اخبار الامارات

أميركية تسحب ترشيحها لمنصب كبير في المفوضية الأوروبية

سحبت خبيرة اقتصادية أميركية ترشيحها لمنصب كبير في المفوضية الأوروبية، بعد أن واجهت انتقادات أوروبية بلغت ذروتها بانتقاد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكانت الاقتصادية الأميركية فيونا سكوت مورتون رشحت نفسها للعمل في وظيفة كبير اقتصاديي المنافسة في المفوضية الأوروبية، وانسحبت منه بعد أن واجهت انتقاداً لاذعاً من ماكرون بأن هذه الوظيفة يجب أن تكون من نصيب الأوروبيين.

وقالت سكوت مورتون في رسالة نشرتها نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، مارجريت فيستاجر على «تويتر» الأربعاء: «بالنظر إلى الجدل الذي نشأ بسبب اختيار شخص غير أوروبي لشغل هذا المنصب، قررت سحب ترشيحي لمنصب كبير الاقتصاديين».

وأصيبت شركات التقنية الكبرى – بما في ذلك مايكروسوفت – بدهشة من هذا الموقف الأوروبي، لأن أستاذة جامعة ييل كانت مسؤولة عن تقديم المشورة بشأن قانون الأسواق الرقمية، وهو قانون الاتحاد الأوروبي المصمم لترويض تلك الشركات ذاتها. سكوت مورتون هي أيضاً أول مواطن من خارج الاتحاد الأوروبي يترشح لمثل هذا المنصب الرفيع في المفوضية، الأمر الذي أثار معارضة القوى الكبرى في الكتلة، خصوصاً فرنسا.

وخلال الأيام الماضية عارض الوزراء الفرنسيون بشدة، التعيين، ودعوا المفوضية إلى التراجع عن عرض العمل. ثم قال ماكرون للصحافيين يوم الثلاثاء، إنه «متشكك» بشأن الترشيح، وقال إن الخطوة ليست «متسقة» مع أهداف الحكم الذاتي الاستراتيجية لبروكسل.

وتعكس هذه الحجة أسئلة أوسع حول مدى الانفتاح الذي يجب أن يكون عليه الاتحاد الأوروبي عند مواجهة الولايات المتحدة الحمائية بشكل متزايد. وتتمثل الحجة الفرنسية في أن أوروبا يجب أن تكون أقل سذاجة بشأن التنافس الاستراتيجي مع القوى الأخرى، بما في ذلك أميركا. وقال ماكرون الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أو الصين لا تسمح لغير المواطنين بتولي منصب مماثل.

والمعارضة لم تأت فقط من باريس، فقد دعت أربع مجموعات كبرى في البرلمان الأوروبي إلى إلغاء الترشيح، وأثار خمسة مفوضين مخاوف بشأن التعيين، وكان من المقرر مناقشته يوم الأربعاء قبل انسحاب سكوت مورتون، وفقاً لبروكسل بلاي بوك. وتحدث آخرون لصالح الترشيح. وقال العشرات من الاقتصاديين البارزين، الاثنين، إن القرار يجب أن يستمر، وإنه يجب على المفوضية «تجنيد أفضل المتعاونين المحتملين في خدمة المواطنين الأوروبيين، بغض النظر عن جنسيتهم».

وكانت ردود الفعل على تنحي سكوت مورتون متباينة بالمثل. وقالت نقابة تمثل موظفي الاتحاد الأوروبي، كريستيانو سيباستياني: «إن الجنسية مهمة، يجب أن يتم استثمار كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وإتاحة الفرصة لهم ليسهموا في المشروع الأوروبي».

وركزت الباحثة في مرصد الشركات في أوروبا، برام فرانكن، على الصراعات الناشئة عن عمل سكوت مورتون مع التقنيات الكبيرة. وقالت إن «هذا الحادث برمته يسلط الضوء على عمليات تضارب المصالح في المفوضية الأوروبية». وتضيف أن على المفوضية الآن «أن تضع في حسبانها بشكل عاجل، عملية تضارب المصالح عند تعيين مسؤولين جدد ومنع سيناريو مماثل من الحدوث مرة أخرى».

إلا أن الاقتصادي البارز مارتن بيتز، الذي كان أحد الموقعين على الرسالة المؤيدة للترشيح غرد قائلاً: «لا يوجد فائزون بعد هذه النتيجة، إذا كانت الحكومة الفرنسية تعتقد خلاف ذلك، فإنني أختلف معها، من سينظف هذه الفوضى؟».

وقالت فيستاجر في بيان، إنها تحدثت مع سكوت مورتون. وأضافت: «أقبل قرارها مع الأسف واحترم نزاهتها». وأضافت: «أتمنى لها كل التوفيق في المستقبل، وأن تستمر في استخدام مهاراتها وخبراتها غير العادية للدفع من أجل تطبيق وتنظيم قوي للمنافسة على جانبي المحيط الأطلسي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى