اخبار مصر

أسرة السائق ضحية فاجعة كفور نجم: فقدنا العائل والكبير والسند


03:05 ص


الجمعة 11 أكتوبر 2024

خيّم الحزن على قرية كفور نجم بمحافظة الشرقية بعد وفاة عاطف يوسف، السائق الخمسيني، في حادث انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الإقليمي باتجاه بنها. كان الحادث وقع أثناء نقل مجموعة من بائعات الفطير إلى السويس، وأسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 4 آخرين.

في منزل السائق، تجمّع عشرات المعزين لمواساة أبنائه ووالدته في فقدانهم لعائلهم الوحيد وكبير الأسرة. تحدثت والدته السبعينية وهي تروي بحزن: “ابني شغال سواق من زمان وبيأكلنا من شغلانته دي، وطول عمره بيسافر ويرجع بالسلامة، إلا المرة دي ما رجعش زي ما معودنا.. رجع لنا جثة”.

وأضافت أن الحزن ليس مقتصرًا على منزلهم فقط، بل في بيوت باقي الضحايا من بائعات الفطير اللاتي كنّ يعملن لكسب الرزق وإعالة أسرهن. “كل واحدة فيهم وراها عيال محتاجين مصاريف، منهم المطلقة والأرملة واللي جوزها مريض أو أرزقي وبتساعده عشان المركب تمشي.. كلهم راحوا وأطفالهم اتتيتموا وقلوبنا موجوعة عليهم”.

وعرفت الأم بخبر وفاة ابنها من خلال مكالمة هاتفية. “كنت كل شوية أتصل بيه أطمّن عليه لحد ما في آخر مكالمة ما ردش.. حسيت ساعتها بقلبي واجعني وعرفت إن فيه حاجة”.

حاولت السيدة السبعينية الاتصال ببعض العاملات المرافقات لابنها، لتتفاجأ بصوت رجل يخبرها بأن جميع الركاب نُقلوا إلى المستشفى و7 منهم فارقوا الحياة. “جرينا على المستشفى ومش داريين بنفسنا، ولحد دلوقتي مش مصدقة إن ابني مات”.

تحدثت ابنة السائق عاطف بنبرة مليئة بالألم، فقالت لـ”مصراوي”: “أبويا مات وسابني.. أختي الكبيرة كانت معاه في الحادثة وهي دلوقتي بين الحياة والموت في العناية المركزة، وصاحبة عمري كمان ماتت مع أبويا، كانت نور عيني وأعز من أختي”.

استرجعت الابنة كيف أوقظتها حماتها من النوم لتسمع الصرخات التي ملأت شوارع كفور نجم في الحادية عشرةً مساءً، لتخرج من منزل زوجها بلا حذاء أو غطاء رأس، وهي في حالة صدمة شديدة.

هرولت الابنة نحو بيت والدها وهي غير مصدقة خبر وفاته.

في طريقها، قابلت أطفال صديقتها الراحلة يبكون في شوارع القرية بعد أن سمعوا خبر وفاة والدتهم، فاحتضنتهم في ذهول وحسرة، ثم اصطحبتهم إلى بيت والدها، لتجد أطفال شقيقتها الكبرى يصرخون من الخوف بعد أن علموا بوفاة جدهم وإصابة والدتهم.

“بتمنى يكون كابوس وأصحى منه. مش قادرة أصدق إن أبويا مات والسند راح، وكمان أختي بين الحياة والموت، وصديقة عمري ماتت. الستات اللي ماتوا كلهم غلابة، كانوا بيشتغلوا عشان يساعدوا أسرهم، مين هيساعد عيالهم بعدهم؟. ربنا يرحمهم والسواق اللي تسبب في موتهم كلهم يتحاسب. مش قادرة أنسى أخويا وهو بيطلب منه شبشب، وكان دا أعظم أمنياته.. إحنا ناس غلابة، دلوقتي مابقاش لنا حد”.

اقرأ أيضًا:

مصرع 6 أشخاص وإصابة 4 في حادث انقلاب ربع نقل بالشرقية

حادثة مأساوية تنهي حياة بسيطة.. والدة “رنا” بائعة الفطير: “كانت جبل وشايلة حمل كبير”

فاجعة كفور نجم.. أم فقدت ابنتيها وشقيقتها في حادث الشرقية: “راحوا وسابولي كوم عيال”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى