اخبار الامارات

«نحالين».. فريسة لمشروعات الاستيطان في بيت لحم

10 دقائق، هي المدة الزمنية التي يستغرقها سكان بلدة نحالين جنوب غرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، انتقالاً بمركباتهم إلى مركز المدينة، إلا أن قطع تلك المسافة بات أمراً مستحيلاً، جراء إغلاق قوات الاحتلال الطرق الرئيسة الواصلة بين المنطقتين.

وليس ذلك فحسب، فقد عزلت المستوطنات سكان نحالين، البالغ عددهم 10 آلاف فلسطيني، عن القرى والبلدات المجاورة في بيت لحم، إذ تحاصرها من جهاتها الأربع مستوطنة «بيتار عيليت»، كبرى المستوطنات في المنطقة، وتجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني، إلى جانب مستوطنتي «إيلي عازر» و«نفي دانيال».

خلف تلك المستوطنات، تجثم أربع مستوطنات أخريات، لتحكم قبضتها على البلدة الفلسطينية، وتزيد من عزلتها عن محيطها الفلسطيني، ما يجعل عملية التنقل من نحالين إلى البلدات والقرى المجاورة محفوفة بمخاطر عديدة، نتيجة طوق استيطاني يحاصرها من كل حدب وصوب.

قضم متواصل

المستوطنات الجاثمة على أراضي «نحالين»، وتلك التي تحاصرها، انقضت على الغالبية العظمى من مساحة بلدة نحالين، البالغ مساحتها 24 ألف دونم، فيما لم يتبق منها اليوم سوى 5100 دونم منها 1100 دونم مصنفة منطقة (ب)، و4000 دونم منطقة (ج)، وفقاً لاتفاقية «أوسلو»، وذلك بحسب مدير هيئة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية.

ويشير بريجية في حديثه مع «الإمارات اليوم»، إلى أن الأراضي المتبقية لسكان نحالين تبلغ خمس مساحتها الإجمالية، مضيفاً أن المساحات المصنفة مناطق (ج)، مهددة بالمصادرة اليوم، من خلال هدم منازلهم، والاستيلاء على مئات الدونمات، لمصلحة مشروعات استيطانية، فيما تتوسع حدود المستوطنات القائمة حالياً تجاه الأراضي داخل البلدة من دون توقف.

ويؤكد بريجية أن الإدارة المدنية الإسرائيلية تستهدف «نحالين» من خلال مشروعاتها الاستيطانية، إذ تحتل البلدة حتى الآن المرتبة الأولى بين قرى وبلدات مدينة بيت لحم، في عدد الأوامر الإسرائيلية لهدم منازل الأهالي، وإخلاء دونماتهم الزراعية، وقرارات وقف البناء فوق مساحات أخرى من أراضيهم.

عزلة شديدة

رئيس بلدية نحالين، إبراهيم أبوغياظة، يؤكد أن الاحتلال عمد إلى عزل البلدة عن كامل بيت لحم، جراء إغلاق كل الطرق المؤدية إليها، وتحديداً الشارع الرئيس المعروف باسم «طريق 17».

ويقول أبوغياظة، إن المواطنين سكان نحالين يواجهون صعوبات بالغة بالانتقال إلى خارج البلدة، إذ يقطعون مسافات مضاعفة عبر طرق وعرة والتفافية نائية، عبر بلدتي الخضر وحوسان المجاورتين.

ويضيف، أنه أثناء عملية تنقل السكان الخطرة، يتعرضون لاعتداءات المستوطنين الذين يعترضون طريق تنقلهم في كل المناطق، حيث المستوطنات التي لا يغيب أثر حدودها داخل أراضي نحالين.

وعلى النسق ذاته، يعمد الاحتلال إلى منع وصول المزارعين إلى أراضيهم، المهددة بالمصادرة، بغرض الاستيلاء عليها ضمن حدود المستوطنات القائمة، وتلك التي يخطط الاحتلال لتوسعتها، إلى جانب ضخ المستوطنون مياههم العادمة تجاه مئات الدونمات الفلسطينية المزروعة، ما يتسبب بإتلاف تلك المحاصيل، وذلك بحسب أبوغياظة.

ويكمل أبوغياظة، أنه لمواجهة ذلك، يلجأ المزارعون إلى بناء غرف زراعية في جبل البلدة، والمكوث فيها باستمرار، لمواجهة خطر الاستيلاء الاستيطاني تجاه أراضيهم، إلا أن القوات الإسرائيلية أخطرت العديد من أصحاب هذه الغرف بضرورة إزالتها واقتلاع الأشجار، مستخدمة قوتها العسكرية لتحقيق ذلك.

هدم وتضييق

مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني، ومقره القدس، يفيد عبر موقعه الإلكتروني بأن بلدة نحالين تواجه هجمة كبيرة من اعتداءات الاحتلال المتواصلة، ما جعل البلدة محاطة من جهاتها بالمستوطنات، ولم يترك الاحتلال لأهلها سوى مساحات صغيرة لا تتناسب مع كثافتهم السكانية المتزايدة، ما يتسبب في مشكلات مختلفة، سواء على الصعيد الديمغرافي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، للبلدة التي تعتمد بشكل رئيس على قطاع الزراعة.

ويلفت رئيس بلدية نحالين إلى أن البلدة الفلسطينية تعاني الاكتظاظ السكاني والعمراني، نتيجة مصادرة الغالبية العظمى من مساحتها، وفي الوقت ذاته تحرم قوات الاحتلال السكان من التوسع والبناء فوق أرضهم.

ويبين أن 10 آلاف نسمة في بلدة نحالين يقطنون فوق 1000 دونم، جراء منع الاحتلال لهم من التوسع الأفقي، حيث يهدم أي بناء جديد داخل أراضي السكان، في المقابل بلغ عدد المستوطنين داخل نحالين 150 ألف مستوطن، معظمهم من مستوطنة «بيتار عيليت».

في سياق متصل، يفيد أبوغياظة بأن سكان نحالين يتعرضون لاعتداءات مستمرة، من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، تصل إلى هدم المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، إذ أخطرت القوات الإسرائيلية، مطلع يناير الماضي، بهدم ثمانية منازل مأهولة قيد الإنشاء، ومسجد، ومنشأة، في نحالين.

• عزلت المستوطنات سكان نحالين، البالغ عددهم 10 آلاف فلسطيني، عن القرى والبلدات المجاورة في بيت لحم، إذ تحاصرها من جهاتها الأربع مستوطنة «بيتار عيليت»، كبرى المستوطنات في المنطقة، وتجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني، إلى جانب مستوطنتي «إيلي عازر» و«نفي دانيال».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى