اخبار الكويت

البطالة والمخدرات !! بقلم د أشرف رضا

يقول النبي ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”:اي ضياع الصحة والفراغ في غير فائدة وهذه واحدة.

ويقول الإمام (علي ) كرم الله وجه ” لو كان الفقر رجلا لقتلته ” .. وهذا لم يكن بزمن الترف والبزخ ومتع الدنيا والفتن وانتشار الفساد الأخلاقي والاجتماعي والتكنولوجي إذن فما بالك بحياتنا اليوم ؟؟

والبطالة والفراغ هي أكبر مسبب للفقر والحاجه في ظل انكماش سوق العمل وقلة الوظائف وعدم متطابقة متطلبات سوق العمل وعدد الخريجين من الشباب مما يودي الي نوع كبير من الركود والبطالة والبطالة هي من اسباب الجرائم التي تحدث في مجتمعنا اذن نخلص الى ان مشاكلنا جميعها تندرج تحت (معالجة البطالة )وإيجاد فرص عمل وجلب استثمارات اضافية .

ان البطالة تلعب الدور الأهم في إنهيار المجتمع، فيبدأ الإنهيار تسلسلياً من التأثير والضغوط نفسياً على الشاب وشعوره بالنقص لعدم قدرته على تسليط قدراته والاستفادة منها . لذلك يشعر الشاب بأنه منبوذ اجتماعيا فيستحوذ عليه شعور الضياع وخيبة الامل فيكون الطريق ممهدا للدخول الي عالم المخدرات والمواد السامة التي تقود بدروها الي عالم اخر من عوالم الجرائم فسمع كل يوم عن نوع غريب من الجرائم الجنائية التي لم يخطر علي عقل بشر فعلها فهناك من ذبح امه واخر قتل اولاده واخري قطعت اولادها واعتداءات مخيفة وارتكاب كبائر بل اكبر الكبائر ..

ولا يمكن الإبتعاد عن لفت النظر حول الدور الكبير التي تلعبه ظاهرة البطالة في انتشار آفات المخدرات والمواد السامة، فنجد أن أسباب ومسببات التعاطي تتقاطع بشكل كبير مع نتائج البطالة، حيث البطالة التي تتسبب في حالة اقتصادية عسيرة بل معدومة للأفراد ليس من شأنها الا الدفع بالأشخاص للمكاسب المادية غير القانونية وبطرق بعيدة عن الشرعية لسد الحاجات الاقتصادية والمعيشية، مما يؤدي إلى الغرق في بحيرة المواد السامة (المخدرات وغيرها) وهنا تزداد الحالة النفسية والإجتماعية سوءً أكبر للفرد، ومن الصعب جداً إبعاده عن اقتراف هذه الجريمة لانه اصبح مُدمناً لها .

ويتسائل المجتمع والمهتمين بهذه القضايا عن كيفية إيجاد الطريقة الصحيحة والمناسبة للتخفيف من ظاهرة انتشار المواد السامة حتى الوصول إلى القضاء عليها ؟ فيقدم البعض الكثير من المقترحات كالتشديد في العقاب ودفع الغرامات المالية بنظرهم كرادع قوي للمجتمع والشخص المقترف للجريمة، لكن هناك رأي أنسب إضافة للرادع المذكور ألا وهو إصلاح كافة الظواهر المؤدية للمواد السامة، ولعل اهمها المذكور سابقاً وهي البطالة باعتبارها سبباً رئيساً مؤدياً للمخدرات ومشتقاتها، وبرأيي لا يمكن القضاء على الآفات وهذه الظاهرة تحديداً قبل إصلاح كافة الأسباب والمسببات المؤدية لإرتكابها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى