اخبار الامارات

محمد بن زايد: جريمة «داعش» بحق الإيزيديين مناسبة أليمة تذكّر العالم بأهمية ترسيخ التسامح والتعايش

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ضرورة العمل من أجل ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، ورفض التطرف وازدراء الإنسان بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق.

جاء ذلك في تدوينة لسموه عبر موقع التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً) بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لجريمة تنظيم «داعش» الإرهابي بحق الإيزيديين وغيرهم في سنجار بالعراق في الثالث من أغسطس عام 2014.

وقال سموه: «الذكرى التاسعة للجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديين وغيرهم في سنجار العراق في 3 أغسطس عام 2014 مناسبة أليمة تذكّر العالم كله بأهمية العمل من أجل ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، ورفض التطرف وازدراء الإنسان بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق».

وفي أغسطس 2014 اجتاح تنظيم «داعش» الإرهابي جبل سنجار شمال العراق، حيث تعيش أغلبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017.

وبعد صعود التنظيم الإرهابي في عام 2014 أعلن العراق عام 2017 الانتصار عليه، قبل أن يفقد بعد ذلك معقله الأخير في سورية في 2019.

وحتى اليوم تُستخرج جثث من مقابر جماعية في سنجار، فيما لايزال الآلاف في عداد المفقودين، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

وقبل تسع سنوات من الآن استفاق الإيزيديون في سنجار وأطرافها على أصوات صيحات مجرمي تنظيم «داعش» الإرهابي الذين لم يترددوا في إزهاق أرواح المدنيين نساء وأطفالاً، كباراً وصغاراً، دفن أغلبهم في مقابر جماعية بلغ عدد المكتشفة منها حتى الآن 83 بحسب مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين.

في اليوم الأول من هجوم «داعش» وحده في (3 أغسطس 2014)، فقد نحو 1300 إيزيدي حياتهم، وبات المئات من الأطفال أيتاماً، وعشرات الزوجات أرامل.

واختطف أكثر من 6400 شخص من قبل مسلحي التنظيم الإرهابي الذين نفذوا الإبادة الجماعية بحق كل من طالته أيديهم ولم يمتثل لأوامرهم، فيما كان الآخرون تتمزق أرواحهم وهم يشاهدون يد التنظيم تطال معابدهم وأماكنهم المقدسة.

أكثر من 80 مقبرة جماعية حصيلة سيطرة التنظيم على سنجار وأطرافها لنحو سنة، إلى جانب الكثير من المقابر الفردية، بحسب مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين.

الزعيم الكردي مسعود بارزاني قال لبابا شيخ حينها، أعدك لن أنسى دموعك ولن أعود إلى أن نحرر سنجار، في حين تعهد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بألا يهدأ له بال حتى تحرير آخر كردي إيزيدي من يد «داعش».

3570 مختطفاً تم تحريرهم حتى الآن بحسب مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين، فيما لايزال أكثر من 2600 آخرين في عداد المفقودين.

وبمناسبة الذكرى التاسعة أكد مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان، حسين قائدي، في مقابلة تلفزيونية، أن العدد الأكبر من المختطفين الإيزيديين المتبقين، يتواجد في مخيم الهول السوري، مشيراً إلى عدم وجود أي تنسيق مع الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية.

وحول دور الحكومة العراقية في تحرير المختطفين قال، «أستطيع الجزم بأن الحكومة العراقية، سواء على صعيد الإعادة أو التأهيل، لم تعترف بهؤلاء المتضررين، علماً أنهم يتبعون دائرة نفوس الموصل، ويقع واجب البحث والإعادة والإنقاذ والحماية والتعويض على عاتق الحكومة العراقية، وفي كثير من الأحيان نرغب في أن تدخل الحكومة الاتحادية على الخط كمؤسسة دولية من أجل تنفيذ الواجبات تجاه حاملي الجنسية العراقية، وإذا لم يقدموا مساعدة، عليهم التعاون معنا على الأقل».

هجوم التنظيم الإرهابي تسبب في نزوح الإيزيديين إلى الجبال الواقعة بأطراف سنجار وإقليم كردستان. بعد تسع سنوات من نزوحهم لايزال الأكراد الإيزيديون ممنوعين من العيش في ديارهم ولا يستطيعون أن ينعموا فيها بالحرية.

واعتبرت الحكومة البريطانية الثلاثاء الماضي أن ممارسات ارتكبها التنظيم الإرهابي بحق الإيزيديين عام 2014 في العراق تشكل «إبادة جماعية».

وأوضح بيان لوزارة الخارجية البريطانية «أقرت المملكة المتحدة رسمياً أن داعش ارتكب ممارسات إبادة جماعية بحق الإيزيديين في عام 2014».

وقال البيان إن الإعلان يأتي قبل فعاليات تحيي الذكرى التاسعة لـ«الفظائع» التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الأقلية الإيزيدية الناطقة باللغة الكردية في العراق.

وحتى الآن، اعترفت بريطانيا بأربع حالات حدثت فيها إبادة جماعية، هي محرقة اليهود ورواندا وسربرنيتسا (البوسنة والهرسك) والإبادة الجماعية في كمبوديا.

وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد في بيان «عانى الإيزيديون كثيراً على أيدي داعش قبل تسع سنوات، ومازالت الانعكاسات محسوسة حتى اليوم».

وأضاف «العدالة والمحاسبة أمران أساسيان بالنسبة إلى الذين دمرت حياتهم»، مشيراً إلى أن هذا الاعتراف «التاريخي» يعزز التزام المملكة المتحدة بضمان «حصولهم على التعويض الذي يستحقونه وإمكان حصولهم على العدالة».

ويذكّر البيان بالموقف البريطاني الذي يعود بموجبه تصنيف الإبادة الجماعية إلى المحاكم المختصة وليس إلى الحكومات أو الهيئات غير القضائية.

وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفيدرالية الألمانية في 17 يناير 2023 يدين مقاتلاً سابقاً في تنظيم «داعش» بتهم ارتكاب ممارسات تشكل إبادة جماعية في العراق.

والإيزيديون مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل (شمال) ومنطقة جبال سنجار في العراق، فيما تعيش مجموعات أصغر في تركيا وسورية وإيران وجورجيا وأرمينيا.

وكان القضاء الألماني أول من اعترف في 30 نوفمبر 2021 بأن الجرائم التي ارتكبت بحق الإيزيديين تشكل «إبادة جماعية».

وأشادت منظمات حقوقية بالقرار، معتبرة أنه تاريخي.

وحكم قضاة محكمة فرانكفورت على طه الجميلي (المقاتل العراقي السابق في تنظيم داعش) بالسجن مدى الحياة بتهم الإبادة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية أفضت إلى الوفاة وجرائم حرب وتواطؤ في جرائم حرب.

وأدين الجميلي – الذي التحق بصفوف التنظيم الإرهابي عام 2013 – بتهمة ترك طفلة إيزيدية في الخامسة من العمر تموت عطشاً في صيف عام 2015 بالفلوجة في العراق بعدما اشتراها مع والدتها سبية، وفق ما أفادت جهة الادعاء.

وتحظر الإبادة الجماعية في أوقات السلم كما في أزمنة الحرب بموجب «اتفاقية الإبادة الجماعية» التي أبرمت في عام 1948.

وتصنف الاتفاقية مجموعة من الجرائم إبادة جماعية، مشيرة إلى أنها «مرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى