اخبار الامارات

هسنار عاشت حياة التبني ولم تعلم أن والدتها قضت عمرها في البحث عنها

وصلت البنغالية بيب هسنار، 51 عاماً، إلى هولندا في نوفمبر 1976، عندما كانت في الرابعة من عمرها للعيش مع والديها بالتبني. ويقول شقيقها الأكبر بابو الذي لايزال هناك أيضاً «أتذكر بوضوح، أنه تم التقاط صورة لنا في المطار مع أطفال آخرين وصلوا من بنغلاديش. وتم نشرها في صحيفة هولندية».

وتتذكر هسنار إقامتها في منزل للأطفال مع شقيقها الأكبر منها وكيف كان الأطفال الآخرون يسرقون طعامها. وتقول هسنار «لم يكن مكاناً جيداً». وتسترجع كل تفاصيل رحلتها الجوية، وتتحدث هسنار وهي جالسة في بيتها في قرية مودربيرغ بالقرب من أمستردام العاصمة، عن تفاصيل رحلتها إلى هولندا. لكنها لا تتذكر أي شيء عن أمها البيولوجية سوى أنه كان لها شعر طويل أسود.

عادت الذاكرة بهسنار، وهي تجلس مع عدد من الأطفال الآخرين، في الطائرة التي تقلهم لعائلاتهم بالتبني. وكان شقيقها بابو يحمل صورة بالأبيض والأسود لعائلتها بالتبني. وتقول هسنار «لم أكن أعرف أي شيء ولم يشرح لي أحد ما يجري، وكان الشخص البالغ الوحيد الذي تعرفه هي امرأة بريطانية شاهدتها في دار الأطفال المخصصين للتبني في بنغلاديش، وجاءت إلى هناك لأخذ الأطفال إلى عائلاتهم الجديدة بالتبني».

وتتذكر أنها جلست في المطار مع أطفال آخرين بانتظار حضور العائلة التي تبنتها. ولم يُسمح لها بالذهاب إلى شقيقها بابو لأن عائلة أخرى تبنته، وعندها انخرطت في البكاء.

مر عليها ثلاثة أيام مع عائلتها الجديدة وهي لا تزال تشعر بالتعاسة. واتصل والداها بالتبني بوكالة جلب الأطفال للتبني وأبلغاها أنه من المستحيل بقاء هذه الطفلة هنا لأنها تريد الالتحاق بشقيقها، ولهذا وافقت العائلة التي تبنت بابو أن تتبناها أيضاً. ولكن هسنار شعرت بأنها غير مرغوب فيها من قبل عائلتها الثانية بالتبني لأنها كانت تريد طفلاً واحداً، كما كانت تعتقد أنها غير مرغوب فيها من أمها البيولوجية التي تخلت عنها. ولكنها اضطرت للعيش مع عائلتها بالتبني، على الرغم من أنها كانت عنيدة ومتشبثة برأيها.

وعندما بلغت سن المراهقة بذلت ما في وسعها كي تكون مستقلة، وعندما أصبحت امرأة بالغة، تعرفت إلى رجل اسمه هرمان، وغادرت العائلة مع هرمان عندما كانت في الـ17 عاماً، وفي عام 1991 تزوجته. وتقول عنه «إنه رجل طيب، وعائلته أحبتني، وأنجبت منه أربعة أطفال».

وفي عام 1993، عندما كانت في العشرينات من عمرها ولديها طفلان، بدأت هسنار تتلقّى رسائل من بنغلاديش من امرأة تدعي أنها والدتها البيولوجية، فاتصلت هسنار بوكالة جلب الأطفال التي أحضرتها من بنغلاديش عام 1976. وأخبرتها الوكالة بأن المرسل هو فعلاً والدتها لكنها تشعر بالخجل منها. فقررت هسنار السفر إلى بنغلاديش للتحقق من الموضوع، إلا أن الوكالة أبلغتها أن الذهاب إلى هناك محفوف بالخطر، خصوصاً أنها كانت حامل، فقررت عدم السفر.

وتوقفت الرسائل عن الوصول إليها، واهتمت هسنار بتربية أطفالها. لكنها في عام 2017 تلقت شريط فيديو على الإنترنت من أحد أصدقائها حول أطفال التبني في هولندا. وخلال مشاهدتها الفيلم رأت هسنار امرأة عجوزاً تحمل صورتها وصورة شقيقها.

وأخذت هسنار تتحقق من أوراق التبني، التي لم تكترث بها من قبل. وأدركت أن تاريخ ولادتها المكتوب في الأوراق لم يكن صحيحاً، وأنه تم تصنيفها من الأطفال الذين حضروا إلى هولندا وحدهم. وعندها تغير كل شيء، فبعد أن كانت تعتقد أنه ليس هناك أحد في العالم يريد العناية بها أدركت أن أمها كانت تبحث عنها.

واتصلت هسنار بشقيقها بابو الذي أبلغها أن والدتهما توفيت، ولكنها ذهبت إلى بنغلاديش مع شقيقها. ومن ثم اتجهت إلى القرية مسقط رأسها، وعندما وصلت إلى هناك رحب بها أهل القرية وأبلغوها أنها تشبه أمها كثيراً، وهو الأمر الذي أدخل السعادة إلى قلبها.

• خلال مشاهدتها فيلماً رأت هسنار امرأةً عجوزاً تحمل صورتها وصورة شقيقها.

• أخذت هسنار تتحقق من أوراق التبني التي لم تكترث بها من قبل، وأدركت أن تاريخ ولادتها المكتوب في الأوراق لم يكن صحيحاً، وأنه تم تصنيفها من الأطفال الذين حضروا إلى هولندا وحدهم، وعندها تغير كل شيء، فبعدما كانت تعتقد أنه ليس هناك أحد في العالم يريد العناية بها أدركت أن أمها كانت تبحث عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى