اخبار الكويت

متخصصتان بأدب الطفل الأهل والمعلمون هم الوسيط الأول بين العالم المعقد ووعي الأطفال المتنامي

أكدت كاتبتان متخصصتان بأدب الطفل على الدور الحيوي الذي يلعبه الأهل والمعلمون في تبسيط العالم الكبير لعقول الأطفال، إذ يمثلون الوسيط الأول بين العالم المعقد ووعي الطفل النامي، وحين يقرؤون معه، يرسخون قيمة القصة كجسر للتواصل لا مجرد وسيلة للمعرفة.

جاء ذلك خلال ندوة فكرية بعنوان «تبسيط الأفكار الكبيرة» خلال فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ 16، تحدثت فيها الكاتبتان والباحثتان الأميركية ليندا بوث سويني المتخصصة في تبسيط المفاهيم المعقدة للأطفال واليافعين والحاصلة على العديد من الجوائز المرموقة، والروائية والقاصة الإماراتية فاطمة المزروعي، حيث أشرعتا النوافذ على العديد من الأسئلة الهامة حول كيفية تقديم المفاهيم الكبيرة المعقدة في قصص سلسة وبسيطة ومشوقة للأطفال، لإلهام عقولهم وتعزيز فضولهم نحو الفهم والتأمل.

أفكار كبيرة لقلب صغير

واستهلت فاطمة المزروعي حديثها بالتأكيد على أن كتابة الأفكار الكبيرة للأطفال تتطلب حسا سرديا عاليا، يوازن بين العمق والبساطة، ويخاطب وجدان الطفل لا عقله فقط، فقالت «الفكرة العميقة لا تقدم مباشرة، بل تغلف داخل قصة مشوقة وشخصيات قريبة من قلب الطفل، لأن الطفل لا يستقبل المعلومة المجردة، بل يتفاعل مع الموقف والمشهد والمفارقة»، وأوضحت أنها تحرص على أن تكون رسائلها مفتوحة على التأويل، كي يكتشفها الطفل تدريجيا وفقا لعمره ونضجه، مؤكدة على رفضها لفكرة التلقين.

ووصفت المزروعي المدرسة بـ «الحاضنة الثانية لخيال الطفل»، مؤكدة أن «المعلم الذي يربط القصة بالمفاهيم، ويجعل منها أداة للتفكير والنقاش، يمنح الطفل مفاتيح التعبير والتأمل».

فالطفل الذي يربى على القصة، ينمو باحثا لا عن المعلومة فقط، بل عن المعنى والروح وراءها.

الكاتب الطفل: رفيق رحلة

أما الكاتبة الأميركية ليندا سويني، الحاصلة على عدة جوائز عالمية والمتخصصة في التفكير المنظومي للأطفال، فقالت «الكاتب الجيد للطفل يجب أن يكون أولا باحثا فضوليا، لأنه بهذه الطريقة فقط يستطيع أن يمسك بجوهر الموضوع ويعيد صياغته بلغة يفهمها الطفل دون أن يفقد عمقه».

وأضافت أنها تكتب لفئات عمرية مختلفة، مع مراعاة الفهم والنضج العاطفي، ولكنها تحرص على وجود جسر خفي بين أعمالها، ليكبر القارئ مع قصصها، ويشعر أن أفكارها تنمو معه، وأوضحت «الكتابة للطفل ليست ترفيها فقط، بل مغامرة للدهشة، وتعبير عن الذات، وبحث عن المعنى وسط فوضى العالم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى