ضربات إسرائيلية جديدة على غزة بعد دعوة الدول الوسيطة لوقف إط
03:48 م
الأحد 02 يونيو 2024
غزة – (أ ف ب)
استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة الأحد، بما في ذلك مدينة رفح، غداة دعوة الوسطاء الدوليين إسرائيل وحركة حماس إلى “إبرام” اتفاق على وقف إطلاق النار، بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب.
وقالت الدول الثلاث، قطر والولايات المتحدة ومصر، في بيان مشترك مساء السبت، إنّها دعت بصفتها وسيطة في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، “كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن… والتي تجمع مطالب جميع الأطراف”.
ميدانياً، استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح الواقعة في جنوب القطاع المحاصر، بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محوراً للحرب الدائرة بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفّذته حماس على الأراضي الإسرائيلية.
كذلك، استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالاً حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلاً في حيّ الدرج.
وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّما البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفقاً لشهود.
من جهته، أفاد الجيش عن عمليات “محدّدة الأهداف” في رفح وفي وسط غزة. وقال إنّه استهدف “30 هدفاً إرهابياً، بما في ذلك مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة”.
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار في هذه الحرب التي أودت بحياة 36439 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس، إلّا أنّ حدّة الأعمال العدائية لم تتراجع.
وكانت إسرائيل تعهّدت القضاء على حركة حماس بعد الهجوم الذي نفّذته على أراضيها والذي أسفر عن مقتل 1189 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ضغوط على نتنياهو
وكان بايدن أعلن الجمعة خريطة طريق اقترحتها إسرائيل تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، على مراحل ووفق شروط، مطالباً حركة حماس بالقبول بها.
وأوضح الرئيس الأميركي أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن “وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين”.
وبحسب بايدن، سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية من هذه الخطة خلال وقف إطلاق النار. وأشار إلى أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار “المؤقت… دائماً… في حال وفت حماس بالتزاماتها”. وتتضمن المرحلة التالية انسحاب الجيش من غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الأحياء.
غير أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد السبت أنّ “شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل”، مشدّداً على ضرورة “القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى الحكم، تحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل”.
وفيما يتعرّض نتانياهو لضغوط في الداخل من أجل إطلاق سراح الرهائن، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش السبت، بالانسحاب من حكومته الائتلافية إذا مضى قدماً في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.
في المقابل، حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي على دعم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس إسحق هرتسوغ لإبرام اتفاق.
وقال هرتسوغ “قلت لرئيس الحكومة إنّني أقدّم له، وللحكومة، دعمي الكامل بهدف التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى طلاق سراح الرهائن… ويحفظ المصالح الأمنية للدولة”.
وجاء ذلك فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بالمضي قدماً في المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي، في ظل مخاوف من أن يتبرّأ نتانياهو منه.
اجتماع في مصر
من جهتها، اكتفت حركة حماس بالقول إنّها “تنظر بإيجابية” إلى المقترح الإسرائيلي الأخير. كما كرّرت التأكيد على مطالبها الأساسية، بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل، قبل أيّ اتفاق، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
وكانت حماس سيطرت على السلطة في غزة في العام 2007، بعد عامين على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع الفلسطيني الذي احتلّه لمدّة 38 عاماً. وتصنّف الحركة بأنّها إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورغم اعتراض المجتمع الدولي وإعرابه عن القلق بشأن المدنيين في رفح، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على المدينة الحدودية مع مصر في السابع أيار/مايو، قائلاً إنّه يسعى إلى تدمير آخر معاقل حماس في القطاع.
وتقدّمت القوات الإسرائيلية باتجاه وسط المدينة، فيما نزح حوالى مليون شخص منها إلى منطقة المواصي الساحلية التي تصنّفها إسرائيل على أنّها “منطقة إنسانية” لاستقبال النازحين.
غير أنّ الأمم المتحدة تؤكد أنّه لم يعد هناك مكان آمن في القطاع الذي نزحت غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وممّا يزيد من مستوى الكارثة الإنسانية، إغلاق معبر رفح أمام دخول المساعدات الدولية منذ سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي عليه من الجانب الفلسطيني في السابع من مايو.
وفي هذا السياق، أفادت قناة القاهرة الإخبارية المقرّبة من المخابرات المصرية السبت، بأنّ مصر تستضيف اجتماعاً الأحد مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في إعادة فتح المعبر مع غزة.
ونقلت القناة عن “مسؤول رفيع المستوى” قوله إن القاهرة متمسّكة بمطلب “الانسحاب الإسرائيلي الكامل” من معبر رفح والذي يعد منفذاً رئيسياً للمساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي دمّرته الحرب.