على حافة الهاوية ..! | مصراوى
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
فيلم اليوم الذي تبقى فيه الأرض صامدة (The Day the Earth Stood Still) هو أحد أفلام الخيال العلمي، إنتاج عام ٢٠٠٨.
يتناول الفيلم موضوع فناء المخلوقات والحضارات والحياة على الأرض نتيجة شرور وغباء البشر، واعتدائهم المستمر على الطبيعة.
تبدأ أحداث الفيلم في عصرنا الراهن بعقد اجتماع طارئ يضم القادة العسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية، بإشراف وزيرة الدفاع الأمريكية، وبمشاركة عدد من العلماء لعرض حدث طارئ خطير، هو رصد جسم من الفضاء الخارجي يسير بسرعة خارقة ويتجه نحو الأرض، خاصة نحو مدينة مانهاتن الأمريكية.
وهذا الجسم الفضائي كما توضح أحداث الفيلم سوف يصل للأرض خلال ٧٨ دقيقة، لُيحدث انفجاراً سيؤدي إلى مقتل حوالي ٨ مليون إنسان، مع عدم وجود إمكانية أو وقت لإخلاء السكان.
ترتفع ذروة الأحداث في الفيلم عندما يخترق بالفعل هذا الجسم الفضائي الكروي غلاف الأرض، ويصل إلى مكان الانفجار المتوقع، لكن يفاجئ الجميع بيتوقفه في الحديقة المركزية للمدينة، ويخرج منه كائن غريب، يُكتشف بعدها بأنه كائن فضائي له جسم وملامح رجل من متسلقي الجبال عاش عام ١٩٢٨.
وقد مر هذا الرجل في حياته بتجربة غريبة، عندما وجد كرة مشعة بين الثلوج، وعندما حاول لمسها فقد وعيه لمدة من الوقت، وبعد أن استعاد وعيه وجد أن الكرة اختفت، ووجد ختماً على يديه.
ثم نعرف أن مهمة هذا الكائن الفضائي هي حماية الأرض من سكانها، لأن البشر أصبحوا يُخربون ويقتلون الأرض، ولهذا سوف تتم إبادة جميع المخلوقات والحضارات، وترك الأرض لفترة من الزمان خالية لتتطهر من مساوئ وشرور البشر.
وعند تلك النقطة يبرز دور بطلة الفيلم دكتوزة هيلين، التي لعبت دورها الممثلة جنيفر كونلي في دور عالمة أحياء تعيش في مدينة مانهاتن الأمريكية، وقد أخذت على عاتقها الحوار مع الكائن الفضائي، ومحاولة إقناعه بعدم إبادة البشر على الأرض، ومحاولة إعطاء فرصة للبشر لإصلاح أخطائهم في حقها؛ لأن الإنسان يتغير للأفضل عندما يكون على حافة الهاوية.
وهي المهمة التي نجحت فيها بالفعل دكتورة هيلين في نهاية سينمائية متفائلة تتناسب مع مقتضيات الوعي الأمريكي بذاته، ومع مقتضيات الدور الأمريكي القائد والمُخلص للعالم.
لكنها نهاية تتناقض تماما مع الواقع الذي يُثبت لنا أن أغلب البشر لا يتغيرون بسهولة مهما كانت نُذر الخطر، ولا يعترفون أبدًا بأخطائهم، ويندفعون نحو الهاوية ونحو النهاية المأساوية لدورهم ووجودهم بإرادتهم الكاملة.