اخبار الامارات

حرائق «هاواي» الأميركية الأكثر فتكاً منذ 1918

أعلنت سلطات جزيرة ماوي بولاية هاواي الأميركية، أن عدد القتلى جراء حرائق الغابات في الجزيرة ارتفع إلى 93 قتيلاً، أمس، ما يجعلها حرائق الغابات الأكثر فتكاً في الولايات المتحدة منذ عام 1918، وقالت السلطات إن عدد القتلى مرشح للزيادة، إذ تواصل فرق البحث عمليات التمشيط والبحث عن المفقودين بالاستعانة بالكلاب المدربة بين أطلال بلدة لاهاينا الساحلية.

وتركزت الأنظار بشكل أكبر على حجم الدمار بعد ستة أيام من اندلاع حريق سريع الانتشار في البلدة التاريخية دمر المباني وصهر السيارات، وقالت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ إن التقديرات تشير إلى أن كلفة إعادة بناء لاهاينا نحو 5.5 مليار دولار، نظراً للأضرار والدمار الذي لحق بأكثر من 2200 مبنى واحتراق أكثر من 2100 فدان.

وقال حاكم هاواي، جوش جرين، في مؤتمر صحافي، إن عدد القتلى سيواصل الارتفاع مع العثور على المزيد من الضحايا، فيما قال قائد شرطة ماوي، جون بليتير، إن الكلاب المدربة لم تمشط سوى 3% من منطقة البحث، وأضاف واصفاً مدى مأساوية الحريق: «الجثث التي نعثر عليها تعرضت إلى حريق مروع أدى إلى صهر المعادن، عندما نجمع الرفات تتفتت، وعلينا إجراء فحوص حمض نووي للتعرف على الجثث».

وقالت عضو الكونغرس عن هاواي، جيل توكودا، لشبكة «سي إن إن» إن المسؤولين فوجئوا بالمأساة، وتابعت: «لقد أسأنا تقدير الخطورة وسرعة النيران».

لكن الحاكم جرين دافع عن استجابة السلطات قائلاً إن الوضع كان معقداً بسبب تعدد الحرائق وقوة الرياح، وأضاف: «بعد أن رأينا ما حدث، نشك في أنه كان من الممكن فعل الكثير مع مثل تلك النيران سريعة التمدد».

وجاءت حرائق هاواي في أعقاب ظواهر مناخية قاسية أخرى في أميركا الشمالية هذا الصيف، حيث لاتزال حرائق الغابات مستعرة في أنحاء كندا فضلاً عن موجة حر شديد في جنوب غرب الولايات المتحدة، كما عانت أوروبا وأجزاء من آسيا من ارتفاع درجات الحرارة وفيضانات كبيرة مدمرة، ويقول العلماء إن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى تفاقم المخاطر الطبيعية، ما يجعلها أكثر تواتراً وفتكاً.

قائد شرطة ماوي:

• «الجثث التي نعثر عليها تعرضت إلى حريق مروع أدى إلى صهر المعادن، وعندما نجمع الرفات تتفتت».


حزن ورماد في «لاهاينا» المحترقة

لاهاينا ■ أ ف ب / بعد اندلاع حريق غابات أجّجته الأعاصير في مدينته، يأتي أنتوني غارسيا يومياً إلى ساحة اعتادت أن تكون مليئة بالسياح لكنها باتت مغطاة بالحطام المتفحم وبقايا رماد وحيوانات محترقة.

وتحت أغصان شجرة عتيقة يجمع غارسيا أكواماً من الأنقاض والحيوانات النافقة آثار الحريق المروع في محاولة غير مجدية على ما يبدو لإزالة مشاهد الدمار، وفي مخيلته أنه مازال بإمكانه رؤية الأمواج الفيروزية تتكسر على الممشى الخشبي فيما يلتقط الزوار صور سيلفي ويتناولون المثلجات.

لكن غارسيا سرعان ما يدرك المأساة، ويقول بعدما فقد كل شيء في الحريق الذي التهم ميناء لاهاينا في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأميركية: «لا أصدق ما حدث، النيران أحرقت كل شي، في الصباح كان هذا المكان مليئاً بالعصافير المغردة، أما الآن فتتنقل طيور حمام عابرة عبر الرماد، وتنقر بحثاً عن فتات في الأرض المحترقة بلا جدوى».

يتوقف بعض السكان الذين عادوا إلى المدينة ووجدوا منازلهم رماداً ليلقوا التحية عليه، وبالنسبة إلى الكثيرين لم يعد يوجد سبب للبقاء، فلم يتبق شيء.

ويقول غارسيا وهو ينظر إلى البحر: «أنا حزين لكنني باق هنا. لا أريد الذهاب إلى أي مكان آخر، أريد المساعدة في إعادة البناء، لقد منحني هذا المكان الكثير من الفرح، وجعلني رجلاً سعيداً. لذلك سأبدأ هنا من جديد».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى