اخبار الامارات

مطالب بإدراج «الاختبار النفسي» ضمن شروط تعيين المعلم

دعا ذوو طلبة إلى إدراج الاختبارات النفسية ضمن المتطلبات الأساسية لتعيين المعلمين في المدارس الخاصة، لمنع تقلد الشخصيات العنيفة والمتوترة والعصبية وظائف تعليمية في المدارس، لما له من تأثير سلبي على الأطفال، خصوصاً في مرحلتي رياض الأطفال والحلقة الأولى.

وأشار أطباء واختصاصيون نفسيون إلى أن مهنة التعليم واحدة من أكثر المهن التي يحتاج الشخص فيها إلى التوازن النفسي لما يقوم به المعلم من عمل حساس يترتب عليه بناء الأجيال، ما يستدعي خضوع المتقدمين للوظائف التعليمية لاختبارات نفسية وسلوكية للتأكد من عدم وجود اضطرابات في شخصياتهم قد تمنعهم من تحمل المسؤولية.

وتفصيلاً، اقترح ذوو طلبة في مدارس خاصة إدراج الاختبارات النفسية كشرط أساسي من شروط تعيين المعلمين في المدارس الخاصة، وإلزام المعلمين المعينين بأداء هذه الاختبارات سنوياً، مشيرين إلى تعرض أبنائهم لعنف وتنمر من قبل معلمين، فيما رصدت «الإمارات اليوم» قضايا بين معلمين وإدارات مدرسية بسبب مخالفة السلوك.

وأوضح ذوو طلبة، محمد عمران، ووائل صالح، وأيمن فؤاد، ومرام محمد، ونهى العاصي، أن أطفالهم تعرضوا للصراخ والتوبيخ أكثر من مرة، وأن إدارات المدارس لا تتخذ أي موقف ضد هذا السلوك وتحمل الطلبة المسؤولية عن عصبية المعلمين، وتعاملهم بأسلوب عنيف داخل الصف، مطالبين بإلزام المعلمين بعمل فحص نفسي سنوياً لضمان سلامة الطلبة، والتأكد من قدرة المعلم على الفصل بين مشكلاته وضغوطاته ودوره التربوي مع الطلبة، باعتباره الأكثر تأثيراً في تكوينهم.

وأشار ذوو طلبة (مهران جادالله، وأمينة محمود، ومنال بيتر) إلى ضرورة التأكد من السلامة النفسية للمعلمين قبل توظيفهم، حيث «تؤثر سلوكيات وتصرفات بعضهم في مشاعر الطلبة، وقد تهز ثقتهم في أنفسهم وتدفعهم إلى النفور من المدرسة، أو تتسبب في إصابتهم بالإحباط نتيجة التعامل السيئ والاستهزاء بهم داخل الصف الدراسي».

وأكد اختصاصيون نفسيون أهمية الكشف النفسي للتأكد من توازن المعلم، وأن يكون الكشف دورياً سنوياً، لضمان قدرته على تحمل مسؤولية الطلبة، «لأن الاضطرابات النفسية قد تمنع المعلم من تحمل المسؤولية عن تعليم الطلاب، ولكي يتسنى له القيام بهذه المهمة يجب أن تتوافر لديه – بجانب المؤهلات العلمية والخبرة – العديد من السمات الشخصية، مثل الحضور الذهني و(الكاريزما) الجيدة والقدرة على التحكم في التصرفات».

وقال الأخصائي النفسي الدكتور أحمد السيد، إن «غالبية المعلمين في المدارس الخاصة ينتمون إلى خلفيات ثقافية مختلفة، ولا أحد يعرف البيئة التي نشأ المعلم فيها، أو الظروف المحيطة به، وبعضهم يعمل في المهنة دون أن يكون راضياً عنها، وينعكس ذلك على سلوكه وطريقة تعامله مع الطلبة، وقد يؤدي إلى النفور من المدرسة والتعليم»، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة للتطوير المهني والتكنولوجي للمُعلمين يجب أن يرافقها في الوقت ذاته تأهيل نفسي للمعلمين لضمان تحقيق المخرجات التعليمية المطلوبة.

وأشار اختصاصيون نفسيون واجتماعيون (أمجد سلوان، ومحمد العيوطي، وسحر ندا) إلى أن مهنة التعليم من أكثر المهن التي يشعر العاملون فيها بالضغط النفسي، لذا يجب على من يمارسها أن يتحلى بالثبات الانفعالي، خصوصاً أن المعلمين دائماً ما يصيبهم الشعور بالملل من الصف الدراسي وانخفاض الدافعية للمشاركة في الأنشطة، والتذمر من أوضاع المهنة ومدخولها مقارنة بمهن أخرى يرونها أقل جهداً وأهمية، مشيرين إلى كثرة الأعباء على المعلمين وتعدد المهام الصفية واللاصفية المسندة إليهم وما يقابلها من رواتب منخفضة مقارنة بمهن أخرى.

وأكد مسؤولون في مدارس خاصة – فضلوا عدم ذكر أسمائهم – أن تقييم المعلمين الجدد نفسياً يتم خلال المقابلة الشخصية بعد اجتياز شروط المؤهل والخبرة المطلوبة، حيث يحضر ضمن أعضاء لجنة التقييم الاخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدرسة، ويطرح مجموعة من الأسئلة على الشخص المتقدم للوظيفة، وتساعد ردوده أعضاء اللجنة المسؤولة عن التوظيف في تقييمه نفسياً، وقياس مهاراته وقدرته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، كما يتم التركيز على لغة جسد الشخص ومراقبة السلوكيات والأفعال التي تصدر منه.

وأشار معلمون (أسامة أحمد، ونهى شريف، ورباب سعدون، ونادية مبارك، وغادة البحيري) إلى أن تركيز الإدارات المدرسية عند التعيين ينصب على الشهادات التربوية المناسبة للتخصص والخبرة التربوية لدى المتقدم للوظيفة، ومدى قبوله بالراتب المحدد، ويتم تقييمه تقييماً أولياً خلال المقابلة الشخصية، التي تتضمن العديد من الأسئلة الخاصة بالجانب النفسي والسلوكي.

كما يوضع المعلم في الشهور الأولى تحت الاختبار، وفي حال تسجيل أي ملاحظة عليه يتم التحقيق فيها فوراً، واتخاذ الإجراء المناسب وفقاً للوائح والقوانين المعمول بها.

ورصدت «الإمارات اليوم» وصول عدد من المخالفات الخاصة بمعلمين إلى ساحة القضاء، إحداها لمعلم طالب إدارة مدرسة خاصة بالتعويض بعدما أنهت خدماته لديها إثر تلقيها شكاوى من طالبات حول وجود مخالفات على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ادعى المعلم أن حسابه مخترق، وطالب المدرسة والمسؤولين عنها بأن يؤدوا له نحو نصف مليون درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والأدبية التي أصابته نتيجة تشويه سمعته.

وقضت محكمة أبوظبي للأسرة والدعاوى المدنية والإدارية برفض الدعوى.

وفي قضية أخرى، قضت برفض دعوى أقامها معلم مفصول طالب فيها بإلزام مدرسة بأن تؤدي له 25 ألف درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والمعنوية المترتبة عن اتهامها له بدفع الطلبة باليد والالتحام معهم.

في المقابل تواصلت «الإمارات اليوم» مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، لمعرفة متطلبات تعيين المعلمين في المدارس الخاصة بأبوظبي، وما إذا كانت تتضمن توفير وثيقة حالة جنائية، وعمل اختبارات نفسية للمرشح، ومن يقوم بإجرائها، وكيفية التأكد من صحة الشهادات المقدمة للمعلم قبل توظيفه، إضافة إلى طرق تعريف المعلمين الجدد والعاملين في المدارس من الأجانب بثقافة وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، إلا أنه لم يتسنَّ الحصول أي رد منها.


اختصاصيون نفسيون:

• «الاضطرابات النفسية قد تمنع المعلم من تحمُّل المسؤولية عن تعليم الطلاب».

مسؤولو مدارس خاصة:

• «تقييم المعلمين الجدد نفسياً يتم خلال المقابلة الشخصية بعد اجتياز شروط المؤهل والخبرة المطلوبة».

ذوو طلبة:

• «إدارات المدارس تُحمّل الطلبة المسؤولية عن عصبية المعلمين».

• «الفحص النفسي يضمن قدرة المعلم على الفصل بين مشكلاته ودوره التربوي».

• «سلوكيات المعلمين تؤثر في مشاعر الطلبة، وقد تهز ثقتهم في أنفسهم».


معايير تعيين المعلمين

حددت دائرة التعليم والمعرفة في دليل سياسات المدارس الخاصة الحد الأدنى للمؤهلات والمتطلبات اللازمة لتعيين المعلمين في المدارس، وهي أن يكون المتقدم للوظيفة حاصلاً على درجة جامعية في التعليم (بكالوريوس) أو ما يعادلها من مؤسسة تعليمية معترف بها ومعتمدة، وأن تكون الشهادات والمؤهلات مصدقة حسب الأصول، و«شهادة في التعليم» أو «إجازة معلم» معتمدة ومعترف بها، وما لا يقل عن سنتين من الخبرة في مجال التدريس. وتكون الأولوية للمعلم الذي تتوافر لديه شهادة اختبار اللغة الإنجليزية الدولي «IELTS» الأكاديمي أو ما يعادلها بما لا يقل عن تقدير «6» للمدرسين غير الناطقين باللغة الإنجليزية، والذين أتموا دراستهم بلغة غير الإنجليزية للمدارس التي تقدم موادها باللغة الإنجليزية، ويفضل إجادة اللغتين العربية والإنجليزية، أو أي لغات أخرى حسب حاجة المدرسة.

وتستكمل المدرسة والمرشح استمارة الترشيح والسيرة الذاتية ووثيقة التعارف وشهادة الحالة الجنائية (صادرة من الجهات المعنية للمرشح المقيم في الدولة، وصادرة من دولة المرشح الوافد حديثاً للدولة).

وفي حال إخفاق المرشح في اجتياز التدقيق المطلوب، يجب على المدرسة تقديم نماذج جديدة لمرشح جديد، وتصدر الدائرة إخطار تعيين لمعلم المدرسة بعد اجتياز التدقيق المطلوب، لافتة إلى أن مدير المدرسة هو المسؤول الأول عن اختيار أعضاء هيئة التدريس وتعيينهم، وفقاً للحاجات المحددة للمدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى