اخبار الامارات

«القيود» تصيب الفتيات الأفغانيات بأزمات نفسية مختلفة

قضى الطبيب النفسي الأفغاني شفيق عظيم، جل حياته المهنية في معالجة الصدمات النفسية الناجمة عن عقدين من القتال الذي مزّق المباني والعائلات. لكن على مدى الأشهر الماضية، امتلأ مستشفاه الذي يعنى بالصحة العقلية الأولية في العاصمة الأفغانية كابول، بالمرضى الذين يعانون أنواعاً مختلفة من المعاناة، على حد قوله. فمع تقييد قيادة طالبان – بشدة – تعليم الإناث وعملهن، نشأت مخاوف متزايدة تتعلق بالصحة العقلية للفتيات والنساء. ويقول عظيم: «يبدو أن القيود والتغييرات المفاجئة هي السبب الجذري للصدمة التي تعانيها معظم النساء والفتيات اللواتي يطلبن الآن المساعدة في هذا المستشفى». ويضيف: «إنهن يخشين من ألا يتمكّن من العودة إلى العمل أو المدرسة إلى الأبد، إنهن معزولات ويعانين الاكتئاب».

وأدلى أخصائيو الصحة العقلية في خمسة مستشفيات ومراكز صحية أفغانية بروايات مماثلة عن هذا التحدي المتزايد، حيث يقولون إن العديد من النساء يتلقين العلاج من الحالات النفسية في العيادات الخارجية. وقد شجع الأطباء بعضهن على البحث عن ملاذ، في ظل تقلص عدد الأنشطة التي لا تزال الحكومة تسمح بها.

وتدعي حركة طالبان أن حياة النساء قد تحسنت في ظل حكمها الذي دام عامين. وأصدر الزعيم الأعلى هيبة الله أخوندزاده حظراً على الزواج القسري بعد فترة وجيزة من توليه السلطة، وتعهد في رسالة صوتية حديثة بأنه يريد للمرأة أن تعيش حياة «مريحة».

لكن العديد من النساء يروين قصصاً مختلفة. تقول شابة تبلغ 29 عاماً وتشارك في ورشة عمل فنية للفتيات والشابات في كابول، إنها تخشى اللحظات التي تقول فيها زميلاتها الطالبات إنهن بدأن يشعرن بالتحسن، حيث قالت هذه الفتاة التي تحدثت شريطة عدم كشف هويتها خوفاً من الانتقام: «في هذه الأيام، يعني هذا في الواقع أنهن استسلمن وفقدن الأمل في حياة أفضل».

وحتى قبل وصول طالبان إلى السلطة، كشفت دراسة أن نحو نصف النساء الأفغانيات يعانين ضائقة نفسية شديدة. وقالت إحدى مؤلفات الدراسة، وهي فيفيان كوفيس – ماسفيتي، إنه لم يتم إصدار أي دراسة مماثلة منذ استيلاء طالبان على السلطة. وأضافت أنه قد يكون من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه الظروف تعكس ضائقة نفسية متصاعدة على مستوى البلاد، مضيفة أن نهاية الحرب ربما تكون قد دفعت أيضاً إلى تغييرات إيجابية.

لكن في المناطق الحضرية على وجه الخصوص، غالباً ما تقابل رؤية طالبان لما يجب أن تبدو عليه حياة المرأة، بالمقاومة والنقد المتزايد، حيث حظرت الحكومة التعليم الثانوي والجامعي على النساء، ومنعتهن من العمل في المنظمات غير الحكومية أو وكالات الأمم المتحدة في العديد من الأدوار، وقيّدت وصولهن إلى الأماكن العامة. وأمرت طالبان قبل فترة وجيزة بإغلاق صالونات التجميل في غضون شهر، ما ألغى واحدة من آخر الفرص المتاحة للنساء للعمل والتواصل الاجتماعي.

إلا أن هناك جانباً آخر من الرواية، ففي المستشفى الرئيس في هرات غرب أفغانستان، قال رئيس قسم الصحة العقلية شفيق عمير، إنه لم ير أي فتيات «أصبن بحالات نفسية لأنهن لم يستطعن الذهاب إلى المدرسة». وقال إن العالم «يعتقد أن نساءنا ضعيفات، لكنهن قويات للغاية».

ولكن على بعد أمتار قليلة من الممر المزدحم، كان زملاؤه يعتنون بطفلة تبلغ 16 عاماً في المستشفى. وتروي والدتها كيف تدهورت الصحة العقلية لابنتها بعد أن منعها خطيبها البالغ من العمر 80 عاماً من الذهاب إلى المدرسة. وعندما قررت بدلاً من ذلك تعليم الطلاب الأصغر سناً في مدرسة دينية، حظر خطيبها ذلك أيضاً. وقالت الأم إنه عندما تصاب ابنتها بالاكتئاب، فإنها تخبرها – أي الأم – أنها ستعود ذات يوم إلى التدريس. وقالت: «إنها الطريقة الوحيدة لتحفيزها هذه الأيام».

• إن العديد من النساء يتلقين العلاج من الحالات النفسية في العيادات الخارجية. وقد شجع الأطباء بعضهن على البحث عن ملاذ في ظل تقلص عدد الأنشطة التي لا تزال الحكومة تسمح بها.

• في المناطق الحضرية على وجه الخصوص، غالباً ما تقابل رؤية «طالبان» لما يجب أن تبدو عليه حياة المرأة، بالمقاومة والنقد المتزايد، حيث حظرت الحكومة التعليم الثانوي والجامعي على النساء، ومنعتهن من العمل في المنظمات غير الحكومية أو وكالات الأمم المتحدة في العديد من الأدوار، وقيدت وصولهن إلى الأماكن العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى