اخبار الامارات

الإناث يعززن سيطرتهن على احتياجات سوق العمل المستقبلية

سجلت نتائج الصف الـ12 في السنوات الأخيرة تفوقاً ملحوظاً للطالبات على الطلبة، وظهر ذلك في قوائم المتفوقين في مختلف الأنظمة التعليمية، حيث ضمت قائمة الطلبة الأوائل في الثانوية العامة على مستوى الدولة أول من أمس، ثماني طالبات مقابل طالب واحد، وضمت قائمة أوائل ثانويات التكنولوجيا التطبيقية ست طالبات مقابل أربعة طلاب، ومن أصل 31 طالباً لأوائل ثانويات التكنولوجيا التطبيقية في ثلاثة مسارات هندسية متخصصة تبوّأت الطالبات 19 مركزاً مقابل 12 مركزاً للطلبة، (بنسبة 65% للإناث مقابل 35% للذكور في إجمالي قوائم المتفوقين).

وأكد تربويون واختصاصيون اجتماعيون ومرشدون أكاديميون أن استمرار تفوق الإناث على الذكور يحكم سيطرتهن على التخصصات الدقيقة واحتياجات سوق العمل المستقبلية. وحددوا خمسة أسباب وراء تفوق الطالبات على الطلاب في مراحل التعليم المدرسي، تضمنت التنشئة الاجتماعية، والمثابرة وبذل مجهود أكبر لإثبات الذات – على العكس من الطلبة الذكور – والانضباط والالتزام داخل الصفوف الدراسية، مقابل تمرد الذكور، والالتزام بأداء الواجبات اليومية، إضافة إلى تميز الطالبات بالشغف والرغبة في تحقيق الذات.

وأكد تربويون واختصاصيون نفسيون واجتماعيون، علي السديس، ومحمد سالم، ومنال نجيب، وخولة العليمي، وشروق أحمد، أن التميز لا يتعلق بقدرات خارقة لأحد الجنسين، وإنما يعود إلى المجهود الشخصي والمثابرة، مشيرين إلى أن «تفوق الإناث على الذكور لم يأتِ من فراغ وليس وليد المصادفة، وإنما يعود إلى التنشئة الاجتماعية التي تقوم على انضباط الفتيات مقابل تمرد الذكور».

وأضافوا أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع نسب الفتيات في مهن كان للذكور سيطرة كبيرة عليها، مثل التخصصات الطبية والهندسية، وتخصصات علوم البيانات، خصوصاً أن المؤشرات تؤكد أن الإناث تفوقن على الذكور في المواد العلمية بشكل كبير، ما غيّر من شكل خريطة سوق العمل ورفع نسب التوطين في المهن العلمية، وأسهم في سرعة بناء الكوادر المواطنة.

وأشاروا إلى أن اهتمامات الفتيات التعليمية لم تعد مقتصرة على تخصصات الطب والتربية، وبعض التخصصات الهندسية التقليدية، وإنما بات اهتمامهن يتوجه بقوة نحو تخصصات المستقبل مثل علوم الفضاء، والطاقة النظيفة، والطاقة النووية، والقانون الدولي، وعلم الجينوم، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وإنترنت الأشياء، وعلم البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، وتقنية «بلوك تشين»، وأتمتة العمليات الروبوتية، التي تحظى بإقبال كبير من الطالبات وعددهن في الأقسام الجامعية لهذه التخصصات والبعثات الخارجية أكبر من أعداد الطلبة الذكور.

فيما أكدت المعلمات ثريا حمدي، ووفاء بكر، ونعمة البدري، أن الأسرة تلعب دوراً مهماً في تفوق الفتيات، حيث يحظين بتتبع دائم من طرف الأسرة ليس في المدرسة فقط بل في كل الجوانب الحياتية، ما يجعلهن يحرصن على الالتزام بالتعليمات داخل الصفوف وبذل الجهد لتحقيق النجاح والتفوق، على عكس الطلاب الذكور الذين يميلون إلى التمرد على القواعد المعمول بها داخل الفصول الدراسية، ما يؤثر في استيعابهم للدروس، لافتات إلى أن «اهتمام الأسر بمتابعة بناتها بشكل أكبر من الذكور ينعكس على شخصياتهن ويدفعهن إلى الالتزام والحرص على إظهار تفوقهن في الدراسة».

واقترحت المعلمات على الجهات التربوية المعنية دراسة أسباب تفوق الإناث على الذكور، وما يمكن تطبيقه لرفع التنافس بين الطلبة جميعاً، لما يعود به ذلك من نفع على العملية التعليمية واحتياجات الدولة من تخريج كفاءات قادرة على قيادة سوق العمل.

التخصص الجامعي

أكد مسؤولو تسجيل جامعي، ياسر الشناق، ومنار خضر، ورانيا الملا، أن تفوق الإناث على الذكور واقع يتكرر سنوياً، مرجعين تفوق الإناث إلى عوامل تربوية وثقافية واجتماعية، تؤدي إلى تسجيلهن التزاماً وانضباطاً في التعليم أكثر من الذكور، مشيرين إلى أن الطالبات يتميزن بالشغف والرغبة في اختيار تخصص يثبتن من خلاله قدراتهن على التعلم والابتكار، ويركزن حالياً على تخصصات المستقبل التي تحاكي متطلبات سوق العمل، وتتماشى مع خطط الدولة ومشاريعها، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والتخصصات الطبية والهندسية الدقيقة.

وأكدوا أن تفوق الإناث على الذكور، يعزى إلى أنهن يتميزن بحسن الإصغاء إلى التعليمات والقيام بالواجبات الدراسية واتباعها بدقة، فضلاً عن تميزهن بالانضباط الذاتي في حياتهن بصفة عامة وفي دراستهن بصفة خاصة، ويظهر ذلك في التزام الفتيات بأداء واجبهن الدراسي مقارنة بالطلبة الذكور، المنشغلين، غالباً، بالخروج مع الأصدقاء واللعب، بدلاً من إنجاز الواجبات الدراسية.

65 % من قوائم المتفوقين في نتائج الثانوية العامة.. من الطالبات.

• اهتمامات الفتيات التعليمية تتوجه بقوة نحو علوم الفضاء والطاقة النظيفة وعلم الجينوم والاقتصاد الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى