خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2023 دخل نحو 43 ألف مهاجر الشواطئ الإسبانية. ووصل معظمهم إلى جزر الكناري، في قوارب صغيرة، وهذا الرقم يتجاوز بكثير الرقم الذي وصل إلى المملكة المتحدة، التي وصل إلى شواطئها نحو 27 ألف مهاجر في الفترة ذاتها. ويبدو التباين أكثر وضوحاً بالنظر إلى أن سكان إسبانيا يبلغ تعدادهم نحو 48 مليوناً، في حين أن سكان المملكة المتحدة 68 مليوناً. وغالباً ما يكون الأشخاص الذين يصلون بالقوارب الصغيرة أقلية مقارنة بالأعداد الأخرى من المهاجرين، وليسوا بالضرورة هم الذين يقيمون في إسبانيا. وفي الحقيقة، فإن نحو 15% من السكان الإسبان مولودون في الخارج، كما أن تعداد السكان يتزايد في الواقع بسبب موجات المهاجرين الجدد، ومعظمهم من كولومبيا والمغرب وفنزويلا. ومع ذلك، فإن إسبانيا لم تشهد المستوى ذاته من الغضب والخطاب المناهض للمهاجرين الذي شهدناه في المملكة المتحدة، إذ إن السياسيين من جميع الأطياف السياسية، كذلك الصحافيون أيضاً يؤيدون الشعار الذي مفاده «أوقفوا القوارب» كطريقة غير رسمية للحديث عن الأشخاص اليائسين الذين يحاولون الهجرة. وبخلاف المملكة المتحدة، لا يتم الإبلاغ عن أرقام الهجرة الصافية في إسبانيا عادةً على أنها سلبية، ولكن كمصدر ترحيب للنمو في بلد يعاني شيخوخة السكان. ولم تتحول الهجرة إلى قضية مركزية في المناقشة السياسية في إسبانيا، كما أن خطاب «الغزو» المسلح هامشي، ويستخدمه في المقام الأول حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي يتمتع بسلطة محدودة للغاية، حيث حصل على 12% من الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة.
عن «الغارديان»
