اخبار الامارات

«تلبيوت الجديدة».. خطة خماسية إسرائيلية تبتلع 3 بلدات مقدسية

«تلبيوت الجديدة» هو اسم الخطة الاستيطانية الجديدة التي تروج القوات الإسرائيلية لتنفيذها جنوب مدينة القدس الشريف، ضمن الخطة الخماسية التي أقرتها حكومة الاحتلال لتعزيز الاستيطان داخل المدينة المقدسة، ومضاعفة أعداد المستوطنين. الخطة جرت مناقشتها من قبل لجنة التخطيط اللوائية التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، توازياً مع مصادقة بلدية الاحتلال بالقدس في أواخر يوليو الماضي، على العديد من تصاريح البناء في مستوطنة جفعات هماتوس «أ» شرق المدينة المقدسة.

كما تتزامن الخطة الإسرائيلية مع مساعي حكومة الاحتلال لتنفيذ العديد من المخططات الاستيطانية الأخرى، لإنشاء مستوطنات جديدة أو توسعة تلك القائمة في شتى بقاع المدينة المقدسة، أبرزها «كيدمات تسيون»، و«بسغات زئيف»، و«راموت ألون» «أ» و«ب» و«أم ليسون». وتزامناً مع الترويج للمخطط، فإن الاحتلال أعلن تسوية إجراءات ملكية الأراضي وتسجيلها رسمياً، وتنفيذها في الأراضي الواقعة داخل حدود هذا المخطط.

توسعة كبيرة

ووفقاً لجمعية «عير عميم» اليسارية الإسرائيلية المختصة في شؤون القدس، فإنه تمت جدولة المناقشات حول الخطة في لجنة التخطيط المحلية وتأجيلها عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن من المقرر أن تتم مناقشتها في الـ24 من هذا الشهر. وتشير «عير عميم» إلى أن الخطة قدمت رسمياً من قبل شركة إسرائيلية تعرف باسم «تلبيوت الجديدة»، جنباً إلى جنب مع مؤسسة أجنبية خارجية باسم «دياني القابضة».

وتقول الجمعية الحقوقية الإسرائيلية: «إذا تم تشييد المخطط فسيتم توسيع مستوطنة (جفعات هماتوس) شرقاً باتجاه مستوطنة هار حوما القائمة على جبل أبوغنيم الممتد داخل أراضي مدينتي القدس وبيت لحم، وبالتالي سيشكل توسعة كبيرة للمستوطنة المخطط لها في (جفعات هماتوس)، ويسهم في تدعيم الوتد الاستيطاني على طول المحيط الجنوبي للقدس الشرقية».

وتضيف: «بناء على وثائق الخطة، يشار إلى أن بطريركية الروم الأرثوذكس هي مالك الأرض، لكن وفقاً لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية منذ عام 2009، تزعم أن الكنيسة باعت بعض الأراضي على الأقل في المنطقة لرجل أعمال إسرائيلي، والشركة الإسرائيلية المنفذة للخطة الجديدة». وتشير عير عميم إلى أن «خطة تلبيوت» تستهدف اليهود الإسرائيليين، وليست مخصصة للاحتياجات السكنية الملحة للفلسطينيين على الرغم من قرب الأرض من البلدات المقدسية.

حزام استيطاني

وتمتد «خطة تلبيوت» على مساحة أكثر من 140 دونماً، في المنطقة الجنوبية للقدس حتى المنطقة الجنوبية الشرقية قرب بلدات «بيت صفافا» و«أم طوبا» و«صور باهر» التي تعد المنطقة الفاصلة بين القدس وبيت لحم، وذلك بحسب الباحث في شؤون المدينة المقدسة فخري أبودياب. ويقول أبودياب لـ«الإمارات اليوم» في حديث خاص: «إن قوات الاحتلال تهدف إلى محاصرة تلك التجمعات المقدسية وإغراقها بالمستوطنين، عبر جلب مزيد من السياح اليهود». ويضيف أن «حدود خطة (تلبيوت) تطال المستوطنات القائمة داخل بلدات جنوب القدس، لربطها بتلك الجاثمة على أراضي السكان في جهتها الشرقية، لتشكل حزاماً استيطانياً يلتفّ حول البلدات المقدسية في المنطقة المستهدفة، إذ ستضاعف (تلبيوت الجديدة) مساحة مستوطنة جفعات هماتوس الجاثمة على أراضي بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس بنحو 40%، وتزيد أعداد وحداتها الاستيطانية بالضعف».

ويبين الباحث في شؤون القدس أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تشمل إقامة 3500 وحدة استيطانية، و1300 غرفة فندقية، إلى جانب مواقع سياحية وكنس ومعاهد دينية يهودية، وذلك في المنحدرات الشرقية لمستوطنة «جفعات هماتوس» الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في بلدة «بيت صفافا» جنوب شرق القدس.

عزل وتقسيم

ويقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي: «إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنطقة الجنوبية في القدس بشكل لافت لتوسعة مستوطنة هارحوما، داخل أراضي بلدتي (أم طوبا وصور باهر) وتمدد جفعات هماتوس داخل مساحات شاسعة من بلدة (بيت صفافا)، وذلك لتطويق الأحياء المقدسية بتلك المستوطنات وتقسيمها إلى بقع صغيرة، وعزلها عن محيطها وتحديداً بين (صور باهر وأم طوبا) المقدسيتين».

ويبين أن «هارحوما» إحدى كبريات مستوطنات جنوب شرق القدس، ابتلعت 2600 دونم من أراضي «صور باهر» و«أم طوبا» المقدسيتين، وكذلك بلدة «بيت ساحور» في مدينة بيت لحم. ويسترسل تفكجي قائلاً: «إن بلدة (بيت صفافا) المجاورة لبلدتي (أم طوبا) و(صور باهر) تعد الأكثر تضرراً من توسعة مستوطنة (هارحوما) التي تقضي على المساحات المتبقية في البلدة، وضمها إلى مستوطنة (جفعات هماتوس) الجاثمة على أراضي الفلسطينيين».

وقضم الاحتلال من خلال مشروعات التمدد الاستيطاني ثلثي مساحة أراضي «بيت صفافا»، فيما لم يتبق للسكان المقدسيين سوى 1500 دونم من أصل 4500، بحسب تفكجي. ويلفت خبير الخرائط إلى أن حدود «خطة تلبيوت» تمتد لتحاصر أراضي بلدة جبل المكبر التي تعد خاصرة مدينة القدس الجنوبية ويسكنها 30 ألف مقدسي.

• الخطة الإسرائيلية الجديدة تشمل إقامة 3500 وحدة استيطانية، و1300 غرفة فندقية، إلى جانب مواقع سياحية وكنس ومعاهد دينية يهودية، وذلك في المنحدرات الشرقية لمستوطنة جفعات هماتوس الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في بلدة بيت صفافا جنوب شرق القدس.

• تتزامن «خطة تلبيوت» الإسرائيلية مع مساعي حكومة الاحتلال لتنفيذ العديد من المخططات الاستيطانية الأخرى، لإنشاء مستوطنات جديدة أو توسعة تلك القائمة في شتى بقاع المدينة المقدسة، أبرزها «كيدمات تسيون»، و«بسغات زئيف»، و«راموت ألون» «أ» و«ب» و«أم ليسون».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى