«ريا وسكينة» جاسوستان تخدعان عساكر الاحتلال الإنجليزي
انطلقت عملية تصوير فيلم عن قصة ريا وسكينة برؤية تخرج بهما عن قالب الإجرام التقليدي في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، في 15 أغسطس الجاري، بعد شراء حقوق القصة والسيناريو والحوار من المؤلف سعد الهواري، بحسب تأكيدات المخرج الكويتي سامح العبدلله، طبقاً لبيان صحافي.
وتجيء النسخة الجديدة من القصة السكندرية المعروفة، التي تحمل اسم «براءة ريا وسكينة»، لتمثل حال اكتمالها، بعد فترة من الجدل، العمل الفني رقم 13 حول قصة الإجرام الشهيرة، منذ إنتاج أول عمل عن الجريمة التي قامت فيها سيدتان بقتل أعداد من نساء الإسكندرية، وهي مسرحية لنجيب الريحاني وبديعة مصابني، تلاها ظهور أول فيلم عن الجريمة عام 1953، الذي كتب السيناريو الخاص به الأديب المصري الكبير، الحائز جائزة نوبل في الآداب، نجيب محفوظ، وأخرجه صلاح أبوسيف، ومثل فيه أنور وجدي وفريد شوقي ونجمة إبراهيم، لتتواصل الأعمال الفنية بعد ذلك، وأبرزها المسرحية التي حملت الاسم نفسه لشادية وسهير البابلي، والتي أخرجها حسين كمال. ويقدم العمل الجديد قصة السفاحتين اللتين تخصصتا في اختطاف وقتل النساء عن واقعة حقيقية في العشرينات، بوصفهما «فدائيتين تتجسسان على جنود الاحتلال الإنجليزي»، وتقوم بدورهما سلمى غريب وشيما نصار، تتجسسان عليهم لمصلحة حزب الوفد المصري، الذي كان وقتها يقود الحركة الوطنية، وتحصلان منه على أسرار يمنحها الثنائي لمحمد خفاجي، الذي يمنحها لأحمد ماهر صديق النقراشي، الذي اتهم بدوره بقتل الإنجليز، ليقوم ماهر والنقراشي لاحقاً بالتحريض على ثورة 1919. كما يشارك في الفيلم بيومي قنديل، ويخرجه سامح كمال.
وكانت أزمة حول حقيقة قصة «ريا وسكينة» الفعلية قد تفجرت في عام 2016، بعد إعلان الكاتب أحمد عاشور أن لديه وثائق تثبت أن ريا وسكينة مناضلتان وطنيتان، حيث تصدى له مؤرخ الجريمة محمد عبدالوهاب، والكاتب الصحافي الراحل صاحب كتاب «رجال ريا وسكينة سيرة سياسية واجتماعية»، والذي قام بتحقيق استقصائي عنهما، حيث أكد الأول تحديه لوجود «أدلة تثبت علاقتهما بالحركة الوطنية المصرية»، بينما دعا الأخير السينمائيين إلى «ترسيم الخط بين الدراما والتاريخ»، بحسب ندوة غطتها صحف مصرية، و«الإمارات اليوم»، وقتذاك.
الطريف أن صلاح عيسى، الذي عرف بكتاباته السياسية، حقق بالمصادفة قصة ريا وسكينة، حيث كان وقتها بصدد تجهيز كتاب سياسي بعيد تماماً عن قصة ثنائي الإجرام الشهير، فذهب يبحث عن وثائق للكتاب في إحدى المكتبات، وانتظر تصويرها بالميكروفيلم، وأثناء ذلك انشغل بقراءة ورقة عن محامٍ يدعى أحمد المدني، له ميول سياسية لها علاقة بكتابه، فوجد ضمن سجله أنه دافع عن ريا وسكينة، فانخرط في كتابة قصتهما، دون أن يكون هذا مقصده الأساسي، بحسب ما ذكر في الكتاب.
في السياق ذاته، قال مخرج الفيلم سامح كمال، إن العمل رغم جدية فكرته إلا أن أحداثه تدور في قالب كوميدية بفرضية الاحتمالات، لأن منطقة تحول سفاحات لمناضلات شائكة وخطرة، لذا فالتناول للقصة جديد تماماً.
• أول عمل فني عن الشقيقتين ريا وسكينة كان مسرحية لنجيب الريحاني وبديعة مصابني.