اخبار الكويت

ديوان السماء جمع قصائد سعيد المسلم للمتعة الفكرية النابعة من الخيال

يوسف غانم

بكلمات مليئة بمشاعر الحب الممزوجة بأفكار من الخيال، وبألفاظ قريبة من الناس تدخل القلب قبل العقل، متنقلا بين قصائده الجميلة، يبدع الشاعر سعيد المسلم في ديوانه الجديد «ديوان السماء»، وهو الديوان الغزلي السادس الذي يطل به المسلم على عشاق الشعر ومحبي الأدب وذلك بعد أن سبقته خمسة دواوين هي: «ديوان السحاب»، و«ديوان الغيوم»، وديوان القمر، وديوان الليل»، و«ديوان البحر».

ويقول الشاعر المسلم في مقدمة الديوان: «أطل عليكم إخوتي الأعزاء الكرام بديوان غزلي سادس أسميته «ديوان السماء» سائلا الله أن يحظى بإعجابكم. ويضيف: توجد هناك ألفاظ لا أقصد بها مدلولها اللفظي، وإنما أقصد معناها المألوف لدى الناس، الذي لا يجرح الشعور أو يثير الغرائز. كما سيلاحظ القارئ أن بعض القصائد تكون على شكل حوار مما يكسر في بعض المرات وزن القصيدة وانسيابها الموسيقي. ولقد اجتهدت حى يخرج الديوان بشكل يروق لكم، متمنيا أن ينال إعجابكم.

ويلفت الشاعر إلى أن هذا الديوان ليس لغناء المطربين إنما للمتعة الفكرية لدى القراء، الذين أهداه لهم تقديرا منه ولأنهم يستحقون.

ويبدأ الشاعر ديوان السماء بـ«العين البارعة» التي يقول فيها:

ما لعينك الناعسة حانية وللأحزان عاكسة

ما لعينك اللاهبة قاتلة وللأوجاع سائسة

ما لعينك الباهرة عاشقة وللأفراح طامسة

ما لعينك الزاهية جارحة وللأشواق آيسة

وفي «نحيب قلب» ينقلنا إلى غزله، فيقول:

يا غزالتي ما ترين غزلي لثغرك ما ترين غزلي

ما مثلي يعزف ألحان ثغرك ثمل منه ما مثلي

وسهام خصرك مغروسة في بذا أهذي وأدلي

فآه ومن كبرك وويل من بعدك ويلي.

أما «زمرد وجوري» فيبدأها بسؤال:

كم متعبة أنت وكم أيتها الناهدة

كم نزعت روحي ولروحي حاصدة

قد أشقاني لهيب ثغرك يا متمردة

ثغر يباهي الفاتنات وكل راغدة

وينقلنا بعدها الشاعر إلى مجموعة من القصائد والأشعار الغنية بالمشاعر وكلمات الحب والغزل، والتي اختار لها عناوين لافتة ليستدرجنا لقراءتها بذكاء فيجعلنا نبدأ ونستمر على ما لانهاية، كـ«صعلوك أسير»، و«شهد قاس»، و«جنية بدمي»، و«كنف دافئ»، و«رواس عالية»، و«شفاه كالصلى»، و«نظرة كجمرة»، و«جوى الغلس»، و«جنية راغبة»، و«سحابة حب» التي يخاطبها قائلا:

ألا سحابة تزيل هم الحب تمحو حزني وأكون مطيرها

من منعمة تقسو بطرف وتسرج دمعي لأظل أسيرها

يا لجليسة الكبرياء ما تحيد عنه طاغ حسنها وسعيرها

يجول في الخوف حين أرمقها وأسقى اليأس قرب نورها

كيف لعليل وصل نورها أم كيف لنزعي اعتلاء سورها

ألا غيمة تزيل هم الحب من مرضاء مس قلبي غرورها

ومما يتضمنه الديوان أيضا: «إغواء الملاح»، و«متى يا كحلاء»، و«حب جنية»، و«ميل الطرف»، و«خيال ساحر»، و«صمت البحر»، و«الغاوية»، و«خيال ينيل»، و«رحل أم قشعم»، لنصل معه إلى «لقاء عاصف» التي يقول فيها:

أسرت بغنج وحلت

وسبت بطرف وعلت

وأعيت بحسن ورقت

وأشجت بثغر ولحت

وعصفت بشوق ولجت

وأدنت عقيمة وهمت

وحسرت بخلب وأهوت

وسحت بدله وأشفت

فأمسيت بنار وأمست.

وهناك الكثير من العناوين الجميلة واللافتة التي أحسن الشاعر باختيارها لأبياته فكانت جاذبيتها محرضا لنا على القراءة والتفكر بمعاني كلماته التي نسجها لينتج لنا شيئا مما نبحث عنه في حياتنا ونحتويه في نفوسنا.

ويختم الشاعر سعيد المسلم ديوانه بـ «وقفات» ضمنها كلمات من الغزل شكل منها لوحة تصويرية في أبيات منها:

مليحة تطرق القلب بسحر طرف فانحنى

سهمك في القلب يا صاحبة القلب الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى