بالأرقام.. كيف غير حزب الله نهجه تجاه إسرائيل في الحرب؟
05:27 م
الأربعاء 05 يونيو 2024
كتبت- سلمى سمير:
تصميم- مايكل عادل:
بعد توترات مستمرة منذ 8 أشهر في الشمال الإسرائيلي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في حرب لم تكتمل أركانها بشكل كامل حتى الآن، اتخذت الحرب اليوم الأربعاء منحى مختلف، بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن جاهزية الجيش الإسرائيلي للقيام بعملية عسكرية “قوية” في جبهة الشمال ضد حزب الله.
جاء إعلان نتنياهو بعد أشهر من ضبابية موقف إسرائيل بشأن حسم الرد المناسب تجاه حزب الله والذي استطاع إفراغ المستوطنات الشمالية من مظاهر الحياة فباتت بلا ساكنين أو نشاط اقتصادي معتاد، حيث كان نتنياهو يصرح طوال تلك المدة بتفضيله للحل الدبلوماسي على الانخراط في حرب موسعة تدفع بالمنطقة إلى صراع إقليمي يضم أطراف عدة.
سبق إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن جاهزية الجيش لرد “قوي”، ضربات قوية شنها حزب الله اندلعت بعدها حرائق واسعة في مستوطنات الشمال إثر فشل الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض مسيرتين أطلقهم حزب الله في منطقة صفد، والتي انتشرت منها النيران إلى كريات شمونة وعرب العرامشة وبلدات إسرائيلية في الجليل الأعلى.
وعيد إسرائيلي
“أحرقوا لبنان كله” كانت تلك من أبرز تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، والتي طالب فيها وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بشن هجومًا واسعاً على لبنان، للتأكيد على قدرة إسرائيل في ردع “أعدائها” وتدمير حزب الله والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم.
رغم عدم ملاقاة تصريحات بن جفير ترحيبًا لدى المسؤولين الإسرائيليين في أوقات كثيرة، لكنها في تلك المسألة اتفقت مع وجهات نظرهم، وذلك من خلال اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي أمس من أجل مناقشة إمكانية توسيع رقعة العمليات العسكرية ضد حزب الله والانتقال إلى مرحلة جديدة.
وجدت اجتماعات الحكومة والمسؤولين الأمنيين تأكيدًا واضحًا من قبل رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، على استعداد الجيش الإسرائيلي للدخول في حرب مواجهة ضد حزب الله، وهو الأمر الذي لم يلق ترحيبًا أمريكيًا في المقابل، مع تحذير واشنطن من عواقب تلك الخطوة على المنطقة وطلبها انتظار وصول مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليم بيرنز إلى المنطقة مع وصوله إلى الدوحة في وقت سابق من أجل المشاركة في صفقة تبادل الأسرى المنتظرة.
وفي الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو عن جاهزية إسرائيل لخوض حرب ضد حزب الله، لكن لم يحدد توقيت شن تلك الحرب واكتفى بالقول “قريبًا” لكن تقديرات القناة الـ14 الإسرائيلية والتي نقلت عن كبار قادة الأمن الإسرائيليين، تشير إلى أن المواجهة الكبرى مع حزب الله ستكون خلال الأسابيع المقبلة.
حجم الأضرار
أدت الحرائق الواسعة إلى احتراق آلاف الدونمات، قدرها موقع “واينت” الإسرائيلي بـ 10 آلاف دونم والتي ستحتاج سنوات حتى يتم إعادتها من جديد، كما ألحقت الحرائق أضرارًا جسيمة بمحمية “يهوديا” الطبيعية وعدد كبير من المستوطنات.
رغم عدد إعلان حجم الخسائر الحقيقية التي لحقت بالشمال الإسرائيلي جراء الحرائق الكبيرة، لكن مديرية “الأفق الشمالي” التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، كانت كشفت قبلها عن حجم الأَضرار في مناطق الشمال، فكانت الحصيلة تدمير 930 منزلًا ومبنى بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 86 مستوطنة في الشمال.
ودفعت الضربات التي باتت تتكرر بشكل دوري كل يوم، عشرات الآلاف إلى ترك منازلهم فكانت الحصيلة نزوح 70 ألف إسرائيلي إلى وسط إسرائيل، وتوقف الأنشطة الزراعية والصناعية والسياحية التي كانت متركزة في الشمال بشكل كبير.
كان كل ذلك دافعًا للإسرائيليين والمسؤولين تحديدًا من المعارضة، إلى اتهام الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن مناطق الشمال وعدم امتلاك خطة واحدة لإدارة الحرب أمام حزب الله، إضافة إلى غياب استراتيجية واضحة بشأن آلية عودة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، وذلك حسب زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، الذي اتهم نتنياهو بالإضرار بما أسماه “شرف إسرائيل”.
كيف غير حزب تكتيكاته؟
طوال 8 أشهر من اندلاع جبهة “الإسناد” وهو الاسم الذي أطلقه حزب الله على حربه ضد إسرائيل من أجل تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، استخدم حزب الله نهجًا خاصًا به في الحرب بداية من أنواع الأسلحة المستخدمة وطبيعة الأهداف المستهدفة، لكن الواضح في ذلك النهج أنه لم يكن ثابتًا طوال الأشهر السابقة والتي بلغت إجمالي الهجمات فيها 1964 هجومًا، وذلك وفق ما ذكر موقع “ألما” للأبحاث والتعليم.
وفق الموقع، كان مايو الماضي هو الأعلى في حصيلة وطبيعة الهجمات من الجنوب اللبناني، والذي بلغ إجمالي هجماته فيها 325 هجومًا بمعدل 10 هجمات يومية، وذلك مقارنة بـ 238 هجومًا نفذها الحزب اللبناني في أبريل، بمتوسط 7.8 هجمة يومية.
إضافة إلى زيادة عدد الهجمات، اختلفت طبيعة الضربات الموجهة والأسلحة المستخدمة، فخلال الشهر الماضي حدث ارتفاع في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والمسيرات ليصل إلى ضعف ما كان عليه أبريل الماضي.
في مايو، كان هناك 95 ضربة باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات، بينما في أبريل كانت 50 ضربة فقط باستخدام نفس النوع من الصواريخ، كما تم استهداف الشمال الإسرائيلي بـ 85 ضربة باستخدام المسيرات التي تمكنت من اختراق الدفاعات الإسرائيلية في مايو، بينما كانت 42 حادثة في أبريل، و7 في فبراير.