اخبار الامارات

نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «فاي التجريبي»

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، نجاح عملية إطلاق القمر الاصطناعي «فاي – التجريبي» أمس، ضمن مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية «فاي»، حيث تمت عملية الإطلاق بواسطة الصاروخ «سويوز-2» من موقع «بايكونور كوزمودروم» الروسي.

وأوضح المركز أنه عقب الإطلاق، انفصلت وحدة الحمولة (فريجات) التي تحمل «فاي التجريبي» عن الصاروخ «سويوز-2»، وأعقبها انفصال هيكل الحماية عن الصاروخ بنجاح، ثم انطلقت وحدة «فريجات» التي تحمل على متنها القمر الاصطناعي في طريقها إلى المدار.

وتهدف مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية التي يقودها مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، إلى زيادة عدد الدول المستفيدة من أنشطة بناء القدرات لتطوير وتصنيع ابتكارات الأقمار الاصطناعية، كخطوة مسبقة لاستكمال تطويرها، بما في ذلك دعم المعرفة التقنية، والعمليات الهندسية والبنية التحتية ذات الصلة بها، بتكلفة اقتصادية.

وستعمل مهمة القمر الاصطناعي «فاي – التجريبي» على تطوير مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث إن تصميمه ووظائفه المبتكرة تجعله الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ما يجعل مركز محمد بن راشد للفضاء رائداً في مجال استكشاف الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.

وبعد مرور 24 ساعة على وصول القمر الاصطناعي إلى مداره المحدد عند ارتفاع نحو 550 كيلومتراً، سيتم التحكم فيه من داخل مختبرات الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، إذ سيتم إجراء الاتصال الثاني في هذه المرحلة، ليكون بمثابة نجاح لإطلاق المهمة.

وبعد الإطلاق الناجح، تأتي مرحلة فتح الألواح الشمسية، إذ تم تخصيص فترة خمسة أيام لهذه المرحلة المهمة.

وسيحافظ الفريق التقني لمركز محمد بن راشد للفضاء على اتصال يومي لمدة 10 دقائق أثناء عبور القمر فوق دولة الإمارات.

وتوفر دقائق الاتصال فرصة لفريق مركز محمد بن راشد للفضاء، لتنفيذ أوامر التشغيل، ما يؤسس خط اتصال قوياً مع الحمولة.

وبعد انتهاء الأيام الخمسة بنجاح، سيبدأ الفريق في التحكم في عمليات الحمولة.

ويتضمن ذلك تعاوناً مشتركاً بين المركز وجامعة خليفة، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة.

وستتولى المحطة الأرضية الواقعة في حرم الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، التعامل مع هذه المرحلة، حيث يقود أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، العملية، لضمان التواصل السلس والدائم مع القمر الاصطناعي.

وقال المدير العام للمركز، سالم حميد المري، إن إطلاق القمر الاصطناعي (فاي التجريبي) يعد إنجازاً رائداً في مسيرة قطاع الفضاء الإماراتي، خصوصاً مع صناعة جميع الأجزاء الميكانيكية الخاصة به في الدولة.

وأضاف: «يشكل هذا الإنجاز المميز دليلاً على التزامنا المتواصل بتطوير تكنولوجيا الفضاء».

وأكد أن «هدف مركز محمد بن راشد للفضاء تكوين شراكات مع القطاع الخاص للإسهام الفاعل في تبادل المعرفة، وتعزيز الابتكارات الرائدة. نعمل على إشراك الجميع في مسيرتنا نحو التقدم والاستكشاف، وتعزيز دور دولتنا في الإسهام في استكشاف الفضاء والتطور التكنولوجي».

وقالت نائب مدير مشروع استضافة الحمولة في مركز محمد بن راشد للفضاء، ميثاء أحمد شريف، إن «فاي – التجريبي» قمر اصطناعي نموذجي مصمم لمهام مختلفة وتجربة حمولات وابتكارات متعددة في الفضاء بكلفة قليلة وفترة زمنية قصيرة.

وأضافت أن «فاي – التجريبي» يحمل على متنه حمولتين أساسيتين تتضمنان ابتكارَين سيتم اختبارهما للمرة الأولى في الفضاء، الحمولة الأولى تتمثل في تقنية إنترنت الأشياء وتعمل على تردد «5G»، حيث يستقبل القمر «فاي» بيانات من أجهزة وحساسات في مختلف المناطق، ثم يتم إرسالها للمحطة الأرضية لتوفيرها للمستخدمين، بينما الحمولة الثانية عبارة عن نظام دفع يعمل باستخدام الماء لتغيير مدار القمر، ويعد نظاماً نظيفاً وصديقاً للبيئة.

وأشارت إلى أن القمر الاصطناعي سيعمل لمدة عام واحد على الأقل، فيما تم تصميم القمر وتركيبه واختباره بأيد إماراتية 100%؜ في مركز محمد بن راشد للفضاء، كاشفة عن تصميم القمر بكلفة قليلة، مقارنة بالأقمار الاصطناعية الأخرى من الفئة نفسها.

بدوره قال مدير مشروع استضافة الأقمار الاصطناعية، زكريا الشامسي، إن القمر صُمم بالكامل في مركز محمد بن راشد وتمت عمليات الاختبار في دولة الإمارات، لافتاً إلى أن هذا التصميم قابل لإضافة أي حمولة.

وتابع أن «هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، وتهدف إلى تعزيز استخدام تقنيات الأقمار الاصطناعية، فضلاً عن توفير فرصة للشركات والدول على حد سواء، بما يعزز عمليات نشر وتشغيل أقمارها الاصطناعية في الفضاء».

ولفت إلى أن «نتائج هذه المهمة تمثل خطوة مهمة نحو مساعينا المستقبلية، حيث يتمحور مستقبل قطاع الفضاء حول مثل هذه المشروعات التعاونية ليس لنا فقط، بل للكيانات الشريكة أيضاً، خصوصاً أن هذه المبادرة ومهمات (فاي) ستلبي طموحات الشركاء في الوصول إلى الفضاء».


دور كبير

قال مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء، عامر الصايغ الغافري، إن الأقمار الاصطناعية الصغيرة لها دور كبير على مستوى العالم في توفير بيانات جديدة، وتغطية أوسع وأشمل للمسطحات الأرضية، وبالتالي نحفّز شركات حول العالم وباحثين على تطوير تلك التقنيات.

وأضاف أن «هناك جانباً آخر مهماً لهذه الأقمار، يتمثل في دعم المؤسسات المختلفة حول العالم، إذ نعطيها فرصة لإطلاق أجهزة معينة هي خبيرة فيها ونجرّبها في الفضاء الخارجي، وبالتالي نجرّب سلامتها وجاهزيتها لاستخدامات أوسع نشاطاً».

• ميثاء شريف: «القمر صُمم بأيدٍ إماراتية بنسبة 100%، وكلفته قليلة مقارنة بالأقمار الأخرى».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى