5000 متطوع يجهزون 20 ألف حزمة إغاثية جديدة لدعم الشعب الفلسطيني
تستمر المشاركة الفاعلة للمواطنين والمقيمين في الإمارات بحملة «تراحم من أجل غزة»، التي تشهد زخماً قوياً متواصلاً، بمشاركة كبيرة من كل فئات المجتمع، بالتوازي مع الجهود الرسمية في تجسيد قيم العطاء والتضامن الإنساني المتأصلة في الدولة.
وفي أسبوعها الثالث، شهدت الحملة مشاركة 5000 متطوع في فعاليات نظمت في «الاتحاد أرينا» في أبوظبي، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وفي «فيسيتفال أرينا» في دبي، بالتعاون مع دبي العطاء، وفي مركز البيت متوحد في الشارقة، بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة القلب الكبير.
وقام المتطوعون بتجهيز 20 ألف حزمة إغاثية، حيث جمعت الحملة هذا الأسبوع 450 طناً من المواد والمستلزمات الإغاثية.
وتشرف على الحملة وزارة الخارجية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، بالإضافة إلى منصات التطوع الوطنية. وعملت حملة «تراحم من أجل غزة» منذ انطلاقها على جمع 1250 طناً من مواد الإغاثة الغذائية والصحية والطبية، وتجهيز 58 ألف حزمة إغاثية، تنوّعت بين حزم الأطفال والأمهات والحزم الغذائية.
وتشكل الحملة امتداداً لجهود دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، والإسهام في رفع المعاناة عنه، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها عبر توفير الاحتياجات الأساسية، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً، لاسيما الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان قطاع غزة.
وتستمر المؤسسات الخيرية والإنسانية المعتمدة في الإمارات في استقبال التبرعات العينية والمالية ضمن الحملة، كما يمكن للراغبين في التطوع التسجيل للمشاركة فيها عبر المنصات التطوعية الرسمية.
وتفصيلاً، شهد مقر المرحلة الثالثة للحملة الإغاثية بمركز الاتحاد أرينا في أبوظبي، إقبالاً لافتاً من كبار المواطنين وأصحاب الهمم، إضافة إلى الأطفال الذين حرصت أسرهم على اصطحابهم للمشاركة في تجهيز سلال المساعدات منذ التاسعة صباحاً حتى ما بعد الواحدة ظهراً، فيما توافد عدد كبير من كبار المسؤولين على مقر الحملة التطوعية لمتابعة سير العمل، ومشاركة المتطوعين في تجهيز الطرود.
وبنهاية أعمال اليوم التطوعي، أعلن منظمو الحملة أن إجمالي عدد المتطوعين الذين تم تسجيلهم أمس، في أبوظبي، جاوز 3000 متطوع ومتطوعة من مواطنين ومقيمين، قاموا بإعداد وتجهيز ما يزيد على 10 آلاف طرد وسلّة من المواد الغذائية والإغاثية ومستلزمات الأطفال، تمهيداً لإرسالها للأشقاء في قطاع غزة.
وتأتي المرحلة الثالثة لحملة «تراحم من أجل غزة»، بعد النجاح الذي حققته الحملة في الفعاليتين الماضيتين بمشاركة أكثر من 10 آلاف و100 متطوع، قاموا بتجهيز 38 ألف سلة إغاثية، تنوعت بين السلال الغذائية والمخصصة للأطفال وللنساء والأمهات.
وأكد نائب الأمين العام للشؤون المحلية بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، راشد مبارك المنصوري، أن حملة تراحم من أجل غزة، تمكنت منذ انطلاقها في 15 أكتوبر الجاري حتى الآن، من إعداد وتجهيز 60 ألف طرد من المواد الغذائية والصحية والإغاثية، بجهود 17 ألفاً و800 متطوع ومتطوعة من مختلف إمارات الدولة، مشيداً بحجم التفاعل الشعبي الكبير الذي تحققه الحملة الإغاثية في أسبوعها الثالث.
وقال المنصوري، في تصريح صحافي: «مع تزايد الإقبال الجماهيري على الحملة، أود أن أُطمئن الملايين من أبناء الإمارات، مواطنين ومقيمين، بأن دولة الإمارات تمكنت من إدخال عشرات الأطنان من مساعدات حملة تراحم من أجل غزة إلى الأشقاء المتضررين في قطاع غزة، عبر الشحن الجوي من الدولة إلى مطار العريش، ثم منفذ رفح وقطاع غزة، بالتنسيق مع السلطات في جمهورية مصر العربية ومنظمة الأونروا».
وأضاف: «بالتواصل مع الجهات الإغاثية والمنظمات الطبية والصحية الموجودة داخل قطاع غزة، رصدنا نقصاً حاداً في المواد الصحية والدوائية والطبية، ووجود حاجة ملحّة وشديدة للمزيد منها لمصلحة الأشقاء المتضررين، ولذلك بدأنا على الفور العمل على منح الأولوية لتجهيز المستلزمات الطبية والصحية التي يحتاجها الأشقاء في غزة»، مشدداً على أن هذه المستلزمات تحتاج إلى المزيد من الدعم المادي من قبل المحسنين.
ودعا المنصوري المواطنين والمقيمين الراغبين في التبرع لحملة تراحم من أجل غزة، إلى التركيز على التبرعات المادية أكثر من العينية، خلال الفترة المقبلة، من أجل مساعدة الهيئة على شراء وتوفير المواد الطبية والدوائية المطلوبة للأشقاء الفلسطينيين، لافتاً إلى أن هناك حالة رضا وطمأنينة من حجم المواد الغذائية التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة من مختلف الدول والمؤسسات، بينما تبقى الإشكالية والتحدي في توفير المستلزمات الصحية والدوائية والمواد الطبية.
إلى ذلك، أفاد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية سلطان محمد الشامسي، بأن إجمالي الطرود الإغاثية التي تم جمعها أمس، في ثلاث إمارات، هي أبوظبي ودبي والشارقة، 20 ألف طرد، بما يزيد على 450 طناً من المساعدات الإغاثية، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة»، مؤكداً أن أكثر من 150 طناً من المساعدات الإماراتية تم إرسالها إلى غزة.
وقال الشامسي لـ«الإمارات اليوم»، خلال تفقده مركز إعداد الطرود الإغاثية لحملة «تراحم من أجل غزة» بقاعة فيستيفال أرينا بدبي، إن أكثر من 20 مؤسسة إنسانية، وأربع منصات تطوع عملت في ثلاث إمارات (أبوظبي، دبي، الشارقة)، بهدف إعداد 20 ألف سلة إغاثية لأهل غزة، ضمن الجهود التي تبذلها الإمارات للتخفيف من معاناة أهالي غزة.
وشهدت قاعة «فيستيفال أرينا» بدبي إقبالاً كبيراً من آلاف المتطوعين من مختلف الجنسيات، للمساعدة على إعداد الطرود الإغاثية من المواد الغذائية ومستلزمات النساء والأطفال، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة» التي أطلقتها الإمارات لدعم المنكوبين والمتضررين بالقطاع.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، ضرار بالهول الفلاسي، إن الإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين يعد نموذجاً مشرفاً للعمل الإنساني والمواطنة الصالحة، موجهاً الشكر لكل المشاركين الذين أقبلوا منذ الدقائق الأولى لبدء عملية إعداد الطرود الإغاثية.
وذكر رئيس العمليات في دبي العطاء، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد العالمية، عبد الله الشحي، أن أكثر من 3000 متطوع شاركوا في إعداد الطرود الإغاثية بدبي، مشيراً إلى أن دبي العطاء تشارك في إعداد وتجهيز آلاف الطرود الإغاثية لأهل عزة، وهي تحتوي على سلات غذائية، وأخرى تتضمن مستلزمات الأطفال والنساء.
وأكد أن الفعالية شهدت إقبالاً كبيراً منذ الساعة الأولى، التي حضرها أكثر من 500 متطوع، فيما توالت الأعداد في تزايد حتى بلغت آلاف المتطوعين، جميعهم شاركوا في إعداد أكثر من 5000 سلة إغاثية.
فيما شهدت قاعة «البيت متوحد» في الشارقة، إقبالاً كبيراً من المواطنين وأصحاب الهمم والسيدات، فضلاً عن الأطفال الذين حضروا رفقة ذويهم للمشاركة في تجهيز سلال المساعدات الإنسانية، بدءاً من الثامنة صباحاً حتى الثانية عصراً، فيما تم تقسيم المتطوعين إلى فريقين؛ الأول يبدأ من الثامنة حتى الـ11، والثاني من الـ11 حتى الثانية بعد الظهر.
وقامت الفرق التطوعية بتقسيم السلال الإغاثية إلى ثلاثة أنواع: الأولى تتضمن السلال الغذائية، والثانية مستلزمات المرأة، والثالثة خاصة بالأطفال، وتتضمن حليب الأطفال وغذاء الأطفال وكورن فليكس ومرضعة وفرشاة أسنان ومعجون أسنان وصابون وشامبو للأطفال وكريمات ومنشفة وحفاضات.
وقال المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، عبدالله سلطان بن خادم، إن حملة «تراحم من أجل غزة» انطلقت أمس، للأسبوع الثاني في إمارة الشارقة، بهدف تجهيز 5000 طرد إغاثي، بينها 3000 طرد مواد غذائية، و1000 طرد مواد للأطفال، و1000 طرد للنساء، مشيراً إلى أن الإقبال كبير من المتطوعين الذين رغبوا في الإسهام في تجهيز الطرود، سواء الأسبوع الماضي أو هذا الأسبوع، ووجودهم إن دل فإنما يدل على التكاتف والتعاضد الذي ورثناه عن الأب المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسياسة قائد السلم في العالم كله، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
وأضاف بن خادم لـ«الإمارات اليوم»: «الإمارات دولة عطاء، وليست دولة شعارات، وبالتكاتف الموجود بين مختلف عناصر المجتمع، من كبار وشباب ونساء وأطفال، تثبت دولة الإمارات أن الجميع واحد في دعم الأشقاء الفلسطينيين»، لافتاً إلى أنه تم إنجاز العمل كله خلال ثلاث ساعات فقط، وهي مدة أقل من المحددة.
من جانبها، قالت مديرة مركز الشارقة للعمل التطوعي، حصة الحمادي: «بتوجيهات قيادتنا تم إطلاق حملة تراحم من أجل غزة للمرة الثانية في إمارة الشارقة، بمشاركة كل فئات المجتمع، واليوم نحن متوحدون لدعم أهالي غزة، ونأمل من خلال الحملة خدمة أشقائنا في غزة المتضررين من الحرب».
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم»، أنه تم استقبال 1000 متطوع لتجهيز الحزم الإغاثية، المتمثلة في المواد الغذائية ومواد للأطفال والنساء، بإجمالي 5000 حزمة إغاثية تمهيداً لإرسالها إلى القطاع.
سلطان بن أحمد القاسمي يشارك في «تراحم من أجل غزة»
شارك سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، أمس، في الحملة الإماراتية لإغاثة المتضررين من الحرب في غزة «تراحم من أجل غزة»، التي أقيمت في قاعة البيت متوحد بالشارقة. واطلع سموه على الجهود الكبيرة التي يبذلها القائمون على الحملة والمتطوعون للإسهام في توفير حزم الإغاثة العاجلة للمتضررين من أطفال وأسر فلسطينية، تجسيداً لروح وقيم الخير ومشاعر الأخوة تجاه الأشقاء العرب، والتضامن الكبير مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
كما تعرف سمو نائب حاكم الشارقة إلى الآليات والإجراءات المتبعة في تعبئة الحزم الإغاثية التي تضم مجموعة متنوعة من الطرود الغذائية والصحية وطرود خاصة للنساء والأطفال، مطلعاً على طرق حفظها وتغليفها وتخزينها، لضمان وصول الشحنات للمتضررين من الحرب على غزة، بأفضل الحالات، ومشاركاً المتطوعين في القاعة بتعبئة السلة الغذائية وتغليفها، وموجهاً شكره الجزيل لكل من وجد لمد يد العون للأخوة في قطاع غزة.
العمل الإنساني وفعل الخير من الثوابت الوطنية
قال المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور حمد الشيباني، أن حملة «تراحم من أجل غزة» تأتي ضمن استراتيجية الدائرة ورؤيتها، التي تجسد بكل مبادراتها رؤية القيادة التي جعلت العمل الإنساني وفعل الخير ضمن ثوابتها الوطنية، لأنها تضع الإنسان في ذروة اهتماماتها. وأكد وقوف الدائرة بكل جهودها لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، وتخفيف آثار هذه الحرب، وتأمين الاحتياجات الإنسانية بكل أشكالها، لتجاوز هذه المحنة التي طالت الأطفال والنساء وكبار السن.
من جانبه، صرح الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء»، الدكتور طارق محمد القرق، بأن حملة «تراحم من أجل غزة» تعكس الرؤية الإنسانية لدولة الإمارات، في سعيها الدائم إلى مساعدة المحتاجين والمتضررين من الحروب، لأن العمل الإنساني في دولة الإمارات هو إرث أصيل، رسخه الآباء المؤسسون، وجعلته القيادة نهجاً يومياً، واستراتيجية ثابتة من أجل الإنسان. وأكد أن «دبي العطاء» تضع كل إمكاناتها من أجل نجاح هذه الحملة والوصول إلى أهدافها لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، وترسيخ قيم العمل الإنساني والتطوعي.
150 طناً من الطرود الإغاثية وصلت غزة
أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية سلطان محمد الشامسي، أن أكثر من 150 طناً من الطرود الإغاثية لحملة «تراحم من أجل غزة» وصلت بالفعل إلى أهالي القطاع المنكوبين، بالتعاون مع المنظمات الدولية، من ضمنها طائرة حملت 68 طناً من المواد الإغاثية وصلت مطار العريش، وتم إدخالها بالتعاون والتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي.
ولفت إلى أن الإمارات لديها مخزون استراتيجي كبير من المساعدات الإغاثية، يتم تخزينها ومن ثم شحنها أولاً بأول إلى مدينة العريش المصرية، تمهيداً للدخول إلى أهالي غزة.
ووجه الشامسي الشكر والتقدير إلى الأشقاء في الهلال الأحمر المصري، الذين قدموا جهداً كبيراً في تسهيل دخول المساعدات، فضلاً عن التنسيق والدعم المستمرين اللذين يقدمان على الدوام.
• 1250 طن مواد إغاثة، و58 ألف حزمة إغاثية، جمعتها حملة «تراحم من أجل غزة» منذ انطلاقها.
ضرار الفلاسي:
الإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين يعد نموذجاً مشرّفاً للعمل الإنساني والمواطنة الصالحة.
راشد المنصوري:
الإمارات تمكّنت من إدخال عشرات الأطنان من المساعدات إلى الأشقاء المتضررين في قطاع غزة.
عبدالله بن خادم:
الإقبال الكبير من المتطوعين للإسهام في تجهيز الطرود دلّ على التكاتف والتعاضد الذي ورثناه.