اخبار الامارات

الديمقراطيون ينتظرون إدانة ترامب كي يتفوق عليه بايدن

الجملة التي اعتاد الديمقراطيون تكرارها عندما يرون استطلاعات الرأي تضع الرئيس جو بايدن خلف الرئيس السابق دونالد ترامب، مفادها «فقط انتظروا حتى إدانة ترامب»، ولكن بايدن لا يحظى بالشعبية، منذ فترة بعيدة، وأصبحت وجهات النظر حول أدائه الوظيفي سلبية بشكل متزايد. ولكن إذا أدين ترامب من قبل هيئة محلفين في مانهاتن، أو جنوب فلوريدا، أو أتلانتا، أو واشنطن قبل يوم الانتخابات، سيكون لذلك تأثير كبير على السباق الانتخابي، كما يقولون.

ربما يكون هذا الرأي خطأً، إذ تشير الأدلة حتى الآن إلى أن التغيير في السباق الانتخابي بسيط، عبارة عن بضع نقاط فقط، ولكن هذا يمكن أن يكون مهماً في انتخابات أخرى متقاربة، ولكن ليس إلى حد انهيار ترامب، كما يأمل الديمقراطيون، أو ربما ما يحتاجه بايدن إذا لم تتحسن أرقامه.

مخاطر قانونية

وتبدو المخاطر القانونية التي يواجهها ترامب غير مسبوقة، والشعور بأن الإدانة الجنائية يمكن أن تكون جرحاً قاتلاً لترشيحه الذي يحركه في الأغلب الحدس السياسي في الوقت الحالي، لكننا بدأنا في الحصول على المزيد من البيانات حول كيفية تأثير الإدانة على فرص ترامب في هزيمة بايدن، وذلك بفضل منظمي استطلاعات الرأي، الذين سألوا الناخبين عما سيفعلونه إذا وجدت هيئة المحلفين أن ترامب مذنب.

ولو أخذنا استطلاع صحيفة «وول ستريت»، الذي أجري الأسبوع الماضي، فقد كان ترامب يتقدم على بايدن بأربع نقاط مئوية في المواجهة المباشرة، أي 47% مقابل 43%. وتغيرت النتيجة على نحو بسيط، حيث تقدم بايدن بنقطة واحدة، بين المشاركين في الاستطلاع، الذين سُئلوا ما الذي يمكن أن يفعلوه إذا تمت إدانة ترامب في واحدة من التهمتين الفيدراليتين، إما لحيازة وثائق سرية أو التآمر للإطاحة بنتائج انتخابات عام 2020؟

وبما أن نحو نصف المشاركين فقط سُئلوا عن إدانة افتراضية لترامب، فإن النتيجتين غير قابلتين للمقارنة بشكل مباشر. لكنهم يشيرون إلى أن حدوث تأرجح كبير ضد ترامب أمر غير مرجح. وبالنظر إلى أن الهوامش صغيرة، لا يمكن للديمقراطيين الاعتماد على تأرجح صغير بنقطة واحدة فقط في حالة سيناريو إدانة ترامب الافتراضي، لقلب نتيجة السباق.

وهذه النتيجة إذا تمت إدانة ترامب قبل الانتخابات. وعلى الرغم من أن تقويم ترامب لعام 2024 مليء بالمحاكمات المقررة في تواريخ محددة في جميع أنحاء الساحل الشرقي، إلا أنه ليس هناك ما يضمن عدم تأجيل هذه القضايا إلى ما بعد يوم الانتخابات.

ولن تكون التكهنات بنتيجة انتخابات 2024 هي المرة الأولى التي أدت فيها تصرفات ترامب المثيرة للجدل إلى جعل النقاد يرفضون توقعاته الانتخابية قبل الأوان. وسواء كان ذلك الكشف في أكتوبر 2016 عن فضيحة ترامب المتعلقة بشريط البرنامج التلفزيوني المعروف باسم «الوصول إلى هوليوود»، أو التنبؤات بأن الحزب الجمهوري يمكن ألا يرشح ترامب في أعقاب هزيمته عام 2020، وأعمال الشغب في السادس من يناير 2021 في مبنى الكونغرس.

صحيح أن أرقام استطلاعات الرأي لترامب تراجعت، بصورة مؤقتة، ولكنها تحسنت في الوقت المناسب كي يهزم منافسته هيلاري كلينتون، بعد أقل من شهر على ظهور شريط فضيحة ترامب (شريط الوصول إلى هوليوود).

