اخبار الامارات

تصرف زيلينسكي بشأن مساعدات حلفائه يثير استياء الغرب

في يونيو من عام 2022، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نظراً لمطالبه التي لا تنتهي من مساعدات الولايات المتحدة.

وكان بايدن قد انتهى لتوه من إبلاغ زيلينسكي عبر الهاتف أنه تمكن من أخذ الموافقة من الكونغرس على مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار أميركي، عندما بدأ الزعيم الأوكراني بسرد قائمة من المطالب الإضافية التي أرادها، ولم يتمكن من الحصول عليها بعد. ووفق مصادر متعددة، فقد بايدن أعصابه، وصرخ بأنه يجب على زيلينسكي أن يُظهر مزيداً من العرفان للمليارات التي تقدم له كمساعدات من قبل أموال الشعب الأميركي.

مزيد من الجحود

وبعد مرور عام، يبدو أن إدارة بايدن تتعامل مع زيلينسكي، الذي لايزال يبدي الجحود من جديد. وعلى الرغم من أن الرئيس بايدن كان في قمة فيلنيوس، ليتوانيا، أطلق مستشاره للأمن القومي، جاك سوليفان، انتقاداً ساخراً، كان من الواضح أنه موجه ضد زيلينسكي، دون ذكر اسمه. وقال سوليفان في دحض انتقادات زيلينسكي التي وجهها لدول «الناتو»، لأنها رفضت ضمه إلى عضوية الحلف: «نستحق بعض الامتنان

لقاء كل هذه المليارات من دولارات دافع الضرائب الأميركي، التي تم دفعها من أجل الدفاع عن أوكرانيا». وأضاف «قد يقول البعض إن دولتنا تستحق كل الشكر، لأن مساعدات الولايات المتحدة لأوكرانيا تتجاوز بكثير ما قدمته الدول الأوروبية مجتمعة».

وتحدث سوليفان بعد أن اشتكى زيلينسكي بصورة صادمة عبر «تويتر» من أن موقف إدارة بايدن الرافض لمنح بلاده عضوية الحلف كان سابقة وغير معقول.

وأضاف زيلينسكي «يبدو أنه ليس هناك استعداد لدعوة أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا لجعلها عضواً في الحلف، وهذا يعني ترك فرصة من أجل المساومة على عضوية أوكرانيا في (الناتو) من خلال المفاوضات مع روسيا، وهذا يحفز روسيا كي تواصل اعتداءها». وحالة عدم اليقين تمثل ضعفاً كبيراً.

طرد السفير الأوكراني

ولكن تصرفه، وما تحدث به مع بعض كبار مسؤوليه، أصبح غير مقبول، فعندما قال وزير الدفاع البريطاني بن والس «أقترح أن تكون أوكرانيا أكثر امتناناً لدعم الغرب»، سخر منه زيلينسكي، ومن كلماته، ما حدا بالسفير الأوكراني في المملكة المتحدة، فاديم بريستايكو، للرد على سخرية زيلينسكي، بالقول «لا أعتقد أن هذه السخرية صحيحة. ولا ينبغي أن نظهر للروس أن ثمة مشكلات بيننا، ويجب أن يعرفوا أننا نعمل معاً. وإذا حدث أي شيء، يستطيع بن الاتصال بي وقول ما يشاء».

ومباشرة، وبعد هذه الكلمات المنطقية التي قالها السفير، قام زيلينسكي بطرده من منصبه.

وقد أثرتُ كل ذلك مع موظف رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية، الذي قال مؤكداً «زيلينسكي مثل طفل مدلل، يحصل على كل ما يريده، وكل ذلك لا يكفيه. وبدأ العديد في الحكومة الأميركية، وكذلك العديد من مواطنينا في الولايات المتحدة، يشعرون بالضجر من تصرفاته. وأستطيع أن أؤكد لك أنه يحرق الجسور في أوروبا أيضاً، وهناك الكثير من المال وحسن النية التي تكفي».

وتلك النقطة الأخيرة لا يغفل عنها الشعب الأميركي. وآخر استطلاع قامت به شركة غالوب الأميركية للاستشارات، حول هذا الموضوع، أشار إلى أن «43% من الأميركيين قالوا إن الولايات تقدم المبالغ الصحيحة لمساعدة أوكرانيا، وفي الوقت ذاته هناك من نسبتهم 26% منذ أغسطس 2022، الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا تقوم بما هو كافٍ لمساعدة أوكرانيا، إضافة إلى زيادة في النسبة المئوية التي تقول إن الولايات المتحدة تقوم بما هو أكثر من المطلوب لمساعدة أوكرانيا، والنسبة هي 29%».

وبعبارة أخرى، ومع مرور كل شهر، بدأ المزيد والمزيد من الأميركيين، من مختلف الأطياف السياسية الأميركية، يتساءل عن التزام الولايات المتحدة بأوكرانيا، وما الكمية الكافية لذلك.

برنامج المبادرة الأمنية

ولكن إدارة بايدن، وعلى الرغم من توبيخات زيلينسكي المستمرة، لم تظهر أي تباطؤ في تقديم الدعم لأوكرانيا. وكما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، ستعلن الولايات المتحدة عن تعهد جديد لشراء مساعدات عسكرية تقدر قيمتها بـ 1.3 مليار دولار كي تقدمها لكييف من أجل حربها مع روسيا في الأيام المقبلة. وتستخدم الولايات المتحدة هذه الأموال في برنامج المبادرة الأمنية لأوكرانيا، الذي يسمح لإدارة الرئيس بايدن بشراء الأسلحة من الشركات المصنعة، بدلاً من إخراجها من مستودعات الجيش.

وهذا الأمر جيد بالنسبة لأوكرانيا ومقاولي الدفاع، ولكنه سيئ بالنسبة لدافعي الضرائب الأميركيين، أو الذين يسعون إلى محاسبة صارمة في ما يتعلق بالمساعدات والأسلحة التي تقدر بالمليارات التي يتم إرسالها إلى هذه الدولة التي مزقتها الحرب.

وفي ما يتعلق بامتلاك دولتينا لفهم أعمق إلى أين تذهب هذه الأموال والمساعدات، أعرب البيت الأبيض عن معارضته لمادة في قانون الدفاع، التي ستشكل مفتشاً عاماً على مساعدات أوكرانيا.

وعلى الرغم من وجود استياء ضد زيلينسكي، نظراً لعدم تقديره لكل هذه الأموال والمساعدات التي يرسلها الغرب لأوكرانيا، إلا أن هذه الإمدادات تواصل تدفقها باستمرار.

وربما يرغب بايدن وفريقه باستمرار إرسال المليارات إلى أوكرانيا، ولكن يبدو أن مزيداً من الأميركيين بدأوا يطالبون بالتخفيض من هذا الدفع المستمر بأموال الأميركيين إلى أوكرانيا، وهو توجه يتصاعد بالنظر إلى أن الشعب الأميركي يرى النتائج المروعة المتوقفة على هذه الحرب، في الوقت ذاته النظر إلى زيلينسكي كما هو بدلاً من اعتباره شخصاً مثالياً.

دوغلاس ماكينون مستشار سياسي وعلاقات وكاتب في البيت الأبيض


إدارة بايدن، وعلى الرغم من توبيخات زيلينسكي المستمرة، لم تظهر أي تباطؤ في تقديم الدعم لأوكرانيا. وستعلن الولايات المتحدة عن تعهد جديد لشراء مساعدات عسكرية تقدر قيمتها بـ1.3 مليار دولار، كي تقدمها لكييف من أجل حربها مع روسيا في الأيام المقبلة.

قال سوليفان في دحض انتقادات زيلينسكي التي وجهها لدول «الناتو»، لأنها رفضت ضمه إلى عضوية الحلف «نستحق بعض الامتنان لقاء كل هذه المليارات من دولارات دافع الضرائب الأميركي، التي تم دفعها من أجل الدفاع عن أوكرانيا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى