اخبار الامارات

مدينة كيل الألمانية الأكثر إبداعاً في التخلص من النفايات

عندما يتعلق الأمر بإعادة التدوير، فقد تفوقت مدينة كيل الألمانية على جميع المدن العالم في هذا المجال، فخلافاً لحظرها العناصر ذات الاستخدام لمرة واحدة، تخطط هذه المدينة للاستفادة مما يتبقى من أطعمة، كما استغلت الشعر الناتج عن الحلاقة وتحويله إلى نسيج لفصل الزيوت من الماء. وتقدم منحة تشجيعية بقيمة 200 يورو لكل أم تشتري حفاضات من القماش لطفلها بدلاً من الحفاضات التي تستخدم لمرة واحدة. وفي أكبر مهرجان في المدينة العام الماضي، تخلص المنظمون من أدوات المائدة ذات الاستخدام للمرة الواحدة واستبدلوها بأوانٍ متعددة الاستخدام.

وتشتهر ألمانيا بكونها رائدة على مستوى العالم في مجال إعادة التدوير – إلا أن مدينة كيل تتميز ببعض الخطط الأكثر إبداعا وقابلية للتنفيذ في البلاد للتعامل مع النفايات. وهي أول مدينة ألمانية تصل إلى «صفر نفايات» بشهادة مجموعة الحملة البيئية «صفر نفايات أوروبا».

وتقول السياسية بحزب الخضر، بيتينا أوست، التي تم انتخابها رئيسة لمجلس مدينة كيل في يونيو الماضي: «إنها خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح»، وتضيف «عليك أن تستمر في التفكير أكثر، وألا تقف في مكانك ساكناً».

ويقول مدير شركة أيه بي كي لإدارة النفايات في مدينة كيل، دينو كلوسن، إن اتجاهات الاستهلاك في البلاد يمكن رؤيتها في صناديق القمامة الخاصة بها. حيث إن صناديق إعادة تدوير الورق التي كانت مملوءة بالصحف أسهمت الآن في إنتاج الورق المقوى المستخدم في طرود التسليم. ويضيف: «لقد انخفض حجم النفايات الورقية، لكن التسوّق عبر الإنترنت وما يشتمل عليه من أكياس تسوق يفاقم المشكلة من جديد».

وتستكشف مدن مثل كيل، المملوءة بالنفايات، طرقاً للتقليل من النفايات وإعادة تدوير المزيد مما يتمخض عن مصانعها من نفايات. وأعلن مجلس المدينة عن مشاريع تراوح بين حظر المواد ذات الاستخدام للمرة الواحدة في المؤسسات العامة، وتركيب المزيد من نوافير الشرب العامة للتقليل من استخدام القوارير البلاستيكية، وتعليم أطفال المدارس كل ما يتعلق بالنفايات. كما تشجع الناس على إجراء تغييرات بسيطة على سلوكهم مثل استخدام قطع الصابون الصلبة بدلاً من شراء الزجاجات البلاستيكية المعبأة بالصابون.

هناك مقترحات أخرى أكثر منهجية، حيث تقوم المدينة بدراسة فرض رسوم على الأشخاص الذين يلقون القمامة في سلة النفايات غير المناسبة (حسب اللوائح ينبغي أن يتم إلقاء القمامة في الحاوية المناسبة حسب نوعها). وكشف تقرير صادر عن وكالة البيئة الأوروبية العام الماضي، أن نحو 30% من ألمانيا مشمولة بمثل هذا المخطط، على الرغم من أن المناطق التي تم تغطيتها شهدت انخفاضاً متوسطاً في مخالفات النفايات بنسبة 25%.

وعلى الرغم من أن جهود خفض النفايات مثل الجهود التي تبذلها كيل تعتبر جديدة إلى حد ما في ألمانيا، إلا أن إعادة التدوير متجذرة بقوة في ثقافة البلاد. في عام 2021، جمع الألمان أكثر من ثلثي النفايات الصلبة لإعادة استخدامها – أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا. وأحرقوا أغلب ما تبقى منها للحصول على الطاقة، وألقوا 1% فقط منها في مدافن النفايات (المتوسط في الاتحاد الأوروبي هو 16%).

ويقول مستشار النفايات لدى شركة بلاك فوريست سوليوشن في برلين، راجات هاندا، إن البنية التحتية الألمانية لفرز النفايات والثقافة المحيطة بها هي ما يجعل نظامها «قمة» في إدارة النفايات. وقال إنه لإعادة تدوير النفايات بشكل فعال أو حرقها للحصول على الطاقة «عليك أولاً فرزها جيداً، وإذا لم تقم بفصل نفاياتك من المصدر – أو إذا لم يتم فصلها من قبل الأشخاص الذين يجمعون القمامة الخاصة بك – فإن جميع خططك الفاخرة سوف تنهار.

وبمرور الوقت، اعتاد الألمان على فرز نفاياتهم، وهو ما أصبح مطلباً قانونياً منذ عام 2015، وأصبح أسهل من خلال مجموعة واسعة من الصناديق في الأماكن العامة والمجمعات السكنية. ويرفض جامعو النفايات أخذ الصناديق التي تم ملؤها بشكل غير صحيح ويتركون ملاحظات على الأكياس التي تحتوي على أشياء غير مناسبة.

عن «الغارديان»


646 كغم من النفايات ينتجها المواطن

لدى ألمانيا علاقة معقدة مع النفايات، فعلى الرغم من مكانتها كدولة رائدة على مستوى العالم في مجال إعادة التدوير، فإن أكبر اقتصاد في أوروبا يُعد أيضاً واحداً من أقذر اقتصاداتها. في عام 2021، أنتج المواطن الألماني العادي 646 كغم من النفايات، بينما أنتج المواطن الأوروبي العادي 530 كغم. ولم يتخلص الناس من كميات أكبر من النفايات إلا في أربع من دول الاتحاد الأوروبي؛ النمسا، ولوكسمبورغ، والدنمارك، وبلجيكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى