اخبار الكويت

مي النقيب المنتج الأدبي في الخليج شهد صعودا ملحوظا والكتاب طرحوا روايات وقصصا تعكس طموحاتهم وآمالهم

الشارقة – يوسف غانم

أجمع عدد من الروائيين الخليجيين على أن السرد في منطقة الخليج يركز بقوة على جماليات المكان بمختلف تطوراته التاريخية، وأن الإنتاج الأدبي الخليجي في تطور مستمر وملحوظ أسهم في حضوره عربيا بقوة، وأن هناك تجارب خليجية رائدة أسهمت بإنتاج روايات بلغات عالمية صدرت ثقافة وآداب المنطقة إلى مختلف بقاع الدنيا.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات السرد الخليجي»، استضاف خلالها معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، الكاتبة الكويتية د.مي النقيب والكاتب والمفكر البحريني د.حسن مدن، والروائية السعودية أمينة حبيب المضحي، وأدارها الكاتب وليد المرزوقي.

جماليات المكان

وحول المكان في السرد الخليجي، أكد د.حسن مدن أن السرد الخليجي اعتنى بجماليات المكان وتفاصيله وتضاريسه، وركز على كيفية تأثير المكان على سلوك المجتمعات والبشر المقيمين في هذه البيئات، سواء في مرحلة سابقة للنفط أو للتحولات اللاحقة في بنية هذه المدن، مع التوقف عند تضاريسها الاجتماعية.

وأوضح أن المتتبع للمشهد الإبداعي في دول الخليج العربي يلحظ أن السرد أتى لاحقا قياسا إلى الشعر، الذي كان العمود الفقري للذاكرة الأدبية الخليجية في الماضي وحتى العقد الأول من القرن العشرين، وهذا التحول نحو كتابة القصة لم يبدأ إلا في منتصف الخمسينيات.

وقال د.مدن ان السرد الخليجي حاضر بقوة في المشهد الروائي والثقافي العربي، ويشهد لذلك الجوائز التي تفوز وتتأهل لمراحلها الأخيرة روايات خليجية من دول المنطقة، وهذه الجوائز لفتت الأنظار إلى المبدع الخليجي، ولأعمال مهمة في منطقة الخليج العربي.

مراحل وسمات

من جهتها، قالت أمينة المضحي: يرى الباحثون أن الرواية السعودية مرت بأربع مراحل: مرحلة النشأة، التي تميزت بقلة الإنتاج، أما مرحلة التأسيس فكانت في 1959، بينما كانت مرحلة الانطلاق في الثمانينات، مع تطور الوضع الاقتصادي، وكان من سماتها صدور عدد أكبر من الروايات مع أسماء جديدة، وفي مرحلة التحولات في التسعينيات، ظهرت أسماء أكاديمية، إلا أن نقطة التحول كانت بعد 2001 مع ما عرف بـ «سونامي الرواية السعودية».

وأشارت إلى أن أمام الروائيين الشباب فرصة فريدة لتحديث قواعد اللعبة في عالم الرواية والسرد الأدبي، حيث تتسع أمامهم مجالات واسعة في أدب الجريمة، والتاريخ، والتراث، وغيرها، ويمكنهم استثمار هذه الفرصة بجلب شخصيات تاريخية لتعزيز قصصهم، ونرى تجارب كبيرة تمتاز بالغموض والعمق في التصوف والتاريخ والتراث، وهي وإن كانت تجارب شابة، إلا أنها تبدع في خلق أحداث تعتمد على التنوع لإنتاج أعمال فنية مبدعة، وفي هذا السياق، يظهر تأثير الآداب والثقافات العالمية والتقنيات الحديثة على الرواية الخليجية.

نزعة عالمية

أما د.مي النقيب فأشارت إلى أن المنتج الأدبي في منطقة الخليج العربي شهد صعودا ملحوظا ارتبط بعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية، كتحسن مستوى الدخل في دول الخليج، واستقبال الجاليات القادمة من أنحاء العالم، والتي أثرت في التنوع الثقافي واللغوي في المنطقة، واستطاع كتاب الخليج أن يطرحوا قصصا وروايات تعكس واقعهم وتحدياتهم وطموحاتهم، وأن يتفاعلوا مع القراء المتنوعين في المنطقة وخارجها.

وبينت د.النقيب أن القصص الخليجية ذات النزعة العالمية، التي تستعرض العلاقات الخليجية مع العالم، تلعب دورا حيويا بتعزيز الثقافة والسرد الخليجي على المستوى العالمي، حيث وجدت ذلك بوضوح من خلال تجاربها في الكتابة باللغة الإنجليزية، وفي عدد من الروايات الخليجية التي كتبت بلغات أخرى، حيث تساهم في نقل السرد والرواية الخليجية إلى ثقافات أخرى، مما يعزز التفاعل الثقافي والأدبي بين المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى