اخبار الامارات

بايدن مطالب بإخبار الطلاب بأهدافه حال فوزه بولاية ثانية      

قبل إلقاء الرئيس جو بايدن خطاب التخرج في كلية مورهاوس الأحد الماضي، دعاني المدير التنفيذي لرابطة خريجي الكلية، مايكل ليفيسك، لقيادة مناقشة بأسلوب قاعة المدينة مع الطلاب الحاليين وأعضاء هيئة التدريس والخريجين وأعضاء مجلس الأمناء. وقبل يومين من لقاء مستشار البيت الأبيض ستيف بنجامين مع الطلاب، عدت إلى جامعتي لأستمع مباشرة من شرائح مختلفة من «عائلة مورهاوس» حول أولوياتهم واهتماماتهم وتوقعاتهم.

كانت المحادثة غير رسمية، لكن يمكنني القول إن الطلاب كانوا قلقين بشأن الحرب في غزة، وكذلك الحاجة إلى مكافحة معاداة السامية. لقد كانوا واعين للتاريخ ويرغبون في قول الحقيقة للسلطة مع الحفاظ على تقاليد الكلية. كما أنهم لا يعرفون الكثير عن خلفية بايدن أو مسيرته المهنية في الكونغرس، وبالنظر إلى أن خلفية الرئيس تقع في قلب جاذبيته السياسية، فإن السؤال الذي يدور في أذهان الطلبة: كيف يمكنهم أن يثقوا برجل لا يعرفونه؟

قبل أن يخبرهم بما فعله في السنوات الأربع الماضية، كان من المفترض أن يبدأ بايدن خطابه بإخبار هؤلاء الشباب ماذا يريد أن يفعل إذا فاز بولاية ثانية، ومن السهل أن نفترض أن مسيرة بايدن السياسية الممتدة لعقود من الزمن تجعل منه شخصية معروفة، لكن هؤلاء الناخبين الشباب لم يعيشوا سوى عقدين من الزمن وربما بدأ اهتمامهم بالشؤون السياسية قبل بضع سنوات فقط.

وللتعمق أكثر، طلبت من ليفيسك أن يجمع مجموعة أخرى من الطلاب معاً لجلسة تركيز غير رسمية، ولكن مسجلة، كان الشباب السبعة الذين انضموا إلي على تطبيق «زووم» مجرد عينة صغيرة، لكنهم شكلوا شريحة واسعة من الكلية حسب العمر ومنطقة الأصل.

وكانت نتيجة الجلسة هي أن الطلاب يحصلون على معلوماتهم بطرق مختلفة تماماً عن آبائهم، إنهم يستقون الأخبار من «تيك توك» و«إنستغرام» و«آبل نيوز»، ويستشهدون بصحيفة الغارديان وول ستريت جورنال ويو إس توداي كمصادر إخبارية، ثلاثة منهم فقط يشاهدون الأخبار على شاشة التلفزيون ولم يقرأ أي منهم الصحف الفعلية.

لم يعرف سوى طالب واحد القصة المأساوية لوفاة زوجة بايدن الأولى في حادث سيارة مع ابنته البالغة من العمر سنة واحدة، وكانوا أكثر دراية بوفاة ابنه بو بايدن بسرطان الدماغ في عام 2015، ولكن بالكاد.

ويعتقد أربعة من كل سبعة طلاب أن الرئيس ينتمي إلى عائلة ثرية. لم يعرفوا شيئاً عن علاقاته بمدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وفوجئوا عندما اكتشفوا أنه كان من بين أفقر أعضاء الكونغرس قبل أن يصبح نائباً للرئيس. كان هؤلاء الطلاب يعرفون القليل عن الأجزاء الأكثر دفئاً في قصة بايدن ما قبل الرئاسة، لكنهم كانوا يعرفون الكثير عن الجوانب الأكثر إزعاجاً، يبدو أن الخوارزميات عبر الإنترنت لاتزال تقدم أخباراً سلبية عن الحملة الرئاسية لعام 2020 وهي تحقق نجاحاً كبيراً.

وكانوا على دراية بعمل الرئيس بشأن مشروع قانون الجريمة لعام 1994 وتأثيره على السجن الجماعي، ومع ذلك، لم يكن أحد يعلم أن مشروع القانون يتضمن قانون مكافحة العنف ضد المرأة والحظر الفيدرالي للأسلحة الهجومية، ولم يعرفوا الكثير عن خلفية نائبة الرئيس كامالا هاريس (باستثناء مبتدئة من أوكلاند، حيث تنتمي)، ومع ذلك، فقد أطلقوا عليها اسم «الشرطية العليا» وأشاروا إلى سجلها القضائي بصفتها المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو.

فهل يعتبر هذا مؤشراً على ظاهرة أوسع؟ يقول خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي الشهير والرئيس التنفيذي لشركة أبحاث الرأي العام، تيرانس وودبيري، إنه يرى أدلة على الظاهرة نفسها، ويقول إنه: في غياب سيرهما الذاتية، لا يعرف الكثير من الشباب سوى المعلومات السلبية التي يتم تقديمها لهم عن الرئيس ونائب الرئيس، ويضيف وودبيري: وهذا ما يعطي سياقاً لفتراتهما في المنصب، ويختتم بقوله: علينا أن نعطيهم سياقاً إيجابياً حول هوية بايدن وهاريس، وما الذي يناضلان من أجله.

يُعد هذا النوع من السيرة الذاتية أمراً صعباً في عالم يحصل فيه الناخبون غالباً على معلوماتهم من مقاطع الفيديو القصيرة والميمات، وبالتالي فإن خطاباً مثل ذلك الذي ألقاه مورهاوس يوفر فرصة حاسمة لبايدن، وعلى الرغم من المخاوف بشأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها ضد حماس، فإن الطلاب الذين تحدثت إليهم لم يكونوا من المتشددين الأيديولوجيين، وسوف يظلون مهتمين بما قد يقوله الرئيس، ويجب على بايدن استغلال هذه المناسبة للاستفادة في حياته قبل رئاسته.

إن إضافة السيرة الذاتية هذه وإظهار حقيقة الرجل من الجانب الحياتي، وليس السياسي فقط يمكن أن تضمن لبايدن بناء بعض الثقة، قد لا تؤثر قصته على الجميع، لكنها البداية خصوصاً مع الشباب الأميركيين. ويجب على الرئيس أن يجعل هؤلاء الطلاب يعرفون أنه ليس أهون الشرين فحسب، لأنه ليس شريراً، بل لأنه يفعل الكثير من أجل الناس في هذا البلد، ويفعل ذلك انطلاقاً من هويته وما يؤمن به كأميركي، فإذا ما منحوه فرصة، فقد يمنحهم شيئاً لا يتوقعونه – شيئاً يؤمنون به.

• يعتقد أربعة من كل سبعة طلاب أن الرئيس ينتمي إلى عائلة ثرية. لم يعرفوا شيئاً عن علاقاته بمدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وفوجئوا عندما اكتشفوا أنه كان من بين أفقر أعضاء الكونغرس قبل أن يصبح نائباً للرئيس.

• الطلاب كانوا قلقين بشأن الحرب في غزة، وكذلك الحاجة إلى مكافحة معاداة السامية. لقد كانوا واعين للتاريخ ويرغبون في قول الحقيقة للسلطة مع الحفاظ على تقاليد الكلية.

جمال سيمونز – مستشار اتصالات سياسي ينتمي للحزب الديمقراطي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى