اخبار الامارات

الإمبراطور ماردوخ يتنحى!

يغادر خلال أيام، إمبراطور الإعلام الأميركي، روبرت ماردوخ، قلب مملكته الإعلامية «فوكس كوربوريشن» و«نيوز كورب»، ليكتب بذلك السطر المهني الأخير في مسيرة بدأت في الخمسينات، في أستراليا، بملكية صحيفة صغيرة وانتهت بملكية 800 منصة إعلامية في مختلف أنحاء العالم.

حرص ماردوخ، على بث خبر رحيله بنفسه، حيث وجه مذكرة للعاملين تناقلتها لاحقاً الصحف ووكالات الأنباء، يقول فيها «طوال حياتي المهنية، كنت منشغلاً بالأفكار والأخبار، وهذا لن يتغير، لكن الوقت أصبح مناسباً الآن لتولي أدوار مختلفة».

اقترن اسم ماردوخ بقدرته على إحداث نقلات كبرى، كما يُجمع خبراء الإعلام، فقد أقام الرجل مملكة إعلام عولمية، في زمن ما قبل العولمة، تضم منصات غربية ومشرقية، وتجمع ما بين «نيوز أوف ذا ورلد» المعتمدة على الرياضة والفضائح والإثارة، وبين «نيويورك بوست» السياسية الجادة، حتى لو اختلف الكثيرون مع مضمونها. ولم تكن حياته الشخصية، أيضاً، بعيدة في مفاجآتها عن نمط نقلاته في عالم الأعمال، حيث ارتبط في مطلع حياته بفتاة صينية من أسرة شيوعية من هونغ كونغ تدعى ويندي دينغ، بينما تقدم في سن الـ92 في مارس الماضي لخطبة أرملة تدعى ليزا سميث، كانت تعمل في جهاز الشرطة لتصبح الزوجة رقم خمسة في حياته، بحسب موقعي «العربية»، و«بي بي سي».

وعلى الصعيد السياسي، انتهج ماردوخ منطق السياسات اليمينية والمحافظة في بريطانيا وأميركا، خطاً لمنصاته الإعلامية، فناصر إسرائيل على طول الخط، بحسب ما أشار لذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذاته، وذلك في كتابه «الحرب على الإرهاب.. كيف يمكن أن يفوز الغرب؟». كما أثار ضجة واسعة بتصريحه عقب الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» بقوله «قد يكون معظم المسلمين مسالمين، لكن يجب محاسبتهم على ما حدث حتى يدركوا ويدمروا سرطان الإرهاب المستمر في النمو بينهم»، بحسب ما نشرت «الغارديان»، في يناير 2015، وهو التصريح الذي أثار ضجة استنكار واسعة، وتسبب في حملة انتقادات إعلامية ضده، أبرزها الحملة التي أطلقها الممثل الأميركي من أصل هندي، عزيز أنصاري، وعُرفت باسم «خطأ ماردوخ»، أو الحملة التي أطلقها ضده الكوميدي جون ستيوارت في برنامجه الساخر «ذي ديلي شو»، بحسب هافنغتون بوست.

كما اتهمت منصات ماردوخ الإعلامية بالتقليل من دور التغير المناخي في حرائق أستراليا وبالتضليل، أيضاً، في أخبار كورونا، ووقع نصف مليون أسترالي عريضة تطالب بالتصدي لاحتكاراته.

واللافت أن تنحي ماردوخ يأتي في لحظة فاصلة، هي اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر عقدها في 2024، فهل يمثل هذا التنحي رصيداً سلبياً مسبقاً للجمهوريين؟ الإجابة في رحم الغيب.

• انتهج ماردوخ منطق السياسات اليمينية والمحافظة في بريطانيا وأميركا خطاً لمنصاته الإعلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى