جزيرة راب الكرواتية.. متعة التجول في أحضان الطبيعة من أندريا
04:00 ص
الجمعة 16 يونيو 2023
د ب أ–
تحظى جزيرة راب الكرواتية بشهرة كبيرة وتعتبر من المقاصد السياحية الصيفية الرائعة في أوروبا؛ نظرا لوجود العديد من الشواطئ الرملية الناعمة والمناظر الطبيعية الخلابة والتاريخ العريق والكثير من مسارات التجول لمسافات طويلة.
وينطلق السياح على مسارات التجول، التي تمر فوق الأحجار وجذوع الأشجار، وتوفر أشجار الصنوبر الظل الوفير مع تصبب العرق من السياح أثناء السير، بينما ترسل الشمس أشعتها بقوة إلى الأرض، وتظهر علامات مسار التجول باللون الأحمر والأبيض على جذوع الأشجار.
وينعم السياح بعد ذلك بإطلالة واسعة من خلال أوراق الأشجار وفروعها، وتظهر أمامهم المناظر الطبيعية الخضراء للغابات المنتشرة على الساحل المنحدر نحو البحر الأدرياتيكي، وتمتاز جزيرة راب بهذه الغابات الوارفة. ويضم المشهد البديع لهذه الجزيرة اللون الأزرق للبحر الأدرياتيكي والسماء مع انتشار العديد من الجزر المجاورة مثل “كريس” و”لوسينج”.
أعلى منطقة في الجزيرة
ويمر مسار التجول لمسافات طويلة بجزيرة راب بين نباتات العرعر وأشجار البلوط حتى يصل إلى منطقة “كامينجاك”، والتي تعتبر أعلى منطقة في الجزيرة على ارتفاع 408 أمتار فوق مستوى سطح البحر، ويتسطح الغطاء النباتي على هذه الهضبة الجرداء المكونة من الحجر الجيري بسبب الرياح، التي تهب على الجزيرة من البر الرئيسي لكرواتيا.
ويتمكن السياح من هنا من مشاهدة البر الرئيسي لكرواتيا وكذلك قناة “فيليبيت”، التي تفصل البر الرئيسي عن عالم الجزيرة، ويضم المشهد أيضا جزيرة “جولي أوتوك” القاحلة، والتي كانت تضم سجنا سياسيا عندما كانت كرواتيا جزءا من يوغسلافيا.
وتعتبر جزيرة راب صغيرة نسبيا مقارنة بالجزر المجاورة لها مثل “كرك” و”كريس”، وتمتد على مسافة 22 كلم طول و11 كلم عرض، وتتيح للسياح إمكانية الانطلاق في جولات التجول لمسافات طويلة على مسارات بطول 88 كلم، ويصل طول المسارات المخصصة للدراجات حوالي 348 كلم.
شبه جزيرة “كاليفرونت”
وتعتبر شبه جزيرة “كاليفرونت” الواقعة في الشمال الغربي، من المقاصد الشهيرة لعشاق ركوب الدراجات الجبلية، وتمثل عاصمة الجزيرة، التي تحمل نفس الاسم راب نقطة الانطلاق لمثل هذه الجولات، وبدءا من هذه النقطة ينطلق السياح على طريق الكورنيش حتى المنطقة العميقة من الخليج، حيث تبرز النتوءات الصخرية وتظهر اليخوت باللون الأبيض الساطع على صفحة المياه الزرقاء.
وبعد صعود الطريق يسيطر الغطاء الأخضر على المشهد الطبيعي أثناء السير في غابة “دوندو”، والتي يتم استغلالها للحصول على المواد اللازمة لبناء السفن وأعمال النجارة وحطب التدفئة.
وتبدأ في هذه المنطقة جولة “كابو فرونتا”، والتي تمتد لمسافة 5ر22 كلم، وتمتاز بسهولتها على الرغم من تباين الارتفاعات حتى 363 مترا، ويمر السياح أثناء سيرهم على الدروب المغطاة بالحصى وقطع الأسفلت، وتفوح من حولهم رائحة الصنوبر والأعشاب المختلفة.
وإلى جانب الطبيعة الساحرة لجزيرة راب فإنه يتم الترويج لها أيضا من خلال شبكة من المباني التاريخية، والتي تم توثيقها وإتاحتها في إطار مشروع المسارات الأثرية في جزيرة راب.
وهناك بعض البقايا لكنيستي ماوروس وبولس، والتي تشجع السياح على الالتفافات القصيرة سيرا على الأقدام والدخول إلى الغابة، ومن أهم المواقع الأثرية على مسار التجول أطلال الكنيسة، التي تم تدشينها فوق خليج “مارا” تكريما لسانت مارا، وقد انشغل الفرنسيسكان بالتأمل هنا منذ قرون طويلة.
جولة بقوارب الكاياك
ويمكن للسياح استكشاف جزيرة راب من منظور مختلف عند الانطلاق بجولة بقوارب الكاياك. ويبدأ السياح في التجديف تدريجيا في المياه الصافية الرقراقة، وتنطلق الجولة بعيدا عن المباني، وبالكاد لا توجد أية منتجعات فندقية.
وتمر جولة الكاياك على الخلجان الشاعرية ويسمع السياح أصوات طيور النورس، وترفرف طيور الغاق بأجنحتها فوق الصخور، ويقود مرشد قوارب الكاياك السياح إلى أحد الشواطئ المهجورة، وأضاف قائلا: “لحسن الحظ لا يوجد أي نشاط صناعي على الجزيرة”، واستمتع المرشد السياحي بالاستراحة برفقة المجموعة السياحية المصاحبة له.
ويمكن للسياح الاستمتاع بالسباحة في الماء، ولكن يجب الانتباه إلى قناديل البحر وقنافذ البحر، ومن الأفضل ارتداء الأحذية المخصصة للسباحة. ويستمر السياح في التجول في المياه الصافية على الشواطئ بالقرب من شاطئ “باراديس” في منطقة “لوبار” مع إمكانية ممارسة العديد من الأنشطة في عاصمة جزيرة راب.
ويتطلب التنزه في المدينة تمتع السياح باللياقة البدنية، حيث يجب عليهم قطع مسافة كبيرة من الميناء ومرورا بالمتنزه وصعودا إلى الحي التاريخي، الذي يمتاز بالأزقة الضيقة وواجهات المباني المغطاة باللبلاب ونبات الجهنمية وأبراج الكنيسة الرباعية.
ويُسمح للسياح بتسلق برجين من أبراج الكنيسة؛ وهما برجا سانت ماريا وسانت يوهانس، ثم تمر الجولة فوق أسوار البلدة القديمة حتى الوصول إلى شرفة المراقبة، وكثيرا ما يتعرق السياح أثناء هذه الجولة، ويمكن استكشاف الكثير من المطاعم المريحة لتعويض ما يفقدونه من سوائل وسعرات حرارية أثناء الجولة.