قد يكون للإدانة الجنائية تأثير مماثل، ففي استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، بالتعاون مع كلية «سيينا»، الشهر الماضي، جرى طرح الأسئلة على الناخبين المحتملين في ست ولايات متأرجحة فاز بها بايدن، عما سيفعلونه إذا أُدين ترامب وحكم عليه بالسجن، لكنه لايزال المرشح الجمهوري؟

وقال معظمهم إنهم ينوون التصويت لبايدن في ظل هذه الظروف. ومن المحتمل أن يكون هذا كافياً لترجيح كفة السباق لمصلحة المرشح الديمقراطي الحالي، لكنه غير مضمون، خصوصاً مع تراجع شعبية بايدن بالفعل.

دفعة متواضعة

وجاء معظم هذا التحول المكون من خمس نقاط من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، أو فضلوا مرشحاً آخر في المنافسة الأولية بين بايدن وترامب. وتشير الجداول التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الناخبين الشباب والمستقلين الذين لم يختاروا بايدن من قبل، كان احتمال انتخابهم لبايدن أكبر ترجيحاً إذا أدين ترامب.

وبالمثل، وجدت استطلاعات رأي أخرى أن الابتعاد عن ترامب في حال إدانة جنائية يمكن أن يوفر دفعة لبايدن هو بحاجة ماسة لها، ولكنها دفعة متواضعة فقط. وطُلب من نصف المشاركين في استطلاع للرأي أجرته جامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي هذا الشهر أن يفكروا في وجود منافسة مباشرة بين بايدن وترامب وروبرت إف. كينيدي جونيور، وتقدم ترامب بفارق 19 نقطة.

أما النصف الآخر فقد سُئلوا لمن سيصوتون إذا تمت إدانة ترامب بإحدى التهم الموجهة إليه؟ وعندها تقلص تقدم ترامب بـ13 نقطة، على الرغم من أن معظم الذين أحجموا عن التصويت لترامب أعطوا أصواتهم لكينيدي، ومرشح آخر لم يذكر اسمه.

وحتى الاستطلاعات التي أجرتها أحزاب ذات مصلحة ذاتية، فإنها تظهر أنه في حال إدانة ترامب سيكون تأثير ذلك طفيفاً على الانتخابات. ونشرت جهات أخرى عدة استطلاعات الرأي في سبتمبر الماضي، وكانت نتيجتها أن بايدن متقدم على ترامب في الاقتراع الأول.

وكانت الاستطلاعات الرأي هذه صارمة في تحديد أي تراجع يمكن أن يحصل لترامب في حال إدانته، ولكن النتائج وجدت أن بايدن سيتقدم من نقطتين إلى ست في حالة إدانة ترامب.

وثمة استطلاعات للرأي قليلة، تشير إلى أن إدانة ترامب يمكن أن تكون أكثر أهمية، لكنها في الغالب تتجاهل الاستقطاب بين الناخبين. وفي استطلاع أجرته رويترز/إبسوس هذا الشهر، قال 64% من الأميركيين إنهم سيوافقون إلى حد ما على العبارة القائلة بأن ترامب «لا ينبغي أن يترشح للرئاسة»، إذا أدين بارتكاب جريمة. لكن القول بأنه لا ينبغي له الترشح هو أمر بعيد كل البعد عن القول بأنهم لن يصوتوا له، مع وجود عدد محدود فقط من الخيارات في بطاقة الاقتراع.

وأجرت مجلة «بوليتيكو» استطلاعاً خاصاً بها مع شركة إبسوس، في أغسطس الماضي. وقال ثلث المشاركين فيه تقريباً أو 32% منهم إن إدانة ترامب ستقلل من احتمال التصويت له، وهي نسبة بعيدة تماماً عن الإجماع.

وفي الأيام الأولى لتوجيه تهمة الأموال السرية ضد ترامب، أجريت استطلاعات عدة، سألت الأميركيين عما إذا كانوا يريدون ترامب رئيساً للبلاد من جديد، فقال 34% منهم إنهم يريدونه، وانخفضت هذه النسبة إلى 27% إذا تمت إدانته.

ولا يرغب معظم الأميركيين في عودة ترامب ولا بايدن إلى البيت الأبيض، ولكن إذا كانت انتخابات 2024 عبارة عن إعادة لانتخابات 2020، فستكون المنافسة بين مرشحين لا تريدهما البلاد، ويبدو أن الناخبين يأخذون في الحسبان مشكلات ترامب القانونية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الرغم من أن تقويم ترامب لعام 2024 مليء بالمحاكمات المقررة في تواريخ محددة في جميع أنحاء الساحل الشرقي، إلا أنه ليس هناك ما يضمن عدم تأجيل هذه القضايا إلى ما بعد يوم الانتخابات.

الاستطلاعات التي أجرتها أحزاب ذات مصلحة ذاتية تظهر أنه في حال إدانة ترامب سيكون تأثير ذلك طفيفاً على الانتخابات.

عن «بوليتيكو»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى