المشاركون في «اجتماع جدة» يتفقون على مواصلة التشاور لحل الأزمة الأوكرانية
اتفق مبعوثون من دول عدة في ختام المحادثات الأمنية – المتعلقة بالوضع في أوكرانيا التي عقدت في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية – على مواصلة المشاورات الدولية لبناء أرضية مشتركة من أجل السلام. وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، إن المشاركين اتفقوا على عقد اجتماع آخر للمستشارين السياسيين في غضون ستة أسابيع.
والتقى المبعوثون يومي السبت والأحد الماضيين، في محاولة للتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا، واتفق المشاركون على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء، بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، وأعربوا عن أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع.
ومن ضمن المشاركين مستشارون للأمن القومي وممثلون لأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. ومن بين الدول المشاركة، أوكرانيا والولايات المتحدة، وألمانيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن المحادثات ساعدت في إرساء توافق دولي في الآراء، لافتة إلى أن موفدها الدبلوماسي، لي هوي، أجرى اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف حول التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، واستمع إلى آراء ومقترحات الجميع، وأسهم في إرساء قدر أكبر من التوافق الدولي.
وأضاف البيان: «علقت جميع الأطراف بشكل إيجابي على مشاركة لي هوي، ودعمت موقف الصين الإيجابي في تسهيل محادثات السلام»، مؤكداً أن الصين ستواصل تعزيز الحوار استناداً إلى مقترحها للسلام المؤلف من 12 نقطة، والعمل على توطيد الثقة المشتركة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو تأمل أن يشاركها شركاؤها في مجموعة بريكس – (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، إضافة إلى شركائها الآخرين – تقييماتهم للمشاورات رفيعة المستوى في جدة حول أوكرانيا.
وتابعت: «نحن مقتنعون بأن التسوية الشاملة والدائمة والعادلة لن تكون ممكنة إلا إذا وضع نظام كييف حداً للأعمال العدائية والهجمات الإرهابية، ويجب الاعتراف بالحقائق الجديدة على الأرض، وضمان نزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازيين فيها»، مع المطالبة بتأكيد الأسس الأصلية لسيادة أوكرانيا وهي الحياد وعدم الانحياز، وعدم امتلاك السلاح النووي. وأضافت: «التسوية السلمية مستحيلة على أساس صيغة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث لا تهدف أي من نقاطها العشر إلى إيجاد حل تفاوضي ودبلوماسي للأزمة، وكلها تمثل إنذاراً لا طائل منه لروسيا، بهدف إطالة الأعمال العدائية». ميدانياً أعلن الجيش الروسي، أمس، أنه تقدم مسافة ثلاثة كيلومترات بين بلدتي فيلتشانا وبرتشوترافنيفي شمال شرق كوبيانسك، فيما أكدت أوكرانيا أن قواتها تهيئ الظروف للتقدم تدريجياً، كما أنها تمسك بزمام المبادرة في ساحة المعركة، وأحبطت محاولات روسيا لشن هجوم مضاد في بعض الجبهات.
