اخبار الامارات

إسرائيل تطالب الفلسطينيين بمغادرة شمال غزة.. وتحشد دباباتها قرب القطاع

دعت إسرائيل جميع المدنيين في النصف الشمالي من قطاع غزة، أي أكثر من مليون نسمة، إلى الانتقال إلى الجنوب خلال 24 ساعة، فيما حشدت دبابات لهجوم بري متوقع، رداً على الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» تجاهها.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «يا سكان غزة، عليكم التوجّه جنوباً حفاظاً على أمنكم الشخصي وأمن عائلاتكم»، فيما طلبت حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع، من السكان البقاء في أماكنهم وتعهدت بمواصلة القتال حتى آخر قطرة دم.

ونزح آلاف الفلسطينيين من غزة، أمس، باتجاه الجنوب بعد التحذيرات الإسرائيلية. وغادر السكان الذين يعيشون في شمال القطاع بالسيارات وعلى الدراجات النارية والشاحنات وعلى الأقدام. وقالت الأمم المتحدة إن إجلاء الجميع أمر مستحيل مع انقطاع إمدادات الكهرباء ونفاد الغذاء والمياه في القطاع، بعد أسبوع من الغارات الجوية والحصار الإسرائيلي الكامل، ولا يمكن أن يتم الإجلاء دون عواقب إنسانية مدمرة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن أكثر من 400 ألف شخص أصبحوا بالفعل بلا مأوى في غزة، وإن 23 من عمال الإغاثة قتلوا، لافتاً إلى أن النزوح الجماعي مستمر. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إنها نقلت مركز عملياتها وموظفيها الدوليين إلى جنوب غزة، وحثت إسرائيل على تفادي ملاجئها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحافيين، أمس، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش على اتصال دائم مع السلطات الإسرائيلية ويحثّها على تجنّب كارثة إنسانية، مؤكداً أنه من الضروري أن تعمل إسرائيل على حماية جميع المدنيين ومن بينهم الموجودون في ملاجئ الأمم المتحدة في غزة. وأكد المتحدث ضرورة تجنّب انتقال الصراع إلى الضفة الغربية والمنطقة بشكل أوسع.

وفي مسعى لحشد التأييد لعمليتها العسكرية، عرضت الحكومة الإسرائيلية على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، صوراً لأطفال ومدنيين قالت إن «حماس» قتلتهم في هجومها مطلع الأسبوع الماضي. وقال بلينكن إنه شاهد صوراً لطفل اخترقت جسده عدة رصاصات ولجنود مقطوعي الرؤوس، وشبان شبت فيهم النيران داخل سياراتهم أو في مخابئهم.

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، جون كيربي، إن دعوة إسرائيل لتحرك ما يربو على مليون مدني في شمال قطاع غزة، خلال 24 ساعة، ستكون أمراً صعباً. وأضاف: «هذا يعني انتقال عدد كبير من الأفراد في فترة زمنية قصيرة جداً، نفهم ما يحاولون القيام به ولماذا يحاولون القيام بذلك. إنها محاولة لعزل السكان المدنيين عن (حماس) التي هي هدفهم الحقيقي».

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً حذّرت فيه من مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوباً. وأكدت مصر أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسيعرّض حياة أكثر من مليون فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى، في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.

وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. ودعت مصر الأمم المتحدة، والأطراف الفاعلة دولياً، إلى التدخل للحيلولة دون مزيد من التصعيد غير المحسوب العواقب في قطاع غزة.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات في مختلف أنحاء الضفة الغربية تضامناً مع غزة أسفرت عن مقتل 12 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي، وإصابة نحو 130 بجروح، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية ومراسلو وكالة «فرانس برس»، كما شهدت دول عدة تظاهرات تضامنية دعماً للفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى