اخبار الامارات

مخيمات اللاجئين في العالم تواجه خطراً كبيراً نتيجة تغير المناخ

سونجا فرانسين

في جميع أنحاء العالم، يضطر كثير من الناس لمغادرة منازلهم نتيجة تغير المناخ، وأعمال العنف، والفقر. وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين، إلى أنه في منتصف 2022 كان هناك نحو 103 ملايين شخص بلا مأوى، مقارنة بـ90 مليوناً في نهاية 2021. ويتجه الأشخاص الذين يغادرون منازلهم بصورة متزايدة إلى المناطق المدنية، ولكن العديد منهم ينتهي بهم المطاف إلى مستوطنات غير رسمية أو مخيمات لجوء. وفي كثير من الأحيان، تكون هذه المستوطنات واقعة في أماكن نائية ومنعزلة، في أرض سيئة وتتسم بظروف مناخية قاسية.

وقمت مع زملائي ببعض الأبحاث الجديدة حول هذه المستوطنات التي تواجه ظروفاً جوية قاسية، والتي على الأرجح ستزداد قسوة نتيجة تغير المناخ. وقمنا بتحليل هذه الظروف حول أكبر 20 مستوطنة للاجئين في العالم، واطلعنا على الطقس والمناخ، ومعلومات تتعلق بالسكان.

واكتشفنا أنه، مقارنة بمتوسط الظروف المناخية في الدول المستضيفة للاجئين، غالباً ما تكون الظروف في مخيمات اللاجئين المختلفة أسوأ كثيراً. وهذا يضاف إلى حالة الإقصاء الاجتماعي والسياسي الذي يواجهه هؤلاء.

وكانت النتائج ملحوظة في ما يتعلق بالتغيرات التي تمر بصورة بطيئة أي على المدى البعيد، حيث التغير التدريجي في درجات الحرارة وهطول الأمطار. ولكن المخيمات كانت متأثرة أيضاً بالكوارث ذات الوتيرة السريعة مثل الفيضانات، وموجات الحرارة وموجات البرد.

وعلى سبيل المثال كانت المستوطنات في كينيا وإثيوبيا، في صحراء قاحلة، أو مناطق ذات مناخ السافانا الاستوائية. وكان متوسط درجات الحرارة في منطقة المخيمات أعلى من متوسط درجة حرارة البلد المتعارف عليها بنحو 7.65 إلى 8.75 درجات مئوية. وعادة ما تتلقى مناطق اللاجئين هطول أمطار أقل في حين تكون درجات حرارتها أعلى.

ويتعرض اللاجئون في باكستان، من ناحية أخرى، إلى درجات حرارة أقل وأقسى من الظروف المعروفة في البلد، في حين أن الحرارة تكون أعلى في الصيف.

وفي بلوشستان، في باكستان، تتعرض مناطق المستوطنات لدرجات الحرارة أقل بـ4.12 درجات مئوية عما هو معروف في شتى أنحاء الدولة.

مخاطر سريعة

تم اكتشاف نتائج قليلة الأهمية في ما يتعلق بالتغيرات السريعة الحدوث، مثل موجات الحرارة وموجات البرد، وسقوط المطر الشديد. وهذا يعني أن مستوطنات اللاجئين لا تعاني من هذه الأحداث أكثر بكثير من الدول المضيفة للاجئين.

ولكن هذا لا يعني أن مستوطنات اللاجئين لا تتعرض لهذه الأحداث. بل على العكس، فإن الدول والمناطق التي تستضيف معظم اللاجئين في العالم هي الأكثر هشاشة أمام تغير المناخ، وبالتالي فإنها تتعرض للتغيرات السريعة. ولهذا تواجه مستوطنات اللاجئين في هذه الدول مخاطر شديدة.

ولنأخذ على سبيل المثال منطقة بازار كوكس في بنغلاديش، وهي موطن لنحو مليون لاجئ من الروهينغا. وتوسعت هذه المستوطنات هناك مع الزمن وتعتبر الآن واحدة من أكبر مستوطنات اللاجئين في العالم وأكثرها كثافة.

وتقع كوكس بازار في منطقة يغلب عليها الرياح الموسمية، كما أن المطر الغزير يعتبر شائعاً في كل أنحاء المنطقة. ومن دون إدارة مناسبة للمياه، يمكن أن تشكل مياه المطر، والفيضانات خطراً على الملاجئ المؤقتة. ويمكن أن تسبب المياه الراكدة نتيجة الأمطار خطراً على صحة اللاجئين الذين يعيشون في هذه المستوطنات.

وتعرضت الـ20 مستوطنة التي أجرينا فيها أبحاثنا لموجات منتظمة من البرد. وتعرضت 15 منها لعدد كبير من الأيام المتعاقبة لدرجات الحرارة المرتفعة في كل موسم، خصوصاً في كينيا (كاكوما) وجنوب السودان (جامجانغ) وبنغلاديش في (بازار كوكس).

وتزايدت هذه الآثار نحو الأسوأ مع مرور الأيام. وتزايد طول فترات ارتفاع الحرارة العالية في مناطق مستوطنات اللاجئين في كينيا، وإثيوبيا، وبنغلاديش، ورواندا، والسودان، وجنوب السودان، وأوغندا في الفترة ما بين 1981 و2009.

وتزايد طول الفترات التي اشتد فيها البرد قليلاً في باكستان، وإثيوبيا. وفي غياب الحماية الملائمة للملاجئ، يمكن أن يسبب الطقس البارد الكثير من المخاطر على الصحة تماماً كما هي الحرارة المرتفعة للغاية.

مزيد من الحواجز

تؤثر أحداث المناخ المتطرف، سواء كان بوتيرة بطيئة أو سريعة في رفاهية ومعيشة الناس في مستوطنات اللاجئين. وفي المناطق التي تكون فيها البنية التحتية ضعيفة، وفرص العمل محدودة، وكذلك المساكن أيضاً، والمساعدات الإنسانية غير كافية، يمكن أن يؤثر المناخ الشديد عن طريق جعل اللاجئين يواجهون صعوبة في الاعتماد على أنفسهم أو في قدرتهم على الصمود.

ويمكن أن تضيف هذه التغيرات مزيداً من الضغوط على ظروف الحياة الصعبة أصلاً في المجتمعات المضيفة، الأمر الذي يزيد من توتر العلاقات بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة عندما تصبح الموارد شحيحة.

وأظهرت الأبحاث التي تم القيام في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا كيف أن نقص المياه والأرض، ونقص الفرص الاقتصادية أدى إلى توتر هذه العلاقات.

ومع تزايد عدد حوادث الطقس الشديدة والمترافقة مع تزايد تغير المناخ، يصبح مزيد من الناس تحت خطر التشرد. وينبغي على الحكومات ومنظمات المساعدات الإنسانية بذل مزيد من الانتباه إلى مخاطر البيئة عند تصميم واختيار مكان مخيمات اللاجئين.

وينبغي لسياسات تكيف المناخ الوطنية وسياسات التنمية المستدامة أن تدعم وتحمي السكان المشردين والمجتمعات المضيفة للاجئين. ومن دون مثل هذه الاستراتيجيات، ستزداد صعوبة تخفيف آثار تغير المناخ في معظم السكان الأكثر ضعفاً.

باحثة في مجال الصعوبات التي يعيشها اللاجئون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى