقعة تزويره بالاشتراك التوكيل الرسمي الخاص بقضيته الأولي رفقة شقيقه”محمد”، القرآن أنيس”أبو رحيم” مع أنين الليل ومآسيه، ملامح ابن العقدين وأربعة أعوام بُددت رأسًا على عقب، وكأن الشيخوخة أضنت ريعان شبابه.
فكيف ظهر مؤدي المهرجانات “عصام صاصا” أولاً واخيرًا أمام القاضي، بوجه مختلف وجسد نحيف وحكايات مغايرة داخل قاعة الجنايات؟
عصام صاصا ظهور أول في الجنايات
الرابعة عصرًا؛ في الحادي عشر من الشهر الحالي، اقتاد حرس القاعة “عصام صاصا” بالكلبشات إلي قفص الاتهام عقب نحو 6 ساعات قضاها في التخشيبة، انتظارًا رول مُحاكمته في واقعة دهس مواطن أعلى الدائري والتي انقضت فيها الدعوى بالتصالح بعد تنازل أسرة “أحمد مصباح” عن حقها المدني في القضية لوجه الله حسبما صرحت زوجة المتوفي أمام القاضي، ليكون الفصل الأخير في القضية هو مثول المتهم أمام الجنايات على خلفية قيادته سيارة تحت تأثير مخدر وحيازته لها.
خلف قفص الإتهام، تخفي “صاصا” من كاميرات الصحفيين بين المحابيس، لكن مكوثه لم يدم إلا دقائق معدودة، حتى نادى الحاجب على المتهمين كان من بينهم “عصام طلعت محمد” ليجيب الأخير: نعم يا فندم؛ حينها أمر القاضي إخراج المتهم للمثول أمام الهيئة والوقوف أمام المنصة.
لم يتمالك “صاصا” على أعصابه دومًا أمام الجميع، حينما رأى زوجته وهي تشدد من أزره “خير ماتقلقش يا حبيبي”، دموعه لم تفارق جفنيه حسرة على ما حل به من مأساة، يحاول ابن العقدين أن يهدأ من روعته بتلاوة القرآن، حتى أنهت المحكمة جلستها “القرار بعد المداولة” عقب سماعها مرافعة الدفاع التي استمرت نحو 30 دقيقة.
مصحف ودموع
على وجه “صاصا” الشاحب بالدموع، كان الخوف حاضرًا في القفص، بينما آمال زوجته “جهاد” التي كست ملامحها الأحزان ترغب البراءة تناجي ربها بأن تنزاح الغمة عن زوجها، لكن المحكمة إدانته بالحبس 6 أشهر مع الشغل لقيادته سيارة تحت تأثير مُخدر، قرار القاضي كان صدمة لزوجته خرجت تصرخ بعلو صوتها في طرقات المحكمة “عصام معملش حاجة لكل ده ..زوجي مظلوم والله”، بدورها رحلت الشرطة السجين إلي محبسه إنفاذا لأمر المحكمة.
زي نزيل .. صاصا وشقيقة في أول لقاء
20 ليلة عصيبة،عاشاها “عصام صاصا” وحيدًا في الزنزانة، حتى تقابلا مع شقيقه “محمد” بعد فراقهما الذي دام نحو 3 أشهر عقب حبس الثاني في واقعة تزوير توكيل لأخيه الأول “عصام” الهارب في “دبي” عقب إخلاء سبيله بعد دهسه مواطن أعلى الدائري، منتصف مايو الماضي.
أمام القاضي وقف الإخوان لأول مرة أمام المحكمة، الأول “صاصا” بزي نزيل ـ بدلة الحبس الزرقاء ـ حليق الرأس، تظهر على ملامحه الحسرة والإنكسار،أما الثاني، مرتديًا زيه التقليدي الأسود ممسكًا في يده سبحة وكمامة.
المحكمة تستجوب صاصا
في مستهل الجلسة التي بدأت في الثانية عشر ظهرًا، استجوب القاضي الأخوين، بواقع تزويرها توكيل رسمي من الشهر العقاري، و اللذين أنكرا في اعترافاتهما أمام الهيئة صلتهما أجاب صاصا:”أنا يافندم وفي دبي كلمتني منظمة الحفلات أسمها “سارة” طلبت مني اني اعمل توكيل عشان في محامي يتولى القضية غير المحامية، ووقتها كنت أنا في دبي وهناك سبت واحد أجازة، رحت عملت توكيل على بوابة مصر الرقيمة، وكلمت مدير أعمالي أخويا “محمد”عشان يروح يقابل واحد أسمه “طلعت” وياخد منه التوكيل بعد ما بعت له صورة البطاقة وهو راح فعلا وبصم ومضى وبعدها لقينا إنه في قضية جديدة وهو ده اللي حصل”.
رجاء أخير في البراءة
7 دفوع ناقش فيها دفاع صاصا وشقيقه، تأسيسًا على طلب البراءة، والجهل المقتدر بالقانون وانعدام أركان الاشتراك والأتفاق، بعدما مثالا المتهمان أمام هيئة المحكمة عقب مناقشتهما في التهم المنسوبة إليهما، رفع القاضي الجلسة، وقبل أن يعد الحرس المتهمان للقفص، حرصت “جهاد” على مواساة زوجها بالدموع مجددًا قبل أن تخرج من قاعة المحكمة.
نحو قرابة 5 ساعات، توسطا فيها الأخوان المحابيس داخل قفص الاتهام، يحكي كل منهما مآسيه مع الحبس، قبل أن يفرقهما مأمور الترحيلات، بعوده كل منهما إلي محبسه عقب حبسهما بالحبس عام مع الشغل لتزويرهما محرر رسمي “توكيل محامي” في الشهر العقاري، بينما أدُين الموظف وأخر في الواقعة، بالسجن المُشدد 10 سنوات.
مآسي صاصا مرتين في الجنايات
خلف القضبان، أجتمعت أوجاع “عصام صاصا” مع مآسي شقيقه “محمد” مع الحبس مرتين، الأول أدين بالحبس 6 أشهر مع الشغل في الواقعة التى ترك فيها بلده مجبرًا بسبب القتل الخطأ، قبل أن تتحفظ عليه شرطة الإنتربول الدولي وترحله إلي مصر، حتى أتت المعاناة، مجددًا لتزويره توكيل رسمي والذي عقب عليها بالحبس عام مع الشغل